روج آفا الثورة والحرب..فرصة تاريخية تنتظر كرد سوريا..تفاصيل

عن دار نفرتيتي للنشر صدرت النسخة الرابعة من كتاب  للكاتب توماس شنيدر ترجمه للعربية أحمد إسماعيل وروناك حجي.
يتناول الكتاب كيفية تأسيس مناطق الحكم الذاتي الكردية وهياكلها السياسية والحياة اليومية في ظل مؤسسات الإدارة الذاتية، كما يتطرق إلى الصراعات الداخلية بين الكرد ومستقبل الأوضاع في روجافا.
وبحسب الكاتب، فقد أضفت الحرب الدائرة في سوريا واقعًا جديدًا مغايرا بشكل كلّي لما كان سائدا قبل ذلك، حيث أضحى العبور من وإلى سوريا عبر معبر حدودي يفصلها عن العراق متاحًا بشكل قانوني في ظل إغلاق المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا ولا سيما بعد تأسيس كيان كردي في كانون الثاني / يناير ٢٠١٤ باسم «روجافا» كما يحلو للكرد في كردستان سوريا تسميته، وهو كيان تألف من ثلاث مقاطعات متاخمة لبعضها البعض «عفرين الجزيرة الفرات»، ولكنّها كانت منفصلة عن بعضها البعض؛ نظرًا لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مقاطعة الفرات لفترة زمنية قبل أن تنجح الوحدات العسكرية التابعة للكرد في توحيد اثنتين من مقاطعات روجآفا في عام ٢٠١٥ بعد تحرير كوباني، وبعدها منبج بالتعاون مع التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة، كما أعلنت الاتحادية الديمقراطية لشمال سوريا روجافا في آذار مارس ٢٠١٦ عن ضمها مدن وقرى ذات غالبية عربية أيضا.

روج آفا وكردستان سوريا
وفي بداية الكتاب يناقش الكاتب مصطلح روج آفا الذي يستخدم للتعبير عن اتحادية شمال سوريا ودلالة اللفظ وترجمته الحرفية مشيرا إلى رفض القوميون الكرد أي مصطلحات تعكس تقسيم کردستان بين دول مختلفة، ولا تُبرزُ كردستان كجغرافية واحدة، ووفقًا لهم، فدلالة «روجآفا» هي غربي كردستان الغربية.
ويعتبر الكاتب أن المصطلح “روجأفا” غير منطقي إلى حدٍ ما من الناحية الجغرافية، حيث تقع العديد من المناطق الكردية بتركيا في الغرب من «روجافا»، ووفقًا لذلك، تقع «روجآفا» في الجنوب الغربي من كردستان، ومن مناطق وُجود الكرد عامة، مشيرا إلى أن المصطلح الأكثر دقةً ومنطقيةً والأقرب إلى الواقع هو مصطلح “کردستان سوريا” بالرغم من أنه غير محبب لدى القوميين الكرد والعرب على حدٍ سواء، فهو كمصطلح لا يحدد دعم أو انتقاد المرء لفكرة أن هذه الأراضي تنتمي إلى سوريا.
ويستخدم الكاتب في كتابه “روج آفا وكردستان سوريا” كمصطلحين مترادفين للتعبير عن مناطق الوجود الكردي بشمال سوريا، رغم اعتقاده أن مصطلح ” كردستان سوريا” الذي يشير إلى حقيقة أن ترتيب الشرق الأوسط عقب الحرب العالمية الأولى اعتبر هذه الأراضي جزءًا من سوريا بموجب القانون الدولي، وقد يكون هذا غير عادل ومثيراً للجدل، لكنه يتبع ذلك بقوله “لا نجافي الحقيقة حينما نقول إن كردستان العراق هي جزء من العراق وكردستان إيران هي جزء من إيران وكذلك الحال بالنسبة لكردستان تركيا”.
ويتطرق الكتاب إلى تطورات الأوضاع في سوريا منذ اندلاع الثورة التي بدأت سلمية قبل أن تتحول لحرب أهلية بصورة أصبحت معها صورة مقصد للجهاديين من كل أنحاء العالم، والتحول في ميزان القوى العسكرية لصالح النظام بعد التدخل الروسي والإيراني وسقوط حمص، ومن بعدها حلب في يد النظام، والذي مثل سقوطها بداية النهاية لتراجع ميليشيات المعارضة وهو التراجع نفسه الذي ضرب المشروع الجهادي الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية داعش بعد استعادة الجيش العراقي للموصل وتحرير الرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
وبحسب الكاتب، فقد لعب المقاتلون الكرد في سوريا والعراق دورا هاما في محاربة الخلافة المزعومة وتحرير مناطق أكبر بكثير من التي يقطنها الكرد في سوريا والعراق.

الفخ التركي
كما يتطرق الكتاب للسياسات التركية في سوريا وكيف تبتز أنقرة الغرب بعلاقاتها بروسيا مع أجل التغاضي عن هجماتها ضد القوى الكردية بسوريا.
يقول الكاتب “بدأت تركيا، والتي ما زالت عضوا في حلف شمال الأطلسي، في ضرب شركائها في الناتو وروسيا مع بعضهم البعض، ممهدة بتغيير ولائها لروسيا إذا استمرت الولايات المتحدة في دعم قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب وحدات حماية المرأة الكردية الأمر الذي أدى إلى إسكات الانتقادات الغربية بشأن الهجوم التركي على عفرين، وترك معظم المنطقة الغربية من الاتحادية الديمقراطية لشمال سوريا تحت رحمة روسيا”.
كما يتحدث الكاتب حول تقاسم النفوذ في سوريا بين موسكو وواشنطن وتأثير ذلك على روجافا حيث يقول “هناك مؤشرات قوية تشير إلى أن روسيا والولايات المتحدة قسمتا سوريا إلى منطقتين للنفوذ على طول خط نهر الفرات. حيث توافق روسيا على وجود القوات الأمريكية في شمال شرق الفرات، مع قبول الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب بالهيمنة الروسية على بقية سوريا، وهذا ما يعقد موقف الكرد السوريين. وفي حين أن الأجزاء الشرقية من الاتحادية الديمقراطية لشمال سوريا، أي مقاطعتي الجزيرة وكوباني والتي تسمى حاليا بالأقاليم (بالكردية Herêm)، بالإضافة إلى الأراضي التي اُسْتُعِيدَت من تنظيم (الدولة الإسلامية) في عام 2017 كانت أشبه بمناطق تحت الحماية الأمريكية، وقد أوضحت إدارة ترامب أنها لن تساعد الكرد في مناطق غربي الفرات.

الدور الروسي في احتلال عفرين
ويستعرض الكتاب كواليس ما قبل احتلال عفرين والتدخل التركي في شمال سوريا 2018 والصفقة التي تمت بين أردوغان وبوتين وبموجبها سقطت عفرين في قبضة الاحتلال التركي والتواطؤ الروسي مع تركيا ضد الكرد السوريين.
يقول الكاتب ” أننا على دراية باللقاءات التي جرت بين المسؤولين الأتراك والروس في خريف ۲۰۱۷ قبل الغزو التركي، بما في ذلك عدة لقاءات بين الرئيس بوتين والرئيس أردوغان نفسه حيث اجتمع الزعيمان في ٢٨ أيلول/سبتمبر بأنقرة، ثم في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في سوتشي، وعادوا مجددا واجتمعوا في أنقرة في 11 كانون الأول/ديسمبر، ومن البديهي بأن مصير عفريـن قـد تقرر أيضا في هذه الاجتماعات وهو ما ظهر بجلاء بعد أن سحبت روسيا قواتها من عفرين في الأيام التي سبقت الغزو التركي، وهي بالتالي لم تدافع عن عفرين ضد الهجوم التركي، ولم تعترض عليه.
وأردف ” الواقع يقول إن بوتين قد أعطى أردوغان الضوء الأخضر لشن الهجوم على عفرين وهو ما ظهر في بيان الكرملين عقب مكالمة هاتفية بين بوتين وأردوغان في 8 شباط/فبراير ٢٠١٨ حيث أعلن الكرملين أن روسيا وتركيا اتفقتا على تعزيز التنسيق بين الأجهزة العسكرية والأمنية للبلدين في سوريا.
ويرى الكتاب أن الموقف الروسي من احتلال عفرين والتعاون مع تركيا كان يهدف للضغط على الكرد وإجبار وحداتها العسكرية على التعاون مع النظام والقبول بالعودة إلى حكم الأسد.

الأوضاع في سوريا ومستقبل روجافا
وينتقل الكاتب للحديث حول مستقبل الأوضاع في سوريا، معتبرا أن ما وصفه بمعارك المرحلة الثانية من الحرب الأهلية السورية التي حدثت منذ العام 2018 تشكل صراعات فعلية من أجل خريطة مستقبلية لسوريا، وقد تؤدي أخيرًا إلى السلام عن طريق التفاوض في المرحلة المقبلة.
وبحسب الكاتب، فإن الوضع في سوريا لن يعود كما كان عليه قبل عام ۲۰۱۱، محذرا من أن سوريا سوف تتحول لدولة غير مستقرة إذا ما ظلت على هذا المنوال، معتبرا أن التوصل إلى السلام عن طريق التفاوض ممكن ، والأمر يحتاج إلى نوع من الاتحادية في سوريا.
ويرى الكاتب أنه من شأن النظام الاتحادي في سوريا أن يتيح الفرصة لإقامة اتحادية ديمقراطية لشمال سوريا والاعتراف باستقلالها الذاتي، ولكنه سيخلق أيضًا ظروفًا سيئة للغاية من أجل إرساء ديمقراطية حقيقية في المنطقة، الأمر الذي سيجعل المنطقة أكثر عرضة لخطر التقسيم بين الحكام الإقليميين الاستبداديين، الذين على الرغم من أنهم توقفوا عن شن الحروب ضد بعضهم البعض، إلا أنهم غير مهتمين أيضًا بإضفاء طابع الديمقراطية على مجتمعاتهم.

الخلافات الكردية والفرصة التاريخية
هذه الحالة من عدم الاستقرار قد تضاعف من التوترات بين الكرد خاصة بين المحسوبين على حزب العمال الكردستاني والديمقراطي الكردستاني كما حدث في منطقة شنكال في العراق في بداية آذار / مارس ۲۰۱۷ وما تلاه من انتهاكات واعتقالات ضد أعضاء المجلس الوطني الكردي في سوريا، ومقتل الإيزيدية «نازة نايف» البالغة من العمر ١٦ عاما في ١٤ آذار / مارس ۲۰۱۷، وإغلاق مكاتب حزب (PDS) في روجآفا في وقت لاحق.
الخلافات الكردية دوما ما تستغلها تركيا للترويج لفكرة أنها تحارب منظمة إرهابية، وليس الكرد كقومية وهو ما ظهر خلال الحرب على عفرين حيث استخدمت تركيا بعض المجموعات الكردية الصغيرة، المؤلفة من إسلاميين كرد وحرس القرى التركية الكردية للقتال في عفرين أيضًا التي، على الرغم من ضعف تأثيرها العسكري ألا إنها مفيدة للدعاية التركية.
كما يحذر الكاتب من احتمالية تمدد الخلافات الكردية لمرحلة الاقتتال والحرب الأهلية سواء في سوريا أو العراق حيث لا يبدو أنّ حزب الـ (PDK) الذي يحكم كردستان العراق أو حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يحكم كردستان سوريا على استعداد لتقاسم سلطتهما مع تيارات متنافسة داخل الحراك الكردي.
ورغم ذلك يرى الكاتب أنه ما تزال هناك فرصة تاريخية أمام للكرد الذين أصبحوا ضحايا لأوامر من يحملون أسماء سايكس – بيكو في القرن العشرين من أجل لعب دور سياسي مستقل في مستقبل الشرق الأوسط. ولن يتوقف الأمر على سياسات القوى العالمية المهيمنة فحسب، بل على القوى الكردية ذاتها أيضًا فيما إذا كانت لهم الرغبة في هذه الفرصة التاريخية أن تتحقق.

قراءة في الانتخابات البلدية..تركيا تهرب من ظل أردوغان

اعتبر خبير أمريكي أن الانتخابات البلدية الأخيرة في تركيا شكلت تحوّلًا محوريًّا بعيدًا من المشهد السياسي الاستقطابي الذي تهيمن عليه المشاعر المؤيّدة والمعارِضة لأردوغان.

وبحسب دراسة لمعهد كارنيجي لدراسات الشرق الأوسط ففي 31 آذار/مارس، عانى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان، من أسوأ أداء له منذ دخوله الساحة السياسية في عام 2002. فقد نال الحزب 35 في المئة فقط من الأصوات في الانتخابات المحلية، فيما حصد حزب الشعب الجمهوري، وهو الحزب المعارض الأساسي، 38 في المئة من الأصوات على صعيد البلاد وحقّق النصر في المدن الرئيسة مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير وبورصة، وهي أفضل نتيجة يسجّلها الحزب منذ عام 1977.

ويري إمري كاليسكان وهو زميل باحث في كلية بلافاتنيك للشؤون الحكومية، جامعة أكسفورد الأمريكية أن نتائج الانتخابات تعكس تغييرًا أوسع نطاقًا في السياسة التركية التي تضيق مساحتها بصورة متزايدة منذ الاستفتاء الدستوري في عام 2017.

وأشار الباحث إلي أن الاستفتاء، الذي أدي لانتقال تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، ساهم في تيسير الترسيخ الكامل لسيطرة أردوغان على المرتكزات الأساسية للحوكمة، وهي السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والقضاء والإعلام، وفي تبديل المشهد الديمقراطي في البلاد. وأُرغِم البرلمان، الذي بات دوره يقتصر بصورة أساسية على الموافقة على الموازنة، على التخلّي عن أدواره التقليدية في صنع القرار وصوغ السياسات.

منذ هذا التحوّل نحو حكم الرجل الواحد في تركيا، جرى تأطير الانتخابات إلى حد كبير على أنها معارك بين القوى الموالية والمعارضة لأردوغان. على سبيل المثال، في انتخابات 2018، شكّل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان وحزب الحركة القومية تحالف الجمهور.

 أما أحزاب المعارضة، التي تتألف غالبيتها من مسؤولين تنفيذيين ينتمون إلى أحزاب يمين الوسط والأحزاب القومية التي اصطفّت سابقًا إلى جانب أردوغان في السياسة، فقد شكّلت معًا التحالف الوطني، وكانت معارضتها لأردوغان القاسم المشترك الوحيد بينها. وقد أدّى هذا الاصطفاف إلى ابتعاد حزب الشعب الجمهوري عن مبادئه التأسيسية القائمة على الديمقراطية الاجتماعية، وربما كلّفه خسارة أصوات في الانتخابات.

الأزمة الاقتصادية

على الرغم من التدنّي الكبير في نسبة الاقتراع وعدم التصويت مباشرةً لأردوغان في صناديق الاقتراع، أدّت انتخابات 31 آذار/مارس إلى تبديل هذا الاتجاه. فقد ابتعد الناخبون عن الخطاب المنقسم بين موالٍ لأردوغان ومعارض له، معربين عن استيائهم من حزب العدالة والتنمية وأسلوبه في التعاطي مع الأزمة الاقتصادية المتفاقمة. في آذار/مارس، ارتفع معدل التضخم في تركيا إلى 68.5 في المئة، وقد أرجع ناخبون كثر الأمر إلى السياسات الاقتصادية غير التقليدية التي اتّبعها الرئيس أردوغان.

وبدّلت مدنٌ كانت تقليديًّا معاقل لحزب العدالة والتنمية، مثل بورصة وبالق أسير وعشاق وأديامان، ولاءها فتحوّلت نحو تأييد حزب الشعب الجمهوري. وكذلك أبدت مناطق محافظة مثل أسكودار في إسطنبول وكيشيورين في أنقرة تفضيلها لحزب الشعب الجمهوري. وهذا يشير إلى أن المسائل الاقتصادية، وليس الدعم الثابت لأردوغان أو معارضته، هي التي أثّرت في قرار الناخبين.

علاوةً على ذلك، فإن الأحزاب المعروفة بخطابها القومي، مثل حزب الحركة القومية، وحزب الجيد، وحزب الظفر المناهض للهجرة، خسرت أيضًا الدعم خلال هذه الانتخابات. يدّل هذا التحوّل على تراجع انجذاب الناخبين إلى السياسات القومية والخطاب القومي التي لطالما روّجت لها حكومة أردوغان.

 وتجدر الإشارة إلى أن حزب الشعب الجمهوري، وهو الحزب المعارض الأساسي، تجنّب عمدًا الخطاب الشعبوي المناهض للهجرة في الفترة التي سبقت الانتخابات المحلية. ونظرًا لأن تركيا تستضيف نحو 4 ملايين لاجئ، يشير ابتعاد الناخبين عن الأحزاب القومية إلى رغبة أوسع في التغيير.

التطبيع التركي مع إسرائيل

نال حزب الرفاه الجديد، وهو حزب إسلامي في تركيا، أكثر من 6 في المئة من الأصوات، مستحوذًا بذلك على جزء من القاعدة المحافظة لحزب العدالة والتنمية. وقد حقّق ذلك من خلال جملة خطوات منها انتقاد السياسات الحكومية تجاه إسرائيل: فعلى الرغم من الانتقادات العلنية التي وجّهها أردوغان للممارسات الإسرائيلية في غزة، أبقت تركيا على حجم كبير من التبادلات التجارية مع إسرائيل، وبلغت قيمة صادرات السلع التركية إليها 319 مليون دولار أميركي.

هذا فضلًا عن أن جزءًا كبيرًا من عمليات التصدير هذه تولّاه أعضاء الجمعية المستقلة للصناعيين ورجال الأعمال، وهي منظمة مؤلّفة من رجال أعمال مسلمين لديهم تحالفٌ وثيق مع أردوغان.

يُتوقَّع أن يستمر تأثير أردوغان في السياسة التركية، نظرًا لسيطرة حزبه الواسعة على وسائل الإعلام. ولكن نتائج الانتخابات الأخيرة تكشف عن مزاج عام من التجدد السياسي يمتدّ أبعد من المستويين المحلي والبلدي.

 وبما أن حكم أردوغان الذي يزداد سلطويّةً تسبّب بخنق المشاركة السياسية، فإن الانتخابات هي مؤشّر واعد على مستقبل الديمقراطية التركية. وفيما يزداد الناخبون تململًا من أردوغان ومن الاستقطاب في السياسة التركية، قد تتقلص سلطة حزب العدالة والتنمية أكثر فأكثر، ما يمهّد الطريق لعودة محتملة إلى النظام البرلماني.

شاهد..جرحي ومصابين بعد حادث مروع في تركيا.. ماذا حدث

كشفت تقارير صحفية عن وقوع حادث مروع في إحدى الولايات التركية ما أدي لانتشار حالة من الرعب بين السكان المحليين فيما أعلنت السلطات فتح تحقيق عاجل في الحادث.
وبحسب وسائل إعلام أعلنت السلطات التركية مقتل شخص وإصابة 10 آخرين نتيجة اصطدام عمود بكابينة على خط تلفريك في ولاية أنطاليا التركية، الجمعة 12 أبريل/نيسان 2024، في حين تحاول إنقاذ محاصرين في كبائن أخرى بسبب الحادث ذاته، بعدما تمكنت من إجلاء 137 شخصاً من داخل 19 كابينة بنجاح.
ووفقا للتقرير، أوضح بيان عن والي أنطاليا أن فرق الإنقاذ تمكنت من إنقاذ 137 شخصاً بينهم 56 عبر مروحيات، في حين لا تزال جهود الإجلاء مستمرة لـ29 شخصاً لا يزالون عالقين داخل 5 حجرات معلقة في الهواء.
بدوره، قال رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية “آفاد”، أوكاي ميمش، إن شخصاً واحداً لقي حتفه، فيما أصيب 10 أشخاص لا يزالون يتلقون علاجهم في المستشفى.
أضاف أنه لا توجد إصابات خطيرة أو أي أحد في حالة صحية سيئة بين العالقين، مضيفاً أن الهدف هو الانتهاء من أعمال الإنقاذ قبل غروب الشمس.

وأظهر مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل، اللحظات الأولى للحادث المروع حيث كانت سيدة برفقة أخريات تصور آنذاك من الهواء على متن التلفريك.

في السياق، أوضحت وزارة الداخلية التركية أن 24 كابينة توقفت في الهواء الساعة 05:23 مساء الجمعة بالتوقيت المحلي (14:23 بتوقيت جرينتش).
وفي بيان على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، قالت وزارة الداخلية إن سبع مروحيات وأكثر من 500 فرد يشاركون في جهود الإنقاذ، وأظهر مقطع مصور نشرته الوزارة أفراد إنقاذ يتسلقون إلى الكبائن.

.

ووفقاً للمعلومات الموجودة على موقع شركة التلفريك على الإنترنت، يضم التلفريك 36 كابينة تتسع كل منها لستة أشخاص، ويستغرق الصعود إلى منشأة تونيك تيبي تسع دقائق تقريباً مع إطلالات شاملة على مدينة أنطاليا.
بدوره، أعلن وزير العدل يلماز تونش في منشور على حسابه في “إكس”، بعد الحادث أنه تم فتح تحقيق قضائي في الحادث.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

هل يخطط أردوغان لانقلاب دستوري جديد للبقاء في السلطة؟

أثار الخطاب الأخير للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الكثير من علامات الاستفهام خاصة فيما يتعلق بالجملة التي طرحها في توقيت حساس من (أن هذه آخر انتخابات لى) ، وترجع حساسية الجملة إلى الانتخابات التي سوف تشهدها تركيا في 31 مارس الجارى ؛مما أعاد إلى أذهان الجميع التكهن بأن ربما يلجأ التحالف الحاكم الذى يقوده أردوغان إلى الانقلاب على الدستور والقيام بتعديلات جديدة لتمكنه من المشاركة في فترة رئاسية جديدة كما فعل في السابق.
وتباينت رؤية الخبراء حول أهداف أردوغان من تلك الجملة وحقيقة نيته ورغبته في إجراء تعديل دستوي يمنحه حق الترشح لفترة رئاسية جديدة.

لن يعدم وسيلة للبقاء
ويري د.أسامة السعيد الخبير في الشؤون التركية أن تصريحات أردوغان تكشف عن نية الائتلاف الحاكم إصدار أو إقرار دستور جديد للبلاد يتناسب مع المئويه الثانية للجمهورية التركية.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ الشمس نيوز أن هذه الدعوة لا تخلو من مصالح واضحة للرئيس التركي أولها أنه بالفعل يريد أن يمدد بقائه في السلطة خاصة أن شخصية أردوغان التي ظهرت خلال سنوات حكمه يصعب معها التصديق أنه يمكن أن يبتعد عن السلطة.
ويعتقد الباحث أن أردوغان سيحاول البحث عن أي ذريعه أو وسيلة تمكنه من البقاء في السلطه لأطول فترة ممكننة سواء كان ذلك عبر اقرار دستور جديد يمنحه حق الترشح مرة أخري كما فعل بعد التعديل الدستوري الأخير الذي تحولت بموجبه تركيا للنظام الرئاسي، لافتا إلي أن أردوغان لن يعدم حيلة في التوصل إلى الأدوات التي تمكنه من البقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة.
وأشار الباحث إلي أن هذه المحاوله لا تخفى على أحزاب المعارضة التي أبدت رفض واضح لهذه الرغبة الاردوغانية وهناك حاله من التشكك الكبير في نوايا الرئيس التركي.
كما يري الباحث أن نوايا أردوغان ربما تتجاوز فكرة البقاء في السلطة هو يحاول أن يعيد تقديم نفسه لأوروبا على وجه التحديد عبر دستور مختلف ربما يكون أكثر ليبرالية في بعض الأحيان لتلبية المعايير الأوروبية خاصة أن أردوغان حتى هذه اللحظة لا يكل ولا يمل عن الرغبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي رغم الخلافات مع بعض دول الاتحاد ولكن في النهاية الحوصل على عضوية الاتحاد الأوروبي مصلحة كبيرة لتركيا ولنظام أردوغان الذي يريد أن يستغل مساعي بعض الدول في الاتحاد الأوروبي لتوسيع العضوية في المرحلة المقبلة وبالتالي يعيد تقديم تركيا مرة أخرى كشريك مؤهل للانضمام الى الاتحاد الأوروبي.
كما يعتقد السعيد أن أردوغان ربما يسعى أيضا من خلال إقرار دستور جديد لتوسيع بعض الصلاحيات أو بعض البنود المتعلقة بفئات المتدينين في تركيا خاصة المواد المتعلقة بالحجاب لإن هذا سيؤمن له أغلبية وشعبية أكبر لدى الأوساط المحافظة في تركيا وبالتالي أعتقد أنه سيحاول من خلال هذه الخطوة تحقيق مجموعة من المكاسب بحجر واحد أو إصابة عدد من الأهداف بحجر واحد أهداف داخليه وأهداف إقليمية ودولية.

موقف المعارضة
وتابع : وأيضا على المستوى الشخصي سيحقق أهداف شخصية بالبقاء في السلطة لأطول فتره ممكنة، ورغم ذلك فالأمر لن يمر بهدوء والمعارضة التركية لن تصمت وربما يتحول الأمر بالنسبة لها لنوع من أنواع الكفاح ضد ما يريد أن يقوم به أردوغان واعتبار ذلك نوع من الانقلاب الدستوري .
وبحسب الباحث فإن هناك احتمالية لتمرير مخطط أردوغان خاصة أن حزب العدالة والتنمية يجيد لعبه التوازنات والتحالفات ويستطيع الحصول على أصوات 70 نائب من خارج التحالف الذي يقوده حاليا لتمرير فكرة تعديل الدستور أو تغييره وهذا الرقم ليس صعبا إذا ما ما استطاع إغراء بعض الأحزاب الصغيرة بمكاسب سياسية وانتخابية وهو ما يجعلنا نتوقع صيف ساخن جدا قد تشهده تركيا الفترة المقبلة.

الرئيس الديمقراطي
من جانبها قالت د.شيماء حسين خبير العلاقات الدولية أن جملة “هذه آخر انتخابات لى بموجب التفويض الذى يمنحه القانون” التي أطلقها أردوغان أراد بها الرئيس التركي أن يظهر بصورة الرئيس الديمقراطي الذى يحترم القانون ، وهو واقعيا ما ينص عليه القانون سواء توفرت الرغبة عند أردوغان للترشح من عدمه.

وأشارت إلي أنه بموجب الدستور التركى الحالي مادة 101 لا يسمح للمرشح الئاسى بالترشح إلا لفترتين رئاسيتين فقط مدة كل فترة هي 5 سنوات ، ولسوف تنتهى فترة ولاية أردوغان الثالثة في عام 2028 ، مما يجعله غير قادر على تجديد الترشح لفترة رئاسية جديدة إلا في عام 2033 ووقتها سيكون عمره قرب من ال80 عاما ؛ مما يجعله من الصعب الترشح سواء بموجب القانون أو كبر عمره أو المشاكل الصحية التي بدأ يعانى منها في فتراته الأخيرة ، وبالتالي فمن المستبعد أن يكون المقصد من جملته المثيرة للجدل هو الرغبة في إجراء تعديلات دستورية جديدة خاصة على ضوء تصريحاته السابقة التي أبدى فيها عدم رغبته في السعي لتغيير القانون وأنه سوف يترك الأمر لمن يخلفه في الانتخابات الرئاسية ، وأيضا في ظل تعدد الشخصيات البارزة على الساحة التركية يجعل هناك فرص للعديد منهم لخوض التجربة للترشح للرئاسة في ظل التغيير الذى لن يعترض عليه الشعب التركى بعد سيطرة أردوغان على قيادة تركيا لمدة عشرون عاما .

مرشحون لخلافة أردوغان
وبحسب الباحثة فإن  أبرز الشخصيات المرشحة لخوض انتخابات الرئاسة التركية وخلافة أردوغان هي ( هاكان فيدان) وزير الخارجية الحالي ومدير جهاز المخابرات السابق، والذى يتمتع بنفوذه القوى
أيضاً هناك سليمان صويلو وزير الداخلية السابق كذلك خلوصي آكار وزير الدفاع السابق، كما أن هناك صهر الرئيس أردوغان سلجوق والذى يمتلك نفوذا وقوة في قطاع صناعة المسيرات إلى جانب شهرته الإعلامية الواسعة ،
وأشارت إلي أنه برغم من أن البعض يسعى إلى إضفاء بلال أردوغان نجل الرئيس أردوغان على المشهد الانتخابي التركى بسبب إرث والده ، إلا أنه لن يكون التنافس لصالحه في ظل تواجد الشخصيات السابقة في المشهد السياسي التركي وما سوف يستجد من شخصيات أخرى في الأعوام المقبلة
وختمت الباحثة بقولها “نستطيع أن نجمل أن جملة أردوغان كانت استعطافية ودعائية أكثر منها انقلابية أو تحمل معاني ضبابية لمؤامرات دستورية جديدة” .

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

بدعم من بغداد وأربيل..تركيا تستعد لـ عملية موسعة ضد العمال الكردستاني..تفاصيل

كشفت تقارير صحفية عن استعدادات لعملية عسكرية تركية موسعة تستهدف معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، بدعم استخباراتي من بغداد وأربيل.

وذكرت صحيفة “حريت” التركية المقربة من الحكومة التركية، أن مسؤولين أتراك وعراقيين يجتمعون في بغداد وإقليم كردستان، وأن الاستعدادات بدأت لعملية لإغلاق الحدود بين تركيا والعراق بشكل كامل وتضييق الخناق على حزب العمال الكردستاني المتشدد.

وأضافت الصحيفة أن المرحلة التمهيدية للعملية العسكرية التركية في شمال العراق تجري بالتزامن مع المحادثات السياسية حول سوريا، حيث تتواجد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني.

دعم من بغداد وأربيل

قال الكاتب الصحفي في صحيفة حريت عبد القادر سلفي، المعروف بقربه من الدائرة الحاكمة في أنقرة، إن عملية برية واسعة النطاق ستجري في المناطق التي تجري فيها عملية “المخلب القفل” التي انطلقت في أبريل 2022 ولا تزال مستمرة.

وقال: “قبل العملية، سيتم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان في أربيل، وتأمل تركيا في إغلاق حدودها الممتدة على طول 378 كيلومترًا مع العراق بشكل كامل ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني”.

وتابع سلفي: “أعتقد أن تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن الحدود مع العراق لم يتم تقديرها بشكل كامل بسبب الجدل الدائر حول الانتخابات المحلية التي ستجرى في نهاية مارس في تركيا.

وأشار الرئيس أردوغان عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة التركية في أنقرة يوم الاثنين إلى أن تركيا على وشك الانتهاء من الطوق الذي يؤمن حدودها مع العراق، وأكد أن بلاده تحرز تقدماً في مكافحة الإرهاب. وقال: “بحلول الصيف المقبل، سنحل هذه المشكلة إلى الأبد”.

وقال سلفي إن وراء هذا الالتزام مفاوضات دبلوماسية واستعدادات عسكرية مع العراق.

“ستُطلق عملية “المخلب” في عام 2019، وقد بدأت آخر حلقاتها “صخرة المخلب” بنجاح منذ 17 أبريل 2022. وقد فُقد بعض الجنود في 22 و23 ديسمبر و24 يناير من العام الماضي في المناطق التي نُفذت فيها عملية “المخلب”.

وأضاف: “لذلك، تم اتخاذ قرار بتنفيذ عملية برية كبيرة وإنشاء منطقة آمنة في المنطقة التي تقع فيها القاعدة العسكرية التركية، وتم تحديد خط يغطي منطقة قارة ليكون حدود المنطقة الآمنة”.

تفاصيل العملية

استناداً إلى مصادره، قدم سلفي تفاصيل العملية: “قبل العملية، تم التوصل إلى اتفاق بين بغداد ونظام أربيل لتعزيز القواعد التركية الدائمة والمؤقتة في شمال العراق. وسيتم القضاء على مخابئ الإرهابيين داخل حدود منطقة الغارة بعمليات برية بدعم جوي، وسيتم إغلاق الحدود التي يبلغ طولها 378 كم بعمق 40 كم بشكل كامل كما يجري في سوريا.

وأضاف: “سيتم الوصول إلى الحدود بما فيها منطقة غارا المشهورة بكهوفها وسيتم تدمير الكهوف والملاجئ التابعة لمنظمة (بي كا كا) الإرهابية في غارا ووضعها تحت السيطرة الدائمة للجيش التركي لمنع استخدامها مرة أخرى”.

وأضاف سلفي أن القوات التركية ستنفذ العملية، ومن المتوقع أن تقدم حكومتا بغداد وأربيل الدعم الاستخباراتي وتتخذ إجراءات ضد حزب العمال الكردستاني في السليمانية وسنجار: “بينما تستعد تركيا للعمليات في العراق، سيكون التركيز على الدبلوماسية في سوريا.

ويتواجد وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالين حاليًا في واشنطن، حيث يُعقد اجتماع للآلية الاستراتيجية التركية الأمريكية.

أمريكا تكافئ أردوغان لهذا السبب

كشفت وسائل إعلام اليوم الجمعة عن تفاصيل صفقة جديدة بين واشنطن وأنقرة بعد موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي.
وبحسب وسائل إعلام فقد رفضت الجمعية العامة لمجلس الشيوخ الأمريكي، الجمعة 1 مارس/آذار 2024، مشروع قانون يحظر بيع مقاتلات F16 لتركيا، قدّمه السيناتور راند باول، بعدما عرقل مجلس الشيوخ بفارق كبير في الأصوات، في محاولة لوقف بيع الطائرات ومعدات تحديث لتركيا بقيمة 23 مليار دولار.
وصوت المجلس بأغلبية 79 صوتاً مقابل 13 ضد قرار عدم الموافقة على البيع الذي قدمه السيناتور الجمهوري راند بول، ووافقت إدارة الرئيس جو بايدن على صفقة طائرات إف 16 بعد موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وقبل التصويت، انتقد بول الحكومة التركية وقال إن السماح بالبيع سيشجعها على “سوء سلوكها”، فيما قال مؤيدو البيع إن من المهم بالنسبة لواشنطن أن تفي بكلمتها تجاه حليفتها في حلف شمال الأطلسي.

صفقة طائرات إف 16
وأبلغت إدارة بايدن الكونغرس رسمياً في 26 يناير/كانون الثاني نيتها المضي قدماً في بيع 40 طائرة من طراز إف-16 التي تنتجها لوكهيد مارتن، وما يقرب من 80 من معدات التحديث لتركيا، وذلك بعد يوم من إتمام أنقرة التصديق الكامل على عضوية السويد في الناتو.
وتعثرت عملية البيع لشهور بسبب قضايا من بينها رفض تركيا الموافقة على انضمام السويد إلى التحالف العسكري، وكانت تركيا قد طلبت الشراء لأول مرة في أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وفي 10 فبراير/شباط انتهت المدة الرسمية المؤطرة بـ15 يوماً بعد وصول الإخطار إلى الكونغرس، لتنتهي بذلك أهم مرحلة في صفقة بيع مقاتلات F16 إلى تركيا، حيث لم يُبدِ أي سيناتور تحفظه على صفقة بيع المقاتلات لتركيا بخلاف سيناتور ولاية كنتاكي راند باول.
كما أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لم تقم بأي تحرك قانوني يتماشى مع اعتراض السيناتور باول على الصفقة.

أكذوبة المنطقة الأمنة..تقرير دولي: تركيا ترتكب جرائم حرب في شمال سوريا

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الخميس 28 فبراير الدولة التركية بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم حرب محتملة في مناطق سيطرتها بشمال سوريا
وبحسب وسائل إعلام، قالت “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أصدرته اليوم إن تركيا تتحمل مسؤولية الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب المحتملة التي يرتكبها عناصر قواتها والجماعات المسلحة المحلية التي تدعمها في الأراضي التي تحتلها تركيا في شمال سوريا.
ووفق التقرير فقد تحمّل السكان الأكراد وطأة الانتهاكات لأنه ينظر إليهم بسبب علاقاتهم المفترضة مع القوات التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا
ويوثّق تقرير “’كل شي بقوة السلاح‘: الانتهاكات والإفلات من العقاب في مناطق شمال سوريا التي تحتلها تركيا” الصادر في 75 صفحة، عمليات الاختطاف والاعتقال التعسفي والاحتجاز غير القانوني والعنف الجنسي والتعذيب من قبل فصائل مختلفة في تحالف فضفاض من جماعات مسلحة، وهو “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وكذلك “الشرطة العسكرية”، وهي قوة أنشأتها “الحكومة السورية المؤقتة” والسلطات التركية في 2018، ظاهريا للحد من الانتهاكات.
وأكدت هيومن رايتس ووتش أن القوات المسلحة ووكالات المخابرات التركية متورطة في تنفيذ الانتهاكات والإشراف عليها.
ووثّقت المنظمة أيضا انتهاكات الحق في كل من السكن والأراضي والملكية، بما فيها عمليات النهب والسلب الواسعة، فضلا عن الاستيلاء على الممتلكات والابتزاز، وفشل محاولات المساءلة في الحد من الانتهاكات أو تقديم تعويضات للضحايا.

جرائم برعاية تركية
وقال آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “ستستمر الانتهاكات الحالية، بما فيها التعذيب والإخفاء القسري ضد الذين يعيشون تحت السلطة التركية في شمال سوريا، ما لم تتحمل تركيا نفسها المسؤولية وتتحرك لوقفها، مشددا على أن المسؤولون الأتراك ليسوا مجرد متفرجين على الانتهاكات، بل يتحملون المسؤولية باعتبارهم سلطة الاحتلال، وفي بعض الحالات شاركوا مباشرة في جرائم حرب مفترضة”.
وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 58 محتجزا سابقا وضحايا للعنف الجنسي وأقارب وشهود على الانتهاكات، وممثلين عن منظمات غير حكومية، وصحفيين، ونشطاء، وباحثين.
وتحدث باحثو هيومن رايتس ووتش أيضا مع مصدر مطلع يتعامل مباشرة مع الشرطة العسكرية، ومصدر سوري كان مقربا في السابق من مسؤولي المخابرات التركية الذين كان لديهم إمكانية الوصول والإشراف على سلوك الفصائل المختلفة في عفرين بين يوليو/تموز 2019 ويونيو/حزيران 2020، والذي غادر سوريا منذ ذلك الحين.
أدت العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا منذ 2016 إلى سيطرتها على المنطقة ذات الأغلبية العربية شمال حلب والتي تشمل أعزاز والباب وجرابلس، وعفرين ذات الأغلبية الكردية سابقا، ومنطقة ضيقة من الأراضي على طول الحدود الشمالية لسوريا بين مدينتَي تل أبيض ورأس العين حيث يوجد تنوع إثني.
وتمارس تركيا السيطرة وتشرف مباشرة على الجيش الوطني السوري بواسطة قواتها المسلحة وأجهزة استخباراتها، وتزوده بالأسلحة والرواتب والتدريب والدعم اللوجستي، كما تمارس أيضا السيطرة الإدارية على المناطق المحتلة انطلاقا من الولايات التركية المتاخمة لسوريا.

مناطق آمنة!
وأعلنت الحكومة التركية نيتها إنشاء “مناطق آمنة” في المناطق الخاضعة لاحتلالها، معتبرة أن القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا تابعة لـ “حزب العمال الكردستاني”، الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة و “الاتحاد الأوروبي” جماعة إرهابية، والذي تعتبر تركيا في حالة نزاع معه منذ عشرات السنين. ترى الحكومة التركية أيضا أن “المناطق الآمنة” تُسهل عودة اللاجئين السوريين من تركيا.
مع ذلك، لم تضمن تركيا سلامة السكان المدنيين ورفاههم، وتتسم حياة سكان المنطقة البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة بغياب القانون وانعدام الأمن.
قال أحد السكان السابقين الذي عاش تحت حكم الجيش الوطني السوري لأقل من ثلاث سنوات بقليل: “كل شي بقوة السلاح”.
ارتكبت فصائل الجيش الوطني السوري والشرطة العسكرية الاعتقال والاحتجاز التعسفيَّين، والإخفاء القسري، والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، وأخضعت عشرات الأشخاص لمحاكمات عسكرية جائرة في ظل إفلات من العقاب. أبلغت نساء كرديات محتجزات عن تعرضهن للعنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب، واحتُجز أطفال لا تتجاوز أعمارهم ستة أشهر مع أمهاتهم.
في الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، و”لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية” التابعة للأمم المتحدة، وغيرها من منظمات حقوق الإنسان، تحمّل الأكراد بأغلبية ساحقة وطأة هذه الانتهاكات.
كما استُهدف العرب وغيرهم من الأشخاص الذين يُعتقد أن لهم علاقات وثيقة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
ارتكبت فصائل من الجيش الوطني السوري والشرطة العسكرية المدعومين من تركيا انتهاكات في مراكز الاحتجاز التي يتواجد فيها أحيانا مسؤولون عسكريون ومخابرات أتراك، وفقا لمحتجزين سابقين قالوا أيضا إن المسؤولين الأتراك شاركوا أحيانا مباشرة في تعذيبهم وسوء معاملتهم.
قابلت هيومن رايتس ووتش 36 شخصا تعرضوا لانتهاكات حقوق السكن والأراضي والملكية.

غصن الزيتون
منذ بدء “عملية غصن الزيتون” التي نفذتها تركيا في عفرين عام 2018 و”عملية نبع السلام” في القطاع الممتد بين تل أبيض ورأس العين عام 2019، نزح مئات الآلاف من سكان المنطقة من منازلهم. لاحقا، أقدمت فصائل الجيش الوطني السوري على عمليات نهب وسلب واستيلاء على الممتلكات على نطاق واسع. لم يسترد غالبية المتضررين ممتلكاتهم أو يتلقوا تعويضا مناسبا. قال رجل إيزيدي نازح من رأس العين:
“أصعب شيء بالنسبة لي كان أن أقف أمام بيتي ولا أتمكن من دخوله”. تستمر عمليات النهب والسلب والاستيلاء على الممتلكات، ما يعرّض الذين يتحدّون هذه الأعمال للاعتقال التعسفي والاحتجاز والتعذيب والاختطاف والإخفاء القسري.
لا تزال المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب المحتملة في الأراضي التي تحتلها تركيا بعيدة المنال.
حققت هيومن رايتس ووتش في حالات أربعة أشخاص رفيعي المستوى زُعم تورطهم في انتهاكات جسيمة. لم تتم محاكمة أي منهم، ويشغل ثلاثة منهم حاليا مناصب رفيعة في الجيش الوطني السوري، بحسب مصادر مطلعة.

لم تعالج المحاكم العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري، غير المستقلة، ولا تركيا، باعتبارها سلطة الاحتلال والداعم الرئيسي للجيش الوطني السوري، بشكل كاف الجرائم الخطيرة التي يرتكبها ذوو السلطة في الأراضي التي تحتلها تركيا. حاولت هيومن رايتس ووتش إشراك تركيا في حوار حول هذه الأمور، وشاركت نتائج بحث تفصيلية في رسالة أرسلتها مرتين عبر البريد الإلكتروني إلى وزير الخارجية هاكان فيدان في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 و4 يناير/كانون الثاني 2024، لكن الرسالة قوبلت بالصمت. لم تستلم أي رد أيضا على رسالة إلى وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 و8 يناير/كانون الثاني 2024، للاستفسار، من بين أمور أخرى، عن أي إجراءات قضائية تتعلق بأربع حالات وفاة أثناء الاحتجاز تم الإبلاغ عنها علنا.
تركيا ملزمة بضمان التزام قواتها بشكل صارم بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما فيه القانون الذي يحكم واجباتها باعتبارها سلطة الاحتلال وحكومة الأمر الواقع في هذه المناطق في شمال سوريا.
يشمل ذلك إعادة النظام العام والسلامة والحفاظ عليهما في الأراضي التي تحتلها، وحماية السكان من العنف، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وتقديم تعويضات لجميع ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على أيدي قواتها والقوات المحلية التي تسيطر عليها، وضمان حقوق أصحاب الأملاك والعائدين، بما فيه تعويضهم عن مصادرة ممتلكاتهم واستخدامها بشكل غير قانوني وأي ضرر ناتج عن ذلك. يتعين على تركيا والحكومة السورية المؤقتة منح هيئات التحقيق المستقلة إمكانية الوصول الفوري ودون عوائق إلى الأراضي الخاضعة لسيطرتها.
وقال كوغل: “الاحتلال التركي لأجزاء من شمال سوريا سهّل خلق مناخ يغيب فيه القانون وتسوده الانتهاكات والإفلات من العقاب، وذلك أبعد ما يكون عن ’منطقة آمنة‘”.

اعتقال 3 سوريين في تركيا بتهمة التجسس لـ فرنسا

كشفت تقارير صحفية عن قيام الأمن التركي باعتقال 3 أشخاص من الجنسية السورية بتهمة التجسس لصالح فرنسا.

وبحسب وسائل إعلام تركية فإن جهاز الاستخبارات تمكن اليوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2024 من تفكيك خلية تجسس كانت تعمل لصالح فرنسا، مكونة من 3 سوريين بينهم أحمد قطيع الذي كان يُعرف إعلامياً بـ”الناشط في حقوق الإنسان واللاجئين”، والمسجون منذ فترة في إسطنبول.

وذكرت صحيفة صباح المقرّبة من دوائر القرار التركية، في تقرير لها أن “الخلية التي يقودها “قطيع”، قامت بأنشطة تجسس لصالح استخبارات فرنسا (DGSE) مقابل وعود بالحصول على حق اللجوء في الأراضي الفرنسية”.

وأشارت الصحيفة إلي ان تحقيقات جهازالاستخبارات مع السوريين الـ3 الموقوفين لديها، أظهرت أنهم “كانوا يعملون على إعداد وثائق مناهضة لتركيا فيما يخص المعاملة السيئة للاجئين على أراضيها، وكشف سياسات أنقرة المتعلقة بالهجرة لأجهزة المخابرات الأجنبية”.

وأوضحت أن التحقيقات توصلت إلى أن أنشطة العملاء السوريين الثلاثة كانت تتم بالتعاون مع جمعية باسم “مجتمع أصدقاء حلب” ومقرها باريس؛ حيث تنفذ الاستخبارات الفرنسية نشاطاتها بغطاء الجمعية.

وخضع “قطيع” وزميليه “إبراهيم شويش” و”حسام النهار” للمراقبة الاستخباراتية التركية لفترة طويلة، إلى أن تم القبض عليهم في ولاية بورصة، خلال استعدادهم للسفر إلى فرنسا بعد حصولهم على تأشيرة مستعجلة.

وتبين أن شبكة التجسس المكونة من 3 أشخاص، والتي يرأسها المواطن السوري أحمد قطيع، قامت بتبادل معلومات ووثائق مزيفة تدين تركيا على المستوى الدولي مع المخابرات الفرنسية، فيما يتعلق بما يسمى تعذيب اللاجئين الذين يحاولون السفر إلى الخارج.

من جانبها، سلطت صحيفة “يني عقد” التركية الضوء على القضية، مؤكدة أن شبكة التجسس المكونة من 3 أشخاص، والتي يرأسها المواطن السوري أحمد قطيع، قامت بتبادل معلومات ووثائق مزيفة تدين تركيا على المستوى الدولي مع المخابرات الفرنسية، فيما يتعلق بما يسمى تعذيب اللاجئين الذين يحاولون السفر إلى الخارج.

وأشارت إلي أنه بعد أن كشفت منظمة المخابرات التركية عن شبكات الأجهزة السرية الإسرائيلية والروسية والإيرانية في تركيا، فقد تم الآن الكشف عن أن جهاز المخابرات الفرنسية (DGSE)  جنَّد خلية مكونة من 3 أشخاص تعمل في تركيا.

ونتيجة للعمل المشترك بين مديرية مكافحة الاستخبارات التابعة لجهاز الاستخبارات الوطني (IKK) ومديرية إقليم إسطنبول، تم اكتشاف خلية مكونة من 3 أشخاص كانوا يتجسسون لصالح جهاز المخابرات الفرنسية (DGSE) في تركيا لمدة عام واحد.

وقالت الصحيفة إن مديرية المخابرات الوطنية كانت تتابعهم خطوة بخطوة منذ أشهر، في عملية نفذتها مديرية شرطة إسطنبول مؤخراً وقد علمت السلطات التركية  أن الأفراد الثلاثة الذين تجسسوا نيابة عن جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية، كانوا يعتزمون إعداد وثائق مزورة ضد تركيا.

وفي التحريات الاستخبارية التي أجراها قسم مكافحة الاستخبارات التابع للمديرية الإقليمية لجهاز المخابرات التركية (MIT) في إسطنبول، نفذ ثلاثة أشخاص سوريين وهم أحمد قطيع وإبراهيم شويش وخالص النهار، بتوجيه من وكالة المخابرات الفرنسية DGSE، جميع أنشطتهم تحت اسم مجتمع أصدقاء حلب (Coliectif Amis d’Alep) ومقره في باريس، فرنسا.

أحمد قطيع ووفقاً للصحيفة التركية، شارك سراً معلومات ووثائق كاذبة تدين تركيا على المستوى الدولي لصالح المخابرات الفرنسية، وزعم أنه كان أحد أهم الناشطين المدافعين عما يسمى بحقوق اللاجئين في تركيا، وزعم أنه تلقى تهديدات من مسؤولي الدولة التركية.

وفقاً لصحيفة صباح، فإن أحمد قطيع ظل أيضاً تحت المراقبة في بورصة. وبينما كانت قطيع الذي حصل على تأشيرة من القنصلية العامة الفرنسية في إسطنبول بناء على تعليمات المخابرات الفرنسية، يستعد للحصول على اللجوء في فرنسا، تم احتجازه مع حسام النهار وإبراهيم شويش قبل سفرهم إلى الخارج.

مصرع وإصابة 55 من عناصر الجيش التركي ومرتزقته في عفرين..تفاصيل

كشفت تقارير صحفية عن مصرع وإصابة 55 من عناصر الجيش التركي والمرتزقة الموالين لأنقرة في عملية نفذتها قوات تحرير عفرين.
وبحسب وسائل إعلام كردية فقد أسفرت العملية التي نفّذتها قوات تحرير عفرين (HRE) في قرية باصلة/باصلحايا في عفرين المحتلة، عن مقتل 12 جنديّاً من جيش الاحتلال التركي و8 مرتزقة، وإصابة 25 جنديّاً ومرتزقاً، إضافةً إلى استشهاد 5 مقاتلين في قوات تحرير عفرين.
وذكر بيان لـ قيادة قوات تحرير عفرين (HRE) أن العمليّة نفّذتها القوات ضدّ قاعدة لجيش الاحتلال التركي في قرية باصلة/ باصلحايا التابعة لناحية شيراوا في عفرين المحتلّة، في الـ 30 من كانون الثاني الماضي.
وتطرّق البيان الذي نُشر على القناة الرسميّة لقوات تحرير عفرين على تيليجرام، إلى هجمات المحتلّين والمرتزقة، وجاء في نصّه:
“منذ اليوم الأوّل لاحتلال عفرين وحتّى الآن، ودولة الاحتلال التركي ومرتزقة داعش المتطرّفين الذين تتبنّاهم يواصلون انتهاج سياسات الإبادة وارتكاب المجازر بحقّ أهالي عفرين، وتهاجم قوات الاحتلال التي هجّرت مئات الآلاف من أهالينا من ديارهم، شعبنا على الدوام، إذ يواصل العدو الذي قتل الآلاف من أبناء شعبنا، هجماته على قيمنا المقدسّة وإهانتها، وينتهج جنود الاحتلال التركي ومرتزقته تجاه الكرد في عفرين وقراها سياسات إبادة ويرتكبون بحقّهم جرائم ضدّ الإنسانيّة، إنّهم يخطفون الناس في تلك المناطق، ويحاولون إسكاتهم من خلال ترهيبهم وبثّ الخوف في قلوبهم. وبالإضافة إلى كلّ هذه الممارسات والانتهاكات، يقوم المحتلّون أيضاً بقطع أشجار الزيتون المزروعة منذ قرون والتي تشكّل مصدر دخل رئيس لأهالي المنطقة، إنّهم يدمّرون الطبيعة ويخنقون شعبنا.

ولا تقتصر هجمات المحتلّين على الأهالي في عفرين فقط، فهم يواصلون هجماتهم على مهجّري عفرين أيضاً، إذ يتعرّض أهالي عفرين الذين هجّروا إلى محيط حلب والشهباء إلى هجمات المرتزقة الجهاديين، والقصف البريّ والجوّي، وقد أسفرت هذه الهجمات عن فقدان المئات من أبناء شعبنا لحياتهم.

وقد صعّد العدو من هجماته على مناطقنا خلال الفترة الأخيرة، وأسفرت الهجمات الجويّة تحديداً، عن استشهاد عشرات المواطنين من شعبنا بينهم نساء وأطفال، وتُرتكب هذه الجرائم أمام أنظار العالم أجمع، دون أن تعترض عليها أي قوى”.

العملية الكبرى
وتابع البيان مشيراً إلى أنّ قوات تحرير عفرين ترد على الهجمات وتنفّذ عمليات انتقاميّة ضدّ المحتل بصفتها قواتٍ تدافع عن الأهالي، وكشف أنّه في سياق هذه العمليات، نفّذ مقاتلو قوات تحرير عفرين في الـ 30 من كانون الثاني الماضي، عمليّة فدائيّة واسعة النطاق ضدّ قاعدة لجيش الاحتلال التركي في قرية باصلة/ باصلحايا التابعة لناحية شيراوا في عفرين المحتلّة، وقدّم هذه المعلومات حول العمليّة:
“وجّه رفاقنا الذين هاجموا العدو بشجاعة كبيرة ضربات موجعة لقوات العدو، فقد أسفرت هذه العملية عن مقتل 12 جنديّاً من جيش الاحتلال التركي و8 من مرتزقته، وإصابة 8 جنود من جيش الاحتلال التركي و17 مرتزقاً، إضافةً إلى تدمير سلاح دوشكا، موقع للأسلحة الثقيلة وكاميرتي رصد، و18 موقعاً”.
استشهاد 5 مقاتلين
وكشف البيان استشهاد 5 مقاتلين من قوات تحرير عفرين خلال العمليّة واختتم بالقول: “هاجم رفاقنا العدو بفدائيّة، وقاتلوا بشجاعة وارتقوا إلى مرتبة الشهادة، وسيتم الكشف عن هويات رفاقنا الشهداء للرأي العام لاحقاً”.

قصف متواصل..تركيا تواصل مخطط إبادة شعوب شمال شرق سوريا..شاهد

كشفت الإدارة الذاتية عن قيام الجيش التركي بتصعيد هجماته على مناطقها خلال الأيام الأخيرة والاستهداف المباشر للبنية التحتية لشمال شرق سوريا.
وفي بيان لها اليوم الإثنين، قالت الإدارة الذاتية على موقعها الرسمي، الاثنين، إن مناطقها تعرضت لـ7 غارات جوية حربية؛ طالت محطات تحويل التيار الكهربائي في مدينتي عين العرب «كوباني» بريف حلب الشرقي، وعين عيسى شمال الرقة، ومحطات عامودا والقحطانية «تربه سبيه» والقامشلي والدرباسية.

وغرقت هذه المناطق في ظلام دامس. كما استهدفت الطائرات التركية 5 نقاط وحواجز تفتيش تابعة لقوى الأمن الداخلي.


وأشار البيان إلي أن الهجمات التركية استهدفت محطات نفطية؛ بينها «محطة (سويدية) بأكثر من 10 صواريخ، ومحطة (عودة) النفطية 3 غارات جوية، ومصفاة (طفلة) و(كري بري) لغارتين جويتين، وقصفت مستودعات لصيانة الحقول النفطية ومحطة الكهرباء في ناحية رميلان».
وأوضح البيان أن القصف المستمر منذ الـ72 ساعة الماضية، استهدف 45 منشأة ومنازل وممتلكات مدنيين، ما أسفر عن إصابة 6 مواطنين بجروح بليغة.

حرب إبادة
من جانبه، أكد بدران جيا كرد مسؤول العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية إن تركيا تشن هجوماً سافراً عابراً للحدود يستهدف البنية التحتية المدنية بغية إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين، ما أثر على حياة أكثر من مليون نسمة يعيشون في المدن والبلدات المحاذية للحدود التركية، إلى جانب نشر الخوف والذعر وارتكاب جرائم حرب صارخة تهدف إلى التسبب في أقصى قدر من الضرر لحياة المدنيين، وإلحاق المعاناة بحياتهم اليومية.
ووصف المسؤول الكردي في تصريحات صحفية الهجوم التركي بأنه جزء من حرب الإبادة التي تنتهجها أنقرة ضد مكونات المنطقة، لضرب التكاتف الاجتماعي والعملية السياسية التي تقودها الإدارة الذاتية، منتقدا صمت الإدارة الأميركية وروسيا الاتحادية حيال الهجمات التركية المتكررة.
وشدد جيا كرد على أنه يجب على واشنطن وموسكو الضغط على تركيا لوقف عدوانها، وقواتنا تلتزم بحق الرد على الهجمات المعادية في المناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها.
وطالب المسؤول الكردي البلدين؛ أميركا وروسيا التي تنتشر جيوشها في هذه المناطق بموجب اتفاقات عسكرية لخفض التصعيد بتقديم الجرائم التركية إلى مجلس الأمن واتخاذ القرارات بحق الجهة المنتهكة، لعدم التزام تركيا بقرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن بشأن سوريا وعرقلة تطبيق القرار 2254، على حد تعبيره.

استهداف محطات المياه والكهرباء
من جانبه ، كشف وقال رئيس مكتب الطاقة في مقاطعة الجزيرة التابعة للإدارة أكرم سليمان، إن الهجمات التركية تسببت بانقطاع الكهرباء عن 9 بلدات في الجزيرة السورية، إضافةً إلى نصف مدينة القامشلي، و2232 قرية، وخروج منشأة توليد السويدية للطاقة الكهربائية عن الخدمة جراء القصف التركي واستهداف جميع مصادر إنتاج الغاز الطبيعي.


و على مدى 4 أيام متتالية؛ استهدف الطيران التركي الحربي والمسير محطات مياه الشرب ومعامل ومستودعات مدنية وصالات للأفراح.
وتأتي هذه الهجمات بعد سلسلة هجمات مماثلة في غضون شهر، تسببت بإخراج عدة محطات للكهرباء عن الخدمة، كذلك خروج المنشآت النفطية بعد اشتعال ألسنة النيران فيها.
وكان حقل عودة النفطي الذي يقع بالقرب من ناحية القحطانية بريف مدينة القامشلي الشرقي ويعدّ أحد أكبر حقول النفط بشمال شرقي سوريا، قد تعرض لقصف تركي متكرر، كلف الإدارة عشرات الآلاف من الدولارات لترميمه وقد استهدف ليلة الأحد – الاثنين، وكان قد استهدف 3 مرات العام الماضي.

كما خرجت محطات تحويل كهرباء مدينة القامشلي (66 ك/ف) وبلدات عامودا والقحطانية والدرباسية عن الخدمة.

تابعوا الشمس نيوز على جوجل نيوز

Exit mobile version