تقدم جميل بايك الرئيس المشترك للمجلس القيادي لمنظومة المجتمع الكردستاني KCK بالتهنئة للشعب الكردي وقائده عبد الله أوجلان بمناسبة عيد نوروز.
وفى رسالة له بمناسبة نوروز، شدد بايك على وجوب أن يصبح هذا النوروز، بداية الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، والذي هو مطلب الشعب الكردي.
وشدد على أنه يجب أن تتحول جميع الأيام إلى نوروز، كما يجب حرق جميع الأخطاء والنواقص بنيران نوروز، ويجب على شعبنا إعادة تأهيل نفسه على أساس الوحدة والنضال والنصر.
وجاء في نص الرسالة التي وجهها الرئيس المشترك للمجلس القيادي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك، بمناسبة نوروز، ما يلي:
باسم المجلس القيادي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، أهنئ القائد عبد الله أوجلان بمناسبة نوروز، وشعب كردستان في الأجزاء الأربعة وخارجها، وأصدقاء الشعب الكردي، ومقاتلي الكريلا، والأسرى المقاومين في السجون وأتمنى لهم النصر، وفي شخص شهيدنا العظيم مظلوم دوغان وذكية ورهشان وروناهي وبيريفان، أنحني إجلالاً واحتراماً أمام كل شهداء كردستان، وأجدد عهدي لهم.
لقد رسخ القائد عبد الله أوجلان، أسس حزب العمال الكردستاني (PKK) وقيادة الشعب الكردي في يوم نوروز، وبدأت مسيرة الحرية في نوروز عام 1973، بقيادة مجموعة من الرفاق، هناك نهج تاريخي يملكه القائد عبد الله أوجلان، والذي يقول فيه: “التاريخ مخفي في يومنا هذا، ونحن مخفيون في بداية التاريخ”، لذلك أسس قيادة للشعب الكردي مع حزب العمال الكردستاني وصعّدها في روح نوروز.
ويحتجز القائد عبد الله أوجلان، الآن في سجن جزيرة إمرالي، تحت ظروف العزلة الشديدة، من أجل الشعب الكردي، يجب على شعبنا وأصدقائنا الوقوف مع القائد أوجلان بروح نوروز، من الآن فصاعداً لن يقبل شعبنا، الظروف القاسية التي تطال القائد، لذلك يجب أن يكون هذا النوروز انطلاقة الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان.
وهذا هو المطلوب من الشعب الكردي للقيام به، لأنه بهذه الطريقة فقط يمكنهم إثبات موقفهم اتجاه القائد، لقد تم اتخاذ خطوة تاريخية، من أجل إطلاق سراح القائد وإزالة اسم حزب العمال الكردستاني (PKK) من “قائمة الإرهاب”.
حزب العمال وقوائم الإرهاب
وقال إن حزب العمال الكردستاني حركة إنسانية، ولأن القائد وحزب العمال الكردستاني يخوضان كفاح الشعب الكردي من أجل الحرية وخلق قيم الحرية والديمقراطية للبشرية جمعاء في شخص الشعب الكردي، فإن القائد يتعرض للعزلة الوحشية، وحزب العمال الكردستاني يتم إدراجه على “قائمة الإرهاب”، لذلك على الشعب الكردي وأصدقاؤه الكفاح حتى إطلاق سراح القائد، وشطب اسم حزب العمال الكردستاني من هذه القائمة، فهذه مهمة تاريخية.
وأشار إلي أنه سينتج عن إطلاق سراح القائد، وشطب اسم حزب العمال الكردستاني من “قائمة الإرهاب”، سقوط سلطة حزب العدالة والتنمية (AKP) وحزب الحركة القومية (MHP)، وبذلك ستتحقق في تركيا الديمقراطية والإدارة الذاتية والحرية للشعب الكردي وفي كردستان. كما ستؤدي بدورها إلى انتشار الديمقراطية في الشرق الأوسط.
هناك كفاح عظيم في غاري ومام رشو وكري سور وزندورا وورخيله، لقد ارتقى رفاقنا الى مرتبة الشهادة. وبهذه المناسبة أتقدم بأحر التعازي لعوائل الشهداء واستذكرهم بامتنان، هؤلاء الشهداء قاتلوا ليس فقط من أجل حزب العمال الكردستاني وشمال كردستان، ولكن من أجل شعب كردستان كله والإنسانية، لذلك فإن هؤلاء الشهداء هم شهداء كردستان والإنسانية.
الحرب العالمية الثالثة
نحتفل بعيد نوروز هذا العام، ضمن الحرب العالمية الثالثة، حيث هناك حرب قذرة، ويريد نظام الحداثة الرأسمالية تجاوز الأزمات التي يمر بها، لأنه كُشف بأن نظام الحداثة الرأسمالية هو المسؤول عن الأمراض والحرب على البشرية، ولكن عوائق الحداثة الرأسمالية والأمراض التي تنشرها، تقوي روح نوروز بشكل أكبر ويتم فهم أهمية روح نوروز للبشرية جمعاء بشكل أفضل. بهذه الروح فقط يمكن وقف الحرب والحد من انتشار الأمراض، وبغير ذلك، من المستحيل إيقاف الحرب وتحرير الإنسانية والديمقراطية.
كما أنه يبدو بأن هذا العام سيكون عاماً صعباً، لأن الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) يستعدان لشن هجمات جديدة على مناطق الدفاع المشروع، لقد اختار الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، التواطؤ مع الاحتلال التركي الذي يمارس جرائم الإبادة الجماعية، والاحتلال التركي الفاشي يقف على نفس الجبهة ضد الشعب الكردي، هدفهما توجيه ضربة كبيرة لحزب العمال الكردستاني (PKK) هذا العام، ويتخذان بعض الخطوات في سبيل ذلك، يجب على الشعب الكردي أن يرى هذه الحقيقة جيداً وأن يستعد لمواجهتها في كل مكان، وعليه تصعيد نضاله ضد الخيانة، هناك سبيل وحيد وهو المقاومة والنصر، لم تتأسس وحدة وطنية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، لأن الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) اختار الإبادة الجماعية وخدمة الاحتلال التركي الفاشي.
علينا تحويل جميع أيامنا إلى نوروز، كما أنه يجب حرق الأخطاء السابقة بنار نوروز، يجب إعادة تهيئة شعبنا على أساس الوحدة والنضال والنصر، وإذا اتخذ الشعب الكردي هذا أساساً، فيمكنه تحقيق هدف الحرية الذي خطط له.
انتفاضات نوروز
وأعلن الشعب الكردي انتفاضات عديدة في نوروز وقاوم في الشمال والجنوب والشرق والغرب واستشهد المئات، وبفضل ذلك وصلنا إلى هذه التطورات، قمنا بتهيئة أنفسنا، على أساس حماية نوروز، والوفاء والإخلاص للشهداء، وأرواح الشهداء، وأهداف الشهداء، وخصوصيات الشهداء.
فإذا كان هناك ضعف في هذه الروح، سيفشل كل من نوروز والشعب الكردي، العدو ينتهج سياسة الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي ومن أجل هزيمة هذه السياسة، يجب على الشعب الكردي أن يخلق نفسه دائماً بروح نوروز، فكما أن العدو لا يستطيع القضاء على الشعب الكردي ونوروز، كذلك يمكن للشعب الكردي أن يعيش بحرية في إطار القيم الديمقراطية، كذلك يمكن لشعوب الشرق الأوسط والإنسانية.
لقد انتفض الكرد في 8 آذار، وتقدموا بقوة في نضالهم من أجل الحرية، كان لهذا الوضع تأثير كبير على النساء في جميع أنحاء العالم. المرأة الكردية تكافح ليس فقط من أجل نفسها، ولكن أيضاً من أجل الشعب والشعوب والإنسانية الكردية، تقوم المرأة الكردية بهذه المهمة التاريخية في نضالها من أجل الديمقراطية والحرية وذاتها والشعب الكردي والإنسانية، إن المرأة الكردية تسلك الطريق الذي وضعه القائد عبد الله أوجلان للمرأة، وبالتالي يكون لها تأثير كبير على المرأة والمجتمع والإنسانية، فهي مثال وأمل كبير، أهنئ النساء الكرديات بهذه المناسبة.
ومن جانبهم، يواصل الشبيبة الكردية كفاحهم بكل شجاعة كبيرة من أجل الشعب الكردي والإنسانية، وينخرطون في جميع الساحات وفي جميع النشاطات، ويضحون بأرواحهم من أجل الوطن والشعب والإنسانية، لهذا السبب أرسل تحياتي للشبيبة الكرد وأحييهم.
وخلال أسبوع المقاومة، سنصعّد من كفاحنا لنصل به إلى أعلى مستوى في يوم 4 نيسان، وكل هذا في إطار برنامج 2022. لقد جعل الشعب الكردي إطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان وشطب اسم حزب العمال الكردستاني (PKK) من “قائمة الإرهاب”، من أولويات أهدافه.
سنواصل كفاحنا في إطار هذا البرنامج، وعلى هذا الأساس، أهنئكم بمناسبة نوروز وأتمنى لكم التوفيق، عاش القائد عبد الله أوجلان، وعاش نوروز”.
تحليل يكتبه/ الكاتب والباحث السياسي الكردي أحمد شيخو
تحظى فكرة الدفاع الذاتيّ بالنسبة للكرد بأهمية كبيرة على مرّ التاريخ، نظراً للظروف الملموسة التي مروا بها. حيث تعرضوا للهجمات المتواصلة، كونهم الوارثين الأوائل للمجموعات التي شهدت الثورة النيوليتية بأعمق حالاتها وأطولها أجلاً. ففوائض الإنتاج الناجمة عن الثورة الزراعية في الهلال الخصيب ومركزها ميزوبوتاميا العليا أو كردستان كانت تفتح شهية المغيرين، وتستقطبهم على الدوام. وقد مرّت آلاف الأعوام بهذا المنوال.
وكلما تطورت نظم المدنية المرتكزة إلى فوائض الإنتاج، بدأ عهد الهجوم الممنهج بالظهور من قبل القوى المعتمدة على بنى المدينة والطبقة والدولة. وهكذا، لم تغب أبداً الهجمات المباشرة وغير المباشرة لعدد لا حصر له من قوى المدنية، التي استهدفت المنطقة والأراضي نفسها، بدءاً من المدنية السومرية ووصولاً إلى أمريكا بصفتها آخر قوة مهيمنة في المدنية السائدة في يومنا الحاليّ بشكل مباشر أو عبر وكلاء أو متواطئين.
اكتسبت هجمات القرنين الأخيرين المتصاعدة مع النظام العالمي المهيمن(الحداثة الرأسمالية) طابعاً مختلفاً. حيث إنّ أنظمة حماية الوجود وآليات الدفاع الذاتيّ، التي طوّرها الكرد على شكل وحدات عشائرية وقبلية اعتماداً على المناطق الجبلية التي قطنوها منذ العصور الأولى، لم تف بالغرض مقابل وسائل الهجوم المعتمدة على النظام الرأسماليّ. ولأول مرة تبدّى خطر خسرانهم لوجودهم. ذلك أنّ بنية الدولة القومية في الحداثة الرأسمالية لم تسفر عن فقدان الكرد لحرياتهم فحسب، بل وآلت إلى مواجهتهم مخاطر فقدانهم لوجودهم أيضاً.
وبالتأكيد فبرنامج وسياسة والممارسة القسرية لخلق “لغة واحدة” و”أمة واحدة” و”وطن واحد” و”علم واحد” ونشيد واحد” ضمن نفس الحدود السياسية، قد أفرز معه مواجهة اللغات والأمم والأوطان الأخرى في تلك الحدود لمخاطر الإنكار والإبادة والتطهير العرقي.
لقد أخضع الكرد للإبادة والإنكار على يد الدول القومية ضمن كافة أجزاء الوطن التي عانوا الانقسام عنوةً ضمنها. فقد جعلت الدول القومية المدعومة من القوى المهيمنة تصفية الكرد وكردستان سياسةً أساسيةً لها. وعندما انكسرت شوكة المقاومة حصيلة نقص الدفاع الذاتيّ والوعي حوله، أتى الدور على هدم المجتمع وصهره بغية تصفيته وحسم أمره وإنهاء خصوصيته و ثقافته و وجوده.
وعليه، فحركة حرية الشعب الكردي متمثلة ب(حزب العمال الكردستاني PKK)، التي ولدت كردّة فعل على هذا السياق الممارس بكلّ حدّته، هي أساساً ومنذ بدايتها حركة دفاع ذاتيّ عن الشعب الكرديّ ووجوده. فحركة الدفاع الذاتيّ، التي كانت تمارس بدايةً على الصعيدين الأيديولوجيّ والسياسيّ والتنظيمي، قد انتقلت خلال فترة وجيزة إلى طور دفاع ذاتيّ يعتمد على المقاومة المسلحة أو العنف المتبادل. بمعنى آخر، فالكفاح المسلّح المرتكز إلى حماية وجود الكوادر والمؤيدين بادئ ذي بدء، قد اتسع نطاقه مع حملة 15 آب\أغسطس 1984 ليشمل الشعب الكردي أيضاً وفي فترات متقدمة إلى حماية شعوب المنطقة.
وعليه، تعرضت الحركة المتحولة إلى حرب ومقاومة الدفاع الذاتيّ الشعبيّ للهجمات المدروسة التي خططت لها كافة القوى المهيمنة المعنية، وبالأخصّ قوى الغلاديو التابعة لحلف الناتو أو الشبكة السرية في الناتو.
وقد لاقت تلك الهجمات دعم جميع القوى المرتابة من قيام الشعب الكردي بقلب موازين المنطقة رأساً على عقب بعد أن يتمكنوا من تقرير مصيرهم بأنفسهم في كردستان وينالوا حقوقهم الطبيعية كباقي الشعوب والأمم. ومع ذلك، فقد ألحقت حروب المقاومة المسلحة تلك ضربات قاضيةً بسياسات الإنكار والإبادة والصهر، وحسمت موقفها لصالح تبنّي هوية الشعب الكردي والتشبث بالرغبة والإصرار في الحياة الحرة والكريمة.
وعلى الرغم من عدم وضع حدّ نهائيّ للدول القومية، التي عوّلت على آمالها التصفوية القديمة بحقّ الشعب الكرديّ وإبادته، إلا إنها لم تعد تتحلى بعزيمتها القديمة. إذ تمّ بلوغ مستوى الاعتراف بالهوية واحترام الحياة الذاتية رغماً عنهم، مما يشكّل وضعاً جديداً من جهة حرب الدفاع الذاتيّ.
وقد عمل حركة حرية الشعب الكردي على الاستفادة من هذا الوضع وتقييمه من خلال وضمن منظومة المجتمع الكردستاني KCK والأمة الديمقراطية أو الإدارة الذاتية التي تعتبر من أدنى الحلول التي يقبلها الشعب الكردي لتحقيق الحل الديمقراطي و السلام والوفاق مع الدول القومية الأربعة.
لاشك أن موضوع كيفية ترتيب وضبط الدفاع الذاتيّ يشكّل بمنهاج دائميّ البند المهمّ الآخر، الذي لا استغناء عنه ضمن برنامج بناء الأمة الديمقراطية في KCK. فسياسات الإنكار والإبادة والصهر الجديدة، التي لن تتقاعس الدول القومية عن تنظيمها كلما سنحت الفرصة بوصفها احتكار القوة المسلحة الوحيد، قد فرضت طابع الاستدامة على نظام الدفاع الذاتيّ في الحل الديمقراطي المطروح من قبل الشعب الكردي وقواه الفعالة.
بالتالي، فالشرط الأدنى منزلةً للعيش المشترك مع الدول القومية، هو تضمين الهوية الكردية الذاتية وحياتها الحرة بدستور ديمقراطي. ولن يكفي الضمان الدستوريّ لوحده. بل ويجب البحث فضلاً عن ذلك في الظروف العينية والسلوكية لذاك الضمان من خلال ضوابط تحدّدها القوانين.
وفيما عدا الأمن القوميّ المشترك تجاه الخارج، يتعين أن يقوم المجتمع الكرديّ بذات نفسه على تدبير شؤونه الأمنية. حيث إنّ تمكين الأمن الداخليّ وتلبية متطلباته بأنسب الأشكال غير ممكن، إلا في حال قيام المجتمع به بذات نفسه. من هنا، فمن الضرورة بمكان أن تقوم الدول القومية المعنية (الدول القومية المركزية التركية والإيرانية والعراقية والسورية) بالإصلاحات المهمة في سياساتها الأمنية الداخلية.
وفي حال استتباب السلم وإرساء دعائم الحلّ الديمقراطيّ، يتعين على الشعب الكردي ومنظومته KCK أيضاً إعادة ترتيب وموضعة قوات الدفاع الذاتيّ لديها، أي “قوات الدفاع الشعبيّ HPG”.
وما لا جدال فيه هو أنّ إعادة الفرز تقتضي قوانيناً جديدة تراعي حاجة الدفاع الذاتي للشعب الكردي. لكننا لا نتحدث هنا عن نظام شبيه بالألوية الحميدية القديمة أو بـ”حماة القرى” الجديدة أو أي صيغة تابعية للقوى السلطوية المركزية منفصلة عن المجتمع الكردي أو أفراد عاديين. ولكن، بالوسع القيام بإجراءات وبعمليات فرز جديدة للقوى فيما يخصّ الأمن الداخليّ القانونيّ والرسميّ، والذي يعتمد على الوفاق مع الدول القومية وضمن منظومة الأمن والدفاع الشاملة التي يتم التوافق عليها بين الشعب الكردي والدولة القومية والتي تصون حق المجتمع الكردي في الدفاع الذاتي والحماية الجوهرية.
أم في حال عدم التوافق أو الاتفاق مع الدول القومية المعنية، فإنّ الشعب الكردي ومنظومته KCK سيجهد لترتيب وضع قوات الدفاع الذاتيّ لديه كمّاً ونوعاً، بما يغطي الاحتياجات الجديدة تأسيساً على الدفاع عن بناء الأمة الديمقراطية بكلّ أبعادها وبمنوال أحاديّ الجانب. وهكذا، ستكلّف قوات الدفاع الشعبي الكردستاني HPG المعاد هيكلتها بحماية التحول الوطنيّ الديمقراطيّ في جميع الساحات والمجالات وبكافة الأبعاد، لتؤسّس أرضية السيادة الوطنية الديمقراطية بجدارة.
كما ستكون مسؤولةً عن أمن وأملاك المواطن الفرد في الأمة الديمقراطية. وستظلّ في حالة صراع دؤوب ضد جميع ممارسات الدولة القومية وحروبها العسكرية والأمنية والسياسية والثقافية والاجتماعية والنفسية، والتي تبلغ حدّ الإبادة الثقافية. ومن هنا، فإنّ وجود وحرية كردستان والكرد مستحيلان من دون دفاع ذاتيّ ولن يتحقق أي وفاق أو سلام أو استقرار في أي جزء من كردستان دون ضمان حق الدفاع الذاتي للشعب الكردي وإذا تكلم أحد غير ذلك فهو هدنة مؤقتة سينفجر في أية لحظة أو خداع وتضليل لدوام استمرار الإبادة .
كانت مدينة عفرين هادئة وتتميز بطبيعتها الغناء وهوائها العليل، وهي من المدن السورية التي تشتهر بأشجار الزيتون وحقول القمح والشعير، يعيش سكانها برفاهية، حتى الفقراء كانوا يعيشون بسعادة، فالعمل مؤمن والكل يعمل حتى المساكين أو ما يعرف بالدراويش، فلا تجد فيها محتاجين، ويقوم أبناؤها بمساعدة الأيتام والارامل والمهاجرين وتأمين حياة كريمة لهم وعمل يحفظ لهم كرامتهم.
في عفرين كنت تلاحظ الأدب والاحترام بين أهلها والمحبة والإخاء اللذان يزينان كل التعاملات بين الناس.
كانت عفرين تتميز بالتعددية أيضا، ففيها يعيش الكرد والعرب والسريان والأرمن، علاقاتهم وطيدة ولا تشوبها الأحقاد والعنصرية، فهم أهل وجيران ولا فرق بينهم فاحترام الشعوب مبدأ يحمله أهل عفرين في أنفسهم وأخلاقهم، كان الكل يعيش بخير وسلام.
لكن للأسف كسرت عفرين وكسرت أحلامها بدأت الحرب فجأة دون أن يعرف أحد سببها. طائرات تحلق في الأجواء كأنها سرب من وحوش السماء تخلف ورائها الخراب والدمار، الطيران الحربي يقصف بلا هوادة مدمرا كل شيء بلا رحمة أو شفقة كل ما بناه أهل عفرين في سنوات دمر أمام أعينهم خلال لحظات.
وفى حوار مع الشمس نيوز حكت أحد مواطني مدينة الزيتون ذكريات مشاهد الحرب التي عاشتها ومازال تعيشها في ظل حكم الميليشيات الموالية لأردوغان.
وتقول من نتحفظ على ذكر اسمها حرصا على حياتها نظرا لوجودها داخل المدينة المحتلة حتى الأن:
كان منظر الطائرات مرعبا فعندما ترفع ناظريك للسماء ترى عدد كبيرا منها، أحيانا تحلق في سماء عفرين 20 طائرة فتخيل كم كان المنظر مهولا كأنك في كابوس لا يحتمله العقل.
شهر من القصف
وتابعت: شهر كامل من القصف والموت الذي جلب التعاسة للمدينة التي ارتدت الثوب الأسود حدادا على شهدائها. مدنيون وعزل باتوا هم وقود الحرب التي اندلعت في عفرين بلا سبب ولا ذنب. مما أجبر أبنائها على النزوح إلى مدينة حلب الشهباء. حافلات تحمل العائلات من بيوتهم إلى المخيمات التي لا يتوفر فيها ما كان ينعمون به في بيوتهم ومدينتهم الجريحة.
وأشارت إلى أن شعب عفرين خرج باتفاق روسي ينص على أن يعود الناس بعد أسبوع إلى بيوتهم وأراضيهم دون أن يتعرض لهم أحد لكن للأسف كل هذه الوعود كانت كاذبة.
مجزرة داور نوروز
وأضافت: دخل المرتزقة إلى المدينة وسرقوا كل شيء وقتلوا كل من كان داخلها من نساء وأطفال وحرقوا البيوت والأراضي وقطعوا أشجار الزيتون والسنديان والصنوبر وأشجار الفاكهة وباعوهم كحطب في المناطق الأخرى، لقد دمروا اقتصاد عفرين التي كانت تمتلك أكثر من 10000 شجرة زيتون. وقد دخلوا إلى المنازل بحجة أنهم يلاحقون أشخاص كانوا متعاونين مع الإدارة السابقة لكنهم سلبوا الأموال والذهب من النساء وقد قتلوا 6 أشخاص وقاموا بتعليق جثثهم عند دوار نوروز. عنصرية ضد الأكراد
أما بالنسبة للمخيمات فبعض العائلات الغير كردية كانت تسجل أسمائها ثلاث مرات أما الأكراد فكانوا يسجلون أسمائهم بصعوبة فتستطيع أن تلاحظ فرق المعاملة والتمييز بينهم وبين الأعراق الأخرى، فلم ينعم العفرينيون بأي معاملة إنسانية فلا كهرباء ولا مواد للتدفئة وإن تأمنت هذه المواد فإنها تؤمن بأسعار عالية جدا.
غلاء الأسعار
أما بالنسبة للمرتزقة فقد سيطروا على عدة بيوت ومعاصر زيتون ومكاتب ومطاعم ومحال تجارية، فكان لكل فرد منهم عدة عقارات يسيطر عليها وكأنها له من الأصل. وهذا قد دفع الكثيرين لاستغلال الأوضاع ورفع أسعار السلع لأسعار خيالية.
كما تم رفع كل المنتجات الدوائية والغذائية واللباس، فأدى هذا لاحتكار المواد بشكل كبير منذ ثلاث أعوام مضت. قتل المرضي في مستشفيات عفرين
أما قطاع الصحة فليس لدينا خيار سوى الذهاب لمشفى اعزاز حيث تجد هناك المعاملة العنصرية لأننا نتحدث باللغة الكردية ويجب علينا أن نتحدث بالعربية حتى مع الأكراد أنفسهم كي لا نثير غضب الآخرين. وعندما نبرز هوية عفرين نرى النظرات التي تشعرنا بأننا منبوذون لأننا أكراد فإما لا يتم استقبالنا أو لا تصرف لنا وصفات الدواء فكونك كردي إذا أنت مذنب بلا تهمة. حتى المشفى العسكري في عفرين لا يتعامل بشكل متساوي مع المرضى فحياة الكردي لا قيمة لها هناك.
ومنذ انتشار فيروس كورونا بدأت الكوادر الطبية بخداع المرضى وادخالهم المشفى حتى وإن لم يكونوا مصابين ويوهمونهم بأنهم يعالجوهم وفي النهاية يحقنونهم بأدوية تودي بحياتهم. هناك الكثير من المرضى دخلوا المشافي بأمراض بسيطة وخرجوا أموات من المشفى تحت حجة كورونا. وقد أوهموا الكثير من المرضى وذويهم بضرورة نقل المرضى لدارة عزة وتقاضي 1000 دولار أمريكي مقابل نقله، وفي الطريق يقتون المريض بعد حقنه بأدوية سامة ويعودون به لأهله ميتا بحجة انتهاء الاكسجين واختناق المريض، والمبلغ الذي تقاضوه لا يعيدونه لذوي المريض أو أقاربه.
محمد أرسلان علي
قرون عدة ولا زال مشرقنا يعيش تراجيديا حكام مستبدين وأنظمة ظالمة، ترى وجودها فقط في إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به. مأساة لم تنتهِ ولا زالت تطل برأسها بين الفينة والأخرى كسيف على رقاب المجتمعات والشعوب إن هي رفضت الذل والخنوع والاستسلام لهذه الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة. لم ننتهي من ظلم السلاطين العثمانيين الذين عاصوا قتلاً وفساداً بالشعوب لقرون عدة، حتى ابتلينا بزعماء يرون أنفسهم مخلدين وأن سطوتهم ستبقى لهم وأنه لن يكون هناك من يحاسبهم، على أساس أنهم يمثلون ظِل الله على الأرض وأن كل ما يقولونه ما هو إلا وحيٌ. حالة من الانفصام والهذيان يعيشها زعماء الضرورة الذين يعتبرون نفسهم أصحاب كاريزما لن تتكرر ثانية. بهذه العقلية ينظرون لأنفسهم ويعملون كل ما في وسعهم كي يفرضوها على الشعوب كي تبقى خانعة وذليلة.
كان هتلر وموسوليني يعتبرون أنفسهم أيضاً من المخلدين، لكن للتاريخ والمجتمعات قولٌ آخر حينما يحين الوعد. لكن مستبدينا في المشرق لا يقرأون التاريخ كي يتعظوا، بقدر ما يقلدون هؤلاء الظالمين الذين أراقوا دماء الشعوب كرمىً لهذيانهم وأوهامهم الرثّة. لم ننتهِ من هؤلاء المستبدين حتى يطل علينا أردوغان حاملاً مشعل الدكتاتوريين والمستبدين ويسير على خُطاهم في تدمير بلادهم وتهجير شعبهم وقتلهم بشتى السبل والطرق. فمن الحروب التي يشنها على دول الجوار ينشر فيها الفوضى والمرتزقة، حتى محاربة شعوب تركيا من كرد وعرب وتركمان وحتى أتراك.
جنون أردوغان
كل من يرفض عقليته وجنون عظمته يعتبر عدواً لأردوغان. من اعتقال الآلاف وزجهم في السجون بحجج واهية كثيرة فقط من أجل اسكات صوتهم وكسر إرادتهم. بكل تأكيد حينما يلجأ المستبدين لاستخدام السلاح الكيمياوي ضد شعوبهم فهذا يعني أنهم وصولوا لمرحلة العجز واليأس في كسر إرادة شعوبهم بالأساليب الأخرى بما فيها العسكرية. أي أنه استخدام الكيمياوي كسلاح لفرض الذل على شعب يعتبر بنفس الوقت أنه أخر ما تبقى لدى المستبدين من أوراق يستعملها، وما بعد ذلك يكون انهيار المنظومة المستبدة ونصر الشعوب المقاومة.
أكثر من عقدين وأردوغان يحاول كسر إرادة الشعب الكردي في تركيا أو في الشمال السوري وحتى في الشمال العراقي. لم يترك طريقة إلا يستخدمها لينشر الإرهاب والرعب في قلوب الكرد الذين يسعون لنيل كرامتهم وحريتهم أسوة بباقي شعوب المنطقة. حتى النابالم والسلاح الكيمياوي المحظور دولياً يستخدمه الجيش التركي بتعليمات من أردوغان للقضاء على مقاومة الكريلا التي لم تستطع كافة الحكومات التركية السابقة أن تنال من عزيمتهم وإصرارهم على الحرية.
الآن ونحن في الألفية الثالثة ينفذ الجيش التركي عمليات عسكرية عبر الحدود في الأراضي العراقية منذ عام 1983م. وتمثل المرحلة الأخيرة من هذه العمليات التي بدأت في 23 نيسان / أبريل 2021 مرحلة جديدة من سياسات تركيا الإقليمية والتي تهدف إلى احتلال مساحات شاسعة من أراضي دول الجوار إن كان في العراق أو سوريا.
مقاومة الكريلا
حيث يقاوم مقاتلو حزب العمال الكردستاني قوات الدفاع الشعبي(الكريلا) الذين يتواجدون في المنطقة منذ أكثر من 25 عاماً ضد هذه الهجمات التي يشنها الجيش التركي ويعرقلون تقدمه. وبسبب عدم قدرت الجيش التركي على كسر المقاومة، فإنه يستخدم الأسلحة الكيماوية بشكل عشوائي. ولقد ظهر في الأشهر الأخيرة العديد من لقطات الفيديو والتقارير المختلفة وكذلك على حسابات مواقع التواصل التي تم تداولها في وسائل الإعلام، بأن الجيش التركي ينشر ويستخدم أسلحة كيميائية، التي تحظرها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتعتبرها محرمة دولياً.
نهج صدام حسين
تقوم الدولة التركية بزعامة أردوغان الآن بتكرار ما فعله نظام صدام حسين في العراق من استعمال الأسلحة الكيميائية بحق الشعب الكردي. وهذا يستدعي وبالسرعة القصوى موقف مسؤول وإنساني وأخلاقي وكذلك قانوني وحقوقي من كافة الناس والمنظمات الدولية والمناهضين لانتشار تلك الأسلحة المحرمة دولياً.
ورغم المناشدات المتكررة التي أطلقها قادة العمال الكردستاني للمنظمات والهيئات والمؤسسات المعنية بهذا الأمر، كي يأتوا إلى المنطقة التي تم استخدام السلاح الكيمياوي فيها من قبل الجيش التركي ويقوموا بالفحوصات اللازمة حول هذا الأمر، إلا أن الصمت المطبق على هذه المؤسسات والمنظمات الإقليمية والدولية وعدم اتخاذها أية إجراءات عملية، وكأنها تشجع أردوغان على القيام بمثل هذه الأعمال المنافية للأخلاق والمعايير الإنسانية والدولية. فهل من يقول لأردوغان “كفى”، استبداداً وظلماً بحق شعب يريد أن يعيش بكرامته وشعبه.
-أردوغان يسعى للضغط على الإدارة الأمريكية لتصنف الأكراد كإرهابيين -حديث أردوغان يتغير حسب المصلحة – الاكراد أهم حلفاء أمريكا -خروج أمريكا من العراق مرتبط بشروط -التقارب العربي الإسرائيلي يتصدى لمخططات إيران
أجرت “الشمس نيوز”حواراً مطولاً مع مهدي عفيفي، المحلل السياسي، وعضو الحزب الديمقراطى الأمريكي حول عدة نقاط تخص العلاقات الامريكية الكردية وموقف أمريكا من التطبيع وتوتر العلاقات التركية الامريكية، وحول تصريحات أردوغان المستمرة ضد بايدن.. والعديد من الأمور التي ستستعرضها السطور التالية..
وإلى نص الحوار…
– كيف تابعت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإنتقاده لإدارة بايدن؟
تصريحات أردوغان موجهة أكثر للداخل التركي وتجهيزا للقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد رفض الرئيس الأمريكي بايدن أن يلتقي بأردوغان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وتخيل أردوغان انه لا بد من اللقاء ولم يأبه بأن بايدن لديه قضايا أهم ، أردوغان كان يريد أن يكسب نقطة للداخل لأن هناك معارضة شديدة داخل تركيا لسياساته وفي نفس الوقت يحاول ارسال رسالة الى الإدارة الامريكية.
ما سر هجوم أردوغان على الرئيس بايدن ؟
خلال اجتماعات الناتو كلام أردوغان كان مختلف قلبا وقالبا وقال انه وبايدن على علاقة قديمة منذ كان بايدن رئيسا للجنة السياسات الخارجية في مجلس الشيوخ واستمرت هذه العلاقة بعد ان أصبح بايدن نائبا للرئيس أوباما والان كالعادة اعتادت الإدارة الامريكية على تقلبات أردوغان وهي طبعا لن تكون في مصلحة العلاقات الامريكية التركية.
أردوغان لديه هاجس من الاكراد ويحاول ان يضغط على الإدارة الامريكية لتصنيف الاكراد كإرهابيين والإدارة الامريكية تعرف جيدا ان أردوغان يصنف كل المعارضين له كإرهابيين بما فيهم فتح الله غولن الذي هو من أفضل المعارضين ولم تجد الولايات المتحدة أي تورط له في القضايا الإرهابية او غيرها لذلك يحاول أردوغان الضغط على الولايات المتحدة الامريكية كي لا تتعاون مع الأكراد ولكن الإدارة الامريكية تؤيد فكرة أن يكون هناك كيان خاص بالأكراد في شمال شرق سوريا وستدعم الاكراد في المسألة السورية وهناك تقارب بين الإدارة الامريكية وروسيا في المسألة السورية، ويحاول أردوغان ان يزج بنفسه في هذا الموضوع ولكن الإدارتين الامريكية والروسية تعلم ان أردوغان يتذبذب تارة بين أحضان الولايات المتحدة الامريكية وتارة بين أحضان روسيا وكلا الدولتين تعلمان جيدا أنهما ستنفذان سياساتهما وليس ما يريده أردوغان.
– كيف ترى تصريحات أردوغان بالنسبة لصفقة ثانية من منظومة s400الروسية رغم تحذيرات واشنطن وعن رد أمريكا وعلاقة واشنطن بأنقرة؟
تهديدات أردوغان بشراء منظومة صاروخية S400 ليست بجديدة حتى ولو اشترى أردوغان هذه المنظومة فمصيرها سيكون كمصير الصفقة الأولى والتي لم يستطع ان يفعلها، هناك توافق بين الولايات المتحدة الامريكية و حزب الناتو على ضرورة عدم ادخال منظومات روسية على المنظومة الأوروبية والأمريكية في أوروبا لذلك اعتقد ان أي خطوة بهذا الشأن لن تفسد العلاقة بين الولايات المتحدة فقط بل ستفسد العلاقة مع أوروبا أيضا لأنه من المرفوض دخول أي أسلحة سوريا خاصة منظومة الصواريخ على هذه المنظومة لان هناك اسرار معينة لا يمكن ان تعرفها روسيا.
الرئيس بايدن والإدارة الامريكية سبق وحذروا تركيا من المضي فيما تقوم به بخصوص موضوع الـ S400 فلذلك أي محاولات من أردوغان حتى ولو كلامية فالإدارة الامريكية تنفذ بدون كلام أو شوشرة واعتقد ان أردوغان يحاول أن يتلاعب في الالفاظ مرة أخرى لأنه يعاني من مشاكل في الدعم الداخلي.
-ماذا عن المخاوف الكردية من تكرار أمريكا تجربة أفغانستان والانسحاب من سوريا؟
الإدارة الامريكية لن تترك الأكراد وهناك توافق بين الأوساط الأمريكية على ذلك لان الأكراد في شمال شرق سوريا وفي مناطق معينة هم من ساعدوا الولايات المتحدة الامريكية في القضاء على داعش فلذلك لا يمكن التفكير بالخروج من سوريا مثل ما حدث في أفغانستان لان أفغانستان حالة خاصة و عند الخروج منها تم التركيز على أشياء معينة وكانت هناك ضغوط داخلية داخل الولايات المتحدة الامريكية لكن بالنسبة لسوريا فان الامر مختلف والأكراد من أهم حلفاء الولايات المتحدة الامريكية في هذه المنطقة مما يبعث الخوف لدى أردوغان لخلق كيان خاص بالأكراد في شمال شرق سوريا.
كيف تابعت زيارة وفد الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية لواشنطن الأيام الماضية ؟
الإدارة الامريكية تدعم قسد ومسد بشكل كبير فكما ذكرت بأن الاكراد هم حلفاء للولايات المتحدة الامريكية ولكن كان هناك تخوف في فترة حكم ترامب بعد انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة وعادت القوات مرة أخرى بضغط من قيادات الجيش الأمريكي، وتواجد الأكراد في واشنطن هو أكبر دليل على ما يتم الأن من تسويات بين الولايات المتحدة الأمريكية والأكراد وأيضا التنسيق مع روسيا.
بخصوص العراق.. البعض يتخوف أن يكون انسحاب أمريكا من العراق نهاية العام بداية لسيطرة إيران..كيف تري ذلك ؟
خروج الولايات المتحدة من العراق مشروط بأشياء معينة ففي الواقع ان العراقيين أنفسهم والبرلمان العراقي اختاروا أن يكونوا في أحضان إيران و الولايات المتحدة الامريكية لن تحارب مع العراق ضد إيران اذا كان هذا اختيار العراقيين أنفسهم لأسباب دينية وطائفية ومذهبية ولا اعتقد أن الولايات المتحدة الامريكية ستقوم باي تحركات في العراق بالرغم من دعم الولايات المتحدة الامريكية للحكومة العراقية الحالية بشكل كبير وتمثل ذلك الدعم بعد اللقاء التاريخي الذي تم في بغداد منذ أسابيع حيث جمع هذا اللقاء الفرقاء والاعداء والذي لولا جهود الولايات المتحدة الامريكية لما كان ليحدث مع تواجد الرعاية الفرنسية لذلك اعتقد ان الإدارة الامريكية سيكون لها تصرف مختلف مع العراق.
كيف تري مستقبل العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل خلال الفترة القادمة؟
هناك أحاديث تدور عن مشاورات لعدة دول عربية أخرى لتبدأ العلاقات مع إسرائيل، لن تكون على هيئة تطبيع مباشر لكنها ستكون ضمن خطوات مختلفة.
ولا يمكن التكهن الآن متى وكيف ومن سيقوم بهذا لكن الخطوات ستكون مدعومة من الإدارة الامريكية التي تؤيد أي تحرك من الدول العربية أو منطقة الشرق الأوسط لتحسين العلاقات مع إسرائيل، خاصة أن الإدارة الامريكية ترى انه لابد للدول العربية وإسرائيل ان تتعاون ضد إيران التي تستمر في تمددها وتسعى لإفساد الأنظمة العربية في اليمن او سوريا او العراق أو لبنان وأيضا في أجزاء من شرق السعودية والبحرين لذلك أي تعاون عربي إسرائيلي سيكون مصبه الرد على إيران.
كيف تابعت مؤتمر التطبيع الذى استضافته مدينة أربيل بكردستان العراق وردود الأفعال التي رافقته ؟
مؤتمر التطبيع في أربيل العراق مرحب به من الولايات المتحدة وأي تقارب بين الدول العربية او دول الشرق الأوسط مع إسرائيل يلقى دعم كبير في أروقة السياسة الامريكية وبالنسبة للردود العراقية الغاضبة نابعة مِن مَن اسميهم العراقيين الإيرانيين التابعين لإيران، لان ايران تحاول قدر الإمكان ان لا يكون هناك أي نوع من العلاقات مع إسرائيل سواء في العراق او أي مكان اخر و ردود الفعل لن تؤثر على سياسة الولايات المتحدة الامريكية في دعم الأكراد واعتقد أن الإدارة الامريكية ترى هذه الخطوة ممتازة في هذا المجال.