كيف تدعم تهديدات أردوغان لـ شمال شرق سوريا محاولات إحياء داعش ؟

ليلي موسي

في الوقت الذي تحولت فيه محاربة ومكافحة تنظيم داعش، وما يحمله من إرهاب دولي، يشكل تهديداً للأمن والسلم الدوليين؛ هدفاً وخياراً استراتيجياً وأصبحت ضرورة القضاء عليه، واجتثاث أيديولوجيته المتطرفة وما تحملها من تهديدات على أمن واستقرار البشرية برمتها، وتجفيف منابعه والبيئات التي تغذي وتنمي هذه الايديولوجية؛ وتعمل على تكاثرها ونشرها، هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإسلاموية المتطرفة وبكل ما يحمله من أيديولوجية مشبعة بثقافة الكراهية والعنصرية وإلغاء الأخر المختلف معه فكرياً وعقائدياً، أمام كل ذلك تحول هذا التنظيم إلى صمام أمان للحفاظ على الأمن الوجودي الأردوغاني –العثماني.

أدروغان وخطة استعادة العثمانية
طالما لجأت الدولة التركية برئاسة أردوغان وحزبه، حزب العدالة والتنمية إلى تنفيذ استراتيجياتهم القائمة على استعادة العثمانية القديمة بلبوس أردوغانية جديدة، وقد تمثل ذلك بالميثاق الملي؛ وعبر استراتيجية تقوم عليها الحركات والتنظيمات الإسلاموية؛ وذلك بالسعي إلى ضم سوريا وغيرها من الدول إلى الأراضي التي شملها الميثاق الملي.
حيث كان تنظيم داعش الإرهابي وأخواته من التنظيمات الإسلاموية، ومازالت المطية التي يوفرون لها الممر الآمن والديمومة بالتغلغل في الأزمة السورية؛ واستثمارها خدمةً لمشاريعها الاحتلالية التوسعية عبر دعمها اللامحدود مادياً وعسكرياً ولوجستياً لتلك الجماعات، وذلك منذ بداية الحراك الثوري في سوريا.
ففي الوقت الذي تحولت فيه سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مساحات شاسعة من الجغرافية السورية إلى فوبيا وقلق دولي وإقليمي ومحلي؛ لما يحمله ذلك من تداعياتها كارثية على حاضر ومستقبل المنطقة والعالم؛ أصبحت هذه الجماعات الحامي والضامن للمصالح الأردوغانية التوسعية الاحتلالية؛ والمدافعة عن بقائه على سدة الحكم.

الدعم التركي لـ داعش
لذا نجد في كل مرة يكون هناك تقدم في مسار انحسار التواجد الداعشي جغرافياً وميدانياً؛ حيث بدأ العالم بمرحلة تجفيف منابعه الفكرية عبر إعادة تأهيل وتنمية المجتمعات التي خضعت لسيطرة التنظيم؛ بالإضافة إلى العمل على عوائل التنظيم من الأطفال والنساء تمهيداً لدمجهم بالمجتمع. تعمل الدولة التركية على الإقدام ببعض الممارسات أو إطلاق جملة من التهديدات والهجمات على بعض المناطق التي من شأنها تعمل على تنشيط خلايا التنظيم النائمة وتهيئة الفرص له؛ وتكثيف نشاطاته عبر اتباع استراتيجيته ما يعرف بالذئاب المنفردة؛ وذلك من أجل زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
والأمثلة على ذلك كثيراً جداً، وسبق وأن أشرت إلى سياسات وممارسات الدولة التركية في مقالاتي السابقة، لذا وتجبناً للتكرار سأسلط الضوء في مقالي هذا على التهديدات الأخيرة التي تطلقها دولة الاحتلال التركي بإطلاق عملية عسكرية جديدة على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
حيث جاءت التهديدات التركية وتحشيداتها العسكرية مع كامل الجهوزية على الحدود السورية مع الفصائل الإسلاموية المسلحة السورية؛ والمدعومة تركياً لشن عملية عسكرية جديدة على مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بعد إعلان النظام السوري وحلفائه من الروس والإيرانيين بإطلاق عملية إدلب المرتقبة وتطهيرها من الإرهابين، واتهامهم للدولة التركية بعدم الوفاء بالتزاماتها، وتنصلها من وعودها بالعمل على تحييد الإرهابيين من المعتدلين على حد وصفهم –الروس-.

رفض دولي لشن تركيا عملية عسكرية بشمال سوريا
فالبرغم من عدم وجود أية موافقة دولية بالسماح لتركية بشن عملية عسكرياً في الوقت الحاضر؛ وكخطوة أمريكية استباقية لردع تركية من الإقدام على أية عملية عسكرية جديدة من شأنها تقويض حملة مكافحة تنظيم داعش جددت بالإبقاء على حالة الطوارئ الوطنية ذي الرقم 13894 المتعلق بالوضع السوري؛ والذي فرضته على تركيا بسبب هجومها على شمال شرقي سوريا عقب عملية ما تعرف بـ ” نبع السلام”، والذي أسهم في تقوض حملة هزيمة داعش في سوريا والعراق.
مما اضطرت الدولة التركية إلى الإعلان وبشكل رسمي تأجيل العملية لعدم توفر الظروف الدولية؛ إلا أنها لم توقف تهديدات ووعيدها بشن عملية عسكرية عبر أبواقها الإعلامية ونشر أخبار وتصاريح ملفقة وفيديوهات قديمة لتضليل الرأي العالم والمحلي، والقصف المستمر من على بعض المناطق واستخدام طائرات من دون طيار باستهداف شخصيات قيادية ومدنيين عزل ومؤسسات عسكرية ومدنية وغيرها من السياسات التي من شأنها تسهم لبث الخوف والرعب في نفوس الأهالي ودفعهم إلى الهجرة في خطوة تسهم في تفريغ المناطق الآهلة بالسكان الأصليين ويفتح مجال أمام سهولة تنشيط وتحرك تنظيم داعش الإرهابي.
حركات تسهم في إنقاذ من تبقى من عناصر التنظيم وعوائلهم؛ سواء أكانوا في السجون أو المخيمات، وتهديدات تدفع عناصر التنظيم ومؤيده إلى التمرد ودفعهم بالتحرك وإثارة الشغب وخلق الفوضى.

محاولة فاشلة من نساء داعش للهروب 
حيث أقدمت نساء تنظيم داعش في مخيم الروج في مناطق شمال وشرق سوريا بمحاولة فاشلة منهن على الهروب من المخيم عبر إحراق الخيم، بالإضافة إلى إعلان قوات سوريا الديمقراطية وبدعم ومساندة من التحالف الدولي عن إحباطها هجوماً لخلية من تنظيم داعش بتاريخ 8 تشرين الثاني، كانت تهدف لتهريب عناصرها من سجن بمدينة الحسكة في شمال شرقي سوريا.
ففي ظل تصريح الروس ورفضهم لأي عملية عسكرية جديدة على المنطقة من قبل تركيا ومرتزقتها من السوريين؛ وعزمها بدعم ومساندة الحكومة السورية في تحرير إدلب ومحاربة فلول تنظيم داعش في البادية السورية؛ أقدم تنظيم داعش على تنفيذ الكمين في بادية المسرب في ريف دير الزور الغربي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عشر عنصراً من الجيش السوري، وإصابة آخرين بجروح خلال قيامهم بعملية تمشيط في المنطقة.
تحركات وتهديدات تركية تأتي عقب رغبة المجتمع الدولي بالعمل على أنها الأزمة؛ والبدء بعملية انتقال سياسي وضرورة إخراج جميع القوات الأجنبية ليست في سوريا لوحدها أنما في كافة المناطق التي تشهد نزاعات مثل ليبيا؛ ولكن كما يبدو طالما ضمنَ أروغان بقاء أمنه الوجودي عبر الاصطياد في المستنقعات التي تعاني منها الدول والمجتمعات؛ بدعم الحركات والجماعات الإسلاموية المتطرفة، يعلم تماماً بتجفيف تلك المستنقعات سيكون سيواجهه أزمة جدية على صعيد أمنه الوجودي؛ وربما نهاية لوجوده ليس بالتوغل في شؤون المجتمعات والدول؛ وإنما حتى وجوده في سدة حكم . لذا نجده يعرقل مساعي إجراء الانتخابات الليبية في وقتها المحدد عبر اتباعه من جماعة الإخوان، وتنصله من وعوده مع الحكومة المصرية بكف عن تدخلاته بالشؤون المصرية الداخلية عبر دعمه وتمسكه بالإخوان المصريين؛ وكذلك الإصرار بالعمل على الإبقاء على الأزمة السورية وتنشيط داعش، والانفتاح على حركة طالبان الأفغانية والتواجد فيها في وقت تشهد فيها نشاط لتنظم داعش المعروف بـ ” تنظيم خراسان”.
أية عملية عسكرية تركية جديدة على سوريا من شأنها أن تقوض الجهود في مكافحة الإرهاب؛ وربما يكون هناك عودة نشطة للتنظيم وبوادرها ظهرت بمجرد إطلاق الدولة التركية للتهديدات.
لذا يتطلب من المجتمع الدولي وخاصة الدول والمجتمعات التي تعاني من التدخلات التركية؛ العمل معاً على لجم التدخلات التركية، وبذلك ستكون خطوة لتسهيل تجفيف منابع الإرهاب والتطرف، وخطوة نحو تحقيق الأمن والسلم الدولي والإقليمي والمحلي.

إقرا أيضا

فى ظل موقف أمريكي ضعيف..هل يقود الانفتاح العربي على دمشق لإسقاط قانون قيصر؟

.. هل يطلق بوتين رصاصة الرحمة على الوجود التركي بـ سوريا؟

فى ظل موقف أمريكي ضعيف..هل يقود الانفتاح العربي على دمشق لإسقاط قانون قيصر؟

شهدت الأيام القليلة الماضية بوادر انفتاح عربي كبير على النظام السوري وسط دعوات لإعادة دمج الأسد فى منظومة الأمن القومي العربي.

شهدت الأيام القليلة الماضية بوادر انفتاح عربي كبير على النظام السوري وسط دعوات لإعادة دمج الأسد فى منظومة الأمن القومي العربي.

وتقود الإمارات التى قام وزير خارجيتها عبد الله بن زايد بزيارة تاريخية لدمشق هي الأولى من نوعها، منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل أكثر من 10 أعوام استراتيجية اعادة سوريا للعمق العربي.

وكانت وسائل الإعلام السورية قد أعلنت الثلاثاء الماضي أن الرئيس بشار الأسد استقبل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، الذي وصل إلى العاصمة السورية دمشق.

زيارة بن زايد لدمشق واجتماعه بالأسد أثارت قلق واشنطن وهو ما عبرت عنه الخارجية الأميركية على لسان متحدثها نيد برايس.

وأكد برايس أن إدارة بايدن لن تبدي أي دعم لجهود تطبيع العلاقة مع الرئيس السوري.

لكن صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، كشفت فى تقرير لها أن واشنطن كان لديها علم مسبق بالزيارة الإماراتية لدمشق.

تقارب عربي مع حكومة دمشق

زيارة وزير الخارجية الإماراتي لدمشق لم تكن مفاجأة بل جاءت تجسيدا واستكمالا لسلسلة من الخطوات قامت بها عدة دولة عربية تجاه حكومة دمشق.

ففي الثالث من أكتوبر الماضي أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني تلقي اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد وذلك للمرة الأولي منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

على الصعيد الدبلوماسي، شهدت أعمال الدورة الـ76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك اجتماعات مكثفة لوزير الخارجية السوري، فيصل المقداد مع نظرائه العرب.

لقاءات المقداد بنظرائه العرب أعقبها مواقف عربية داعمة لحكومة دمشق، حيث تعهد وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، بالمساعدة في استعادة مكانة سوريا في العالم العربي، كما اعتبرت الجزائر أن الوقت قد آن لعودة دمشق للجامعة العربية.

كيف تابعت واشنطن تقارب حلفاءها العرب مع الأسد؟

الانفتاح العربي على حكومة دمشق قوبل برد فعل أمريكي ضعيف فى معظم مواقفه، حيث لم تبدي واشنطن مواقف قوية فى مواجهة اجتماعات وزير خارجية الأسد مع نظرائه العرب على هامش الأمم المتحدة.

وعبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن مواقف واشنطن من التقارب العربي مع دمشق بأن إدارة بايدن لن تعارض التطبيع مع سوريا رغم اعتراضها العلني على ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى خشية واشنطن من خسارة حلفائها في المنطقة.

وكان بريت ماكغورك كبير مستشاري بايدن لـ الشرق الأوسط، قد دعا خلال مقال له عام 2019، الولايات المتحدة أن تكف عن معارضة الجهود التي يبذلها شركاؤها العرب لتطبيع العلاقات مع الأسد.

الصمت الأمريكي حيال التقارب العربي مع دمشق والذى توج بزيارة وزير الخارجية الإماراتي للعاصمة السورية كأرفع مسؤول عربي يلتقي الأسد منذ 2011 دفع واشنطن للتذكير مرة أخري بقانون قيصر.

ما هو قانون قيصر 

وكان يونيو من العام 2020 قد شهد بدء دخول قانون قيصر الذى أصدره الكونجرس الأمريكي حيز التنفيذ، وينص القانون على فرض عقوبات على أي شخص يتعاون مع الأسد لإعادة إعمار سوريا، كجزء من جهد لتشجيع المحاسبة عن انتهاكات حقوق الإنسان.

وبحسب واشنطن يهدف قانون قيصر إلى المحاسبة على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السوري والتشجيع على التوصل إلى حل سياسي في سوريا.

ومن المعروف أن”قيصر” هو الاسم المستعار لمصور سابق في دائرة التوثيق التابعة للشرطة العسكرية السورية، قرر الانشقاق وخاطر بحياته لتهريب 53275 صورة لجثث 6786 من المعتقلين السوريين في مراكز الاحتجاز السورية.

هل يهدد قانون قيصر قطار التطبيع العربي مع دمشق 

وفى أعقاب التقارب الإماراتي السوري وما تبعه من إعلان أبوظبي بناء محطة طاقة شمسية فى ريف دمشق، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تأكيده واشنطن لم ترفع عقوباتها عن النظام السوري.

وشدد الوزير الأمريكي كما نقل عنه متحدث بالخارجية على أن أن واشنطن لم ترفع العقوبات عن سوريا ولم تغير موقفها إزاء معارضة إعادة إعمارها، إلى حين تحقيق تقدم لا عودة عنه تجاه حل سياسي نعتبره ضرورياً وحيوياً.

وبحسب قناة الحرة، أشار متحدث بالخارجية الأمريكية إلي أن المساعدات الإنسانية إلى سوريا مستثناة من العقوبات، إلا أن استثمارات أخرى عديدة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ليست مستثناة.

تصريحات وزيرالخارجية الأمريكية قد تثير الشكوك فى مدى قدرة واشنطن على تطبيقها خاصة فى ظل حالة الانفتاح العربي الكبير على دمشق والذى تدعمه روسيا بشكل كبير.

إضافة إلى أن معظم الدول الراغبة فى استعادة علاقاتها مع دمشق هم فى الأساس دول حليفة لواشنطن.

وفى تقرير سابق لها أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن دول الخليج العربية هي التي تسعى لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد 8 سنوات من تجميد عضويتها.

ويبقي السؤال هل يمكن أن تفرض واشنطن عقوبات قانون قيصر على حلفاءها العرب أم يدفع التطبيع العربي مع دمشق بقيصر وقانونه لـ غياهب التاريخ.

إقرا أيضا

فى ظل دعم روسي وأمريكي..هل اقتربت ساعة المصالحة بين أكراد سوريا ونظام الأسد ؟

بسبب تركيا.. موجة جفاف تضرب سوريا وتحذيرات دولية من مجاعة

فى ظل دعم روسي وأمريكي..هل اقتربت ساعة المصالحة بين أكراد سوريا ونظام الأسد ؟

شهدت الأيام القليلة الماضية الكثير من التقارير حول رغبة روسية فى تحقيق تقارب بين النظام السوري والإدارة الذاتية الكردية بشمال سوريا فى ظل أنباء عن دعم أمريكي لهذه المباحثات من أجل البحث عن حل سياسي للأزمة السورية.
ويري الخبير الروسي يفغيني ساتانوفسكي، رئيس معهد الشرق الأوسط أن حل الأزمة السورية يقترب فى ظل رغبة موسكو فى تحقيق مصالحة بين الإدارة الذاتية الكردية وحكومة دمشق.
وكانت الإدارة الذاتية قد عبرت مؤخرا من خلال عددا من قياداتها عن استعدادها للجلوس مع مسؤولي الحكومة السورية دون قيد أو شرط فى مفاوضات ترعاها موسكو.
وقبل أيام، دعا ألدار خليل الرئيس المشارك لحزب الاتحاد الديمقراطي، ، لإيجاد حل مع الحكومة السورية، وأعلن استعدادهم لحوار مباشر مع دمشق.

محاولة روسية للتقريب بين الكرد والنظام فى سوريا
وخلال الأيام الماضية عززت موسكو دورها كوسيط فى المفاوضات بين أكراد سوريا ونظام الأسد، ويعتقد البعض أن الروس يستخدمون تهديدات تركيا ضد المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية “قسد” كدافع للمصالحة بين الإدارة الذاتية ودمشق.
وبحسب موقع أحوال تركية يشير الخبير الروسي ساتانوفسكي، إلي أن موسكو تريد فقط وحدة أراضي سوريا ودورها هنا هو التوسط فقط، لافتا فى الوقت نفسه إلى أن الأمر متروك للروس لتقرير القضايا التي سيتفق عليها القادة الأكراد مع دمشق كأهداف مشتركة.
ويريد النظام السوري بسط سيطرته نفوذه على مناطق الإدارة الذاتية وانتشار الجيش فى مناطق قوات سوريا الديمقراطية كقوة عسكرية وحيدة.
وكان عمر أوسي رئيس المبادرة الوطنية لأكراد سوريا، قد أعلن مؤخرا عن إطلاق مبادرة أو مسودة مشروع للمصالحة بين الأحزاب الكردية والحكومة السورية.
وحتى كتابة هذه السطور لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة في مسودة مشروع المصالحة التى يتبناها أوسي.

الجنرال مظلوم يكشف كواليس المفاوضات مع دمشق
وبحسب الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية فإنه لم تجرِ أى مفاوضات جادة مع دمشق حتى الآن، مشيرا إلى انه كان هناك بعض الاتصالات فقط ، لكن ذلك لم يتحول إلى أي مفاوضات.
وقال عبدي فى تصريحات صحفية أن حكومة دمشق ليست مستعدة للتنازل والتفاوضي مشيرا إلى أنه على الرغم من أنهم يقولون إن الأمر لن يكون كما كان قبل عام 2011 ، إلا أنهم لا يزالون يتصرفون بهذه العقلية.
وشدد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية على أن الإدارة الذاتية روج آفا لا تريد دولة داخل دولة وجيشًا داخل جيش”، مشيرا إلى أنهم على استعداد لتقديم تأكيدات بشأن شروط دمشق المسبقة حول وحدة سوريا غير القابلة للتجزئة، العلم، الحدود، الرئيس، لافتا فى الوقت نفسه إلى أنهم هم أيضا يجب أن يكونوا مستعدين للتفاوض بشأن الحكم الذاتي القائم على هذا الأساس.
قيادي كردي : مستعدون للحوار مع دمشق
وفى السياق ذاته أكد بدران جيا كرد الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن روسيا تريد أن بدء حوار جديد بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق.
وأوضح القيادي الكردي فى تصريحات صحفية أن الإدارة الذاتية أكدت لموسكو استعدادها للحوار ورؤيتها الواضحة للحل، مشيرا إلى أن وجهات النظر قد لا تكون واحدة ولكن سنصل إلى تحالف خلال عملية الحوار.
وشدد جيا كرد إلى أنه يجب أن يكون هناك تصميم على إبرام اتفاق في سوريا، معتبر ان هذا هو أساس الحل، وهناك حاجة إلى دعم دولي وإقليمي من الدول العربية، داعيا لتقليص دور الدول التي لعبت دورا سلبيا في التوصل إلى اتفاق في سوريا يجب تقليصها، خاصة تركيا وإيران.

مقترحات روسية للمصالحة بين الأكراد والنظام فى سوريا

وفي أعقاب التهديدات العسكرية التركية بشن عملية جديدة ضدّ قوات سوريا الديموقراطية “قسد” تداولت وسائل إعلام نقلا عن مصادر كردية قولها أن
روسيا قدمت أربعة مقترحات للمصالحة بين إدارة روج آفا في سوريا وحكومة الرئيس بشار الأسد في دمشق.
وقالت المصادر الكردية أن الروس عرضوا رفع العلم السوري في المناطق الخاضعة لسيطرة إدارة روجافا من أجل تحقيق المصالحة مع الحكومة السورية، مع تقاسم عائدات النفط في روج آفا، كاشفة إن دمشق طلبت الحصول على 75 في المائة من عائدات النفط، وبقاء 25 في المائة في إدارة روج آفا.
كما اقترح الروس على الإدارة الذاتية الاعتراف بوجود الرئيس السوري بشار الأسد، مقابل أن تتبنى دمشق نظاما لامركزيًا وحكمًا ذاتيا محليا.
من جانبها، طالبت الإدارة الذاتية الكردية من الروس إلزام النظام بالاعتراف بحقوق الشعب الكردي وحماية أمن قوات سوريا الديمقراطية، وهو ما قابله الروس بالإعراب عن امكانية مناقشة هذه المطالب على طاولة المفاوضات.

وفى سياق متصل، كشفت مصادر كردية وروسية أن الولايات المتحدة لا تعارض مقترحات موسكو للحل وشروطها بهدف التوصل إلى اتفاق بين إدارة روجافا ودمشق.

إقرا أيضا

بسبب تركيا.. موجة جفاف تضرب سوريا وتحذيرات دولية من مجاعة

هل يتم إطلاق سراحه قريبا.. أنباء عن مفاوضات بين نظام أردوغان وأوجلان في إيمرالي

ماذا يحدث في إثيوبيا.. سر التطورات العسكرية المتلاحقة في أديس أبابا

لمن لا يعرف، إثيوبيا هي الدولة الثانية من حيث عدد السكان في أفريقيا، وتمتاز بتعدد العرقيات والقوميات التي تشكل الدولة الإثيوبية، وعاصمتها أديس أبابا أو الزهرة الجديدة. والفريد والغريب في دولة إثيوبيا أن لها تقويما خاصا بها.

شهور السنة ليست 12 شهرًا كما في العالم؛ بل تقويمهم يقسم السنة إلى ١٣ شهرًا، وتعتبر إثيوبيا من الدول الأفريقية التي لها تاريخ قديم، وبرغم كل ما سبق من الاختلاف والتميز، فإنها لم تكن شافعة لتكون دولة مزدهرة؛ بل إنها موعودة بالحروب والاقتتال في أرضها بين الشعوب الإثيوبية، وقومياتها.

آبي أحمد من نوبل السلام لـ جرائم الحرب
في عام 2018 تولى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مقاليد الحكم في إثيوبيا وجاء بفكر جديد وفريد؛ داعيا للسلام كما كان ادعي، وعلى أثرها حصل على جائزة نوبل للسلام في أول ما قام به هو مصالحة وتوقيع السلام بين العدو التاريخي لأثيوبيا جارتها إريتريا.
كما قام بمصالحات عديدة داخليا بين القوميات الإثيوبية إلا أنه سرعان ما أظهر نظام آبي أحمد عداوته لبعض الأصوات التي طالبت ببعض الحقوق أو مطالب خاصة بأقاليمهم الفيدرالية أو قومياتها العرقية، حيث قام بتوقيف عدد من النشطاء من قومية الأورومو، ولا يخفى على أحد أنه قام بسجن رفيقه في النضال جوهر محمد، ثم سرعان ما اتجه لإسكات الأصوات التي طالبت بالانتخابات أو نددت ببعض الممارسات من حكومته من قومية التيجراي في نوفمبر الماضي.
وبجسب الخبير المصري فى الشؤون الأفريقية محمد عز الدين فقد قام آبي أحمد بمواجهات عسكرية في إقليم تيجراي استمرت لنحو 3 أسابيع، أطاحت العملية العسكرية بجبهة تحرير تيجراي بعد أن فرت قياداتها إلى الجبال عقب دخول قوات الجيش الإثيوبي.

دبرصيون جبرميكائيل زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي
دبرصيون جبرميكائيل زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي

عودة جبهة تيجراي
وفى يونيو الماضي أعلنت الحكومة الإثيوبية، قرارا مفاجئا بوقف إطلاق النار ضد الجبهة وسحب قوات الجيش كاملا من تجراي، لتعود الجبهة مجددا للإقليم وتسيطر عليه ثم سرعان ما بدأت الجبهة تنفذ اعتداءات على إقليمي أمهرة التي تساند قوات آبي احمد وإقليم وعفر التي تقاتل لبسط سيطرتها لخطوط السكك الحديدية والطريق المؤدي لجيبوتي خط الإمداد الأول لأثيوبيا.
ومن جانبه دعي آبي أحمد قوات إريتريا لقصف المتمردين من إقليم تيجراي والتي أسفرت عن مقتل المئات من المدنيين ونزوح أكثر من نصف مليون شخص بالإقليمين.
ويشير عز الدين إلى إن القوات المتمردة من جبهة تحرير تجراي وكذلك جبهة تحرير أورموا وكذلك أكثر من سبع قوميات أخرى لم تدخل في قتال عنيف ضد القوات الأثيوبية طمعا في الحكم فقط ولكن لاعتراضهم الكبير على الدخول في تحالف مع قوات أجنبية مثل القوات الإريترية التي تكن شديد العداء لقومية التجراي بالإضافة إلى قيام آبي احمد باعتقال قيادات من قومية الاورمو وعلى راسهم زعيم المعارضة جوهر محمد.

تطورات الوضع في أثيوبيا
وأكد الخبير فى الشؤون الأفريقية أن الوضع على أرض الواقع الأن فى أثيوبيا صعب ومتأزم جدا، فالقوات المتمردة تحاصر العاصمة من كافة الجهات ويحاولون الوصول إليها تحت قصف جوي عنيف من القوات الإثيوبية.
ومن الناحية الأخرى هناك محاولات من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية لدخول كافة القوات في مفاوضات جادة وبناءة دون شروط.
ومن جانبه دعاء آبي احمد عبر صفحته على فيسبوك المواطنين للتصدي المعارضة المسلحة التي تزحف للوصول إلى العاصمة أديس أبابا.
كما طالب آبي أحمد الإثيوبيين بالتبرع بأموالهم وخدمة بلادهم، وذلك خلال حفل خاص لجمع التبرعات لقوات جيشه مضيفا أن القوات المعادية ستتفكك، في إشارة إلى جبهة تحرير شعب تيجراي.

  إقرا أيضا 

نصيحة بايدن أفقدته الإتزان.. القصة الكاملة لمرض أردوغان المفاجئ

 

ما بعد أردوغان.. تسريبات صحفية تكشف هوية الرئيس القادم لـ تركيا.. تعرف عليه

بعد قرار “فاتف”..خبراء لـ الشمس نيوز: أردوغان يتاجر فى النفط مع داعش ونهاية نظامه اقتربت

فى أزمة جديدة قد تعمق الأزمات السياسية والإقتصادية المتلاحقة بتركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان أدرجت هيئة مراقبة التمويل العالمي (فاتف) تركيا إلى جانب مالي والأردن في القوائم الرمادية، وذلك على خلفية اخفاقها في التصدي لغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

تمويل الإرهاب
ودعت الهيئة التي شكلتها مجموعة السبع لحماية النظام المالي العالمي يجب على تركيا ملاحقة عمليات تمويل التنظيمات الإرهابية وبينها داعش والقاعدة.
وقال هيئة مراقبة التمويل العالمي (فاتف) ماركوس بليير إن المجموعة وجدت أنه لا تزال هناك مشكلات إشراف خطيرة على القطاعين المصرفي والعقاري في تركيا.


https://www.youtube.com/watch?time_continue=35&v=Uu3htQ4_h18&feature=emb_logo

وبحسب خبراء ومراقبون فإن إضافة تركيا إلى هذه القائمة سيكون له تداعيات كبيرة على الإقتصاد التركي الذى أنهكته تدخلات أردوغان فى سياسات البنك المركزي وتراجع العملة فضلا عن زيادة تراجع الاستثمارات الأجنبية بعد خروج المستثمرين في السنوات القليلة الماضية والبيع السريع لليرة في الأسابيع الأخيرة.

ويأت قرار الهيئة فى ظل أزمات متلاحقة تشهدها تركيا سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي وهى الأزمات التى يتوقع الكثير من المحللين أن يكون لها دور وتأثير كبير فى تغيير المشهد السياسي التركي فى ظل حديث لا يتوقف عن احتمالية عقد انتخابات مبكرة.
أزمات اقتصادية وسياسية
وتوقع الباحث الأرميني في الشؤون التركي سركيس كاسرجان أن تزيد الخطوة من المأزق الإقتصادي التركي المترهل حاليا، حيث ستؤثر على المصارف وحركة نقل الأموال التركية، وتصنيف الإئتماني وثقة المستثمرين الأجانب بتركيا كدولة لم تنجح فى مكافحة تمويل المنظمات الإرهابية.
وأكد كاسرجان فى تصريحات خاصة لـ الشمس نيوز أن الوضع الإقتصادي بتركيا سىء جدا فالدولار وصل سعره لأكثر من 9 ليرات وهناك تراجع مستمر للعملة، وهناك قضايا مالية كثيرة تنتظر تركيا أولها قضية بنك خلق بأمريكا والذى تتهمه واشنطن بالاحتيال وغسيل الأموال على نطاق واسع بهدف مساعدة إيران على الإلتفاف على العقوبات الأمريكية عليها.
هذا فضلا عن قضية رجل أعمال تركي تم اعتقاله بسويسرا وتطالب الولايات المتحدة بتسليمه بتهمة غسيل الأموال.
سقوط أردوغان
واستبعد الباحث الأرميني حدوث انتخابات مبكرة فى الوقت الحالي لعدم وجود مصلحة للسلطة بتركيا  نظرا لتراجع شعبية الائتلاف الحاكم بكل كبير حتى فى الاستطلاعات التى تجريها الشركات المقربة من العدالة والتنمية.
وأكد إن الوضع الإقتصادي سيكون له الكلمة الفصل فى صناديق الاقتراع مؤكدا أن التململ وتراجع الشعبية جاءت نتيجة انعكاس سياسات أردوغان على الاقتصاد، لافتا إلى أن الإستياء جاء بعد أن أصبح الاقتصاد فى مازق فى ظل تراجع احتياطي النقد الأجنبي بتركيا واهدار 128 مليار دولار لإستقرار العملة التركية الأمر الذي لم يحدث حيث واصلت الليرة انخفاضها مقابل الدولار الذى اقترب سعره من 9.5 ليرة.
وأشار إلى أن نسبة التضخم وفق البيانات الرسمية اقتربت من 20% فى حين يقدرها الخبراء بـ 100 %  خاصة بقطاع الأغذية والعقارات فضلا عن زياد ة كبيرة فى أسعار الطاقة وهو ما سينعكس على المواطن نظرا لدخول فصل الشتاء واعتماد الأتراك على الغاز فى التدفئة.
وشدد فى ختام تصريحاته لـ الشمس نيوز على أن كل هذه العوامل ستؤدي لفشل الائتلاف الحالي فى الحصول على أصوات تضمن بقاءه فى السلطة فى أى استحقاق قادم ستؤثر بما فى ذلك انتخابات رئاسة الجمهورية.

أردوغان والجماعات المسلحة
ومن جانبه قال المعارض التركي إسحاق إنجي ، أن أردوغان هو المستفيد الوحيد من تورط تركيا في هذه القضايا.
وأكد إنجي لـ الشمس نيوز أن أردوغان له علاقات قوية جداً مع المليشيات والجماعات المسلحة والمرتزقة في ليبيا وسوريا، لافتا إلي وجود اتفاقات ومصالح مشتركة بين الرئيس التركي والجماعات المسلحة التى تقوم بـ سرقة البترول الليبي والسوري لحساب رأس النظام التركي، مقابل تمويل أردوغان للجماعة بالسلاح والمال والعمل دائماً على تأجيج الصراعات الداخلية في هذه الدول والمحافظة على وجود الإنقسامات داخل كل دولة.
وأشار إلى أن الإقتصاد التركي في حالة إنهيار تام منذ مايقارب 4 سنوات، وسوف يزيد هذه الأيام سوءاً مع تورط تركيا في تمويل الإرهاب وغيره، لافتا أن هذا الأمر الذي سيدفع ثمنه فقط الشعب التركي الذي يعاني منذ سنوات من الأزمة الإقتصادية.

تضرر اقتصادي وسياسي
من جانبه قال الخبير الإستراتيجي الإماراتي الدكتور سالم الكتبي، أن قيام مجموعة العمل المالي (فاتف)  بإدراج تركيا على القائمة الرمادية لتقاعسها عن التصدي لغسل الاموال وتمويل الارهاب سيكون له تداعيات سياسية واقتصادية.
واعتبر الكتبي فى تصريحات خاصة أن سمعة تركيا قد تضررت بشدة من خلال هذا القرار الذى يلقي بظلال من الشك الدولي على مدى التزام تركيا الفعلي بمكافحة الإرهاب والجريمة.
وحسب الخبير الإماراتي فإنه من الناحية الاقتصادية سيتضرر بلا شك الاقتصاد التركي بدرجة معينة تضيف عبئا اضافيا يتعب كاهله المتعب حاليا.

بعد تفجيرات دمشق واستهدافات كوباني والتنف..مخاوف من عودة العنف لسوريا واتهامات لـ داعش وتركيا

تعرضت عدة مناطق سورية أمس الأربعاء لهجمات وصفها البعض بالإرهابية وسط مخاوف دولية من عودة العنف مرة أخري للدولة التي يتوقف العنف فيها على مدار 10 سنوات متصلة.
البداية كانت في مناطق النظام بدمشق حيث تعرض حافلة عسكرية للتفجير بعبوات ناسفة عند جسر الرئيس ما أسفر عن مصرع وإصابة 17 شخصا.


ويعتبر تفجير جسر الرئيس الأول الذى تشهده دمشق منذ سنوات وبالتحديد من عام 2017 والذى شهد في 2 يوليو 2017، ثلاثة انفجارات هزت دمشق وأودت بحياة ما لا يقل عن 20 شخصاً.
وعقب التفجير أكد وزير الداخلية السوري محممد الرحمون أن سوريا لن تتوقف عن ملاحقة الإرهابيين ومواجهة الإرهاب وسيتم ملاحقة المسؤولين عن العملية الإرهابية.

جريمة تركية بـ كوباني 
وبعد تفجيرات دمشق بقليل شهدت مدينة كوباني التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية قيام طائرة مسيرة تابعة لتركيا باستهداف سيارة الرئيس المشترك لمجلس العدالة الاجتماعية التابعة للإدارة الذاتية، في كوباني بكر جرادة وأدى إلى فقدان مدنيين لحياتهما وإصابة أخرين.

سيارة كوباني بعد استهدافها
وأدانت الإدارة الذاتية لشعوب شمال وشرق سوريا الهجوم الذي نفذته طائرة مسيرة تركية على سيارة تابعة لها في مدينة كوباني.
واعتبرت الإدارة الذاتية في بيان لها اليوم أن الهجوم يمثل تأكيد واضح على عداء تركيا وهمجيتها وإصرار علني على زعزعة الاستقرار في المنطقة، كما أنه يمثل دعم واضح للفصائل الموالية لها وانتقاما لداعش، وتمهيد واضح للتقسيم وتقويض جهود الحل والتوافق السوري.
وأكدت بيان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إن هذا العدوان والتهديدات التركية المستمرة وكذلك الانتهاكات التي تتم في المناطق المحتلة دعم واضح لمشروع الإرهاب وتمهيد واضح للتقسيم وتقويض جهود الحل والتوافق السوري وخطر كبير على مستقبل الشعب السوري.
وشدد البيان على أن تركيا تهدد اليوم المكاسب التي تحققت ضد داعش، داعيا كل القوى الفاعلة في سوريا بما فيها روسيا التي لها الدور الضامن للحد من جماح تركيا وكذلك التحالف الدولي باعتباره شريك في القضاء على داعش وأيضاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمؤسساتها بأن يقوموا بمسؤولياتهم للحد من هذا العدوان والتخريب التي تمارسها تركيا ضد سوريا وضد مناطق الإدارة الذاتية مع ضرورة محاسبتها في ظل خرقها لكل التفاهمات التي تمت مؤخراً وأيضاً تجاوزها للقيم الأخلاقية والعهود والمواثيق الدولية ذات الصلة.

قاعدة التنف
لم ينته الأربعاء دون هجوم جديد بسوريا، حيث كشفت تقارير صحفية عن وقوع انفجارا عند موقع أميركي في جنوب سوريا، مساء الأربعاء، دون تقارير عن سقوط ضحايا أميركيين جراء الانفجار.
وبحسب التقارير فقد أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، أن قاعدة التنف تعرضت لهجوم منسق ومدروس عبر مسيرات ونيران غير مباشرة، بحسب التقارير الأولية التي نقلت عن المتحدث باسم القاعدة بيل أوربان، في بيان، أن يكون هناك إصابات في صفوف الأميركيين، وأوضح أنه يتم التواصل مع الشركاء لمعرفة ما إذا كانت هناك إصابات لديهم.

قاعدة التنف
وأشار المتحدث في بيانه إلى إن القوات الأميركية تحتفظ بالحق في الدفاع عن النفس وبحق الرد في الزمان والمكان اللذين تختارهما.
واعتبر مسؤولين أمريكيين أنه من المبكر للغاية تحديد المسؤول عن الهجوم، وقال أحدهم إنه يعتقد أنه هجوم بطائرة مسيرة.

وبحسب وسائل إعلام فقد استهدفت مسيرة  3 مواقع للجيش الأمريكي في المنطقة الاستراتيجية الواقعة في محافظة حمص السورية قرب الحدود مع الأردن والعراق.

والتنف هو الموقع الوحيد الذي نشرت فيه الولايات المتحدة قوة كبيرة في سوريا خارج مناطق في الشرق والشمال يسيطر عليها الأكراد.

وقال المرصد السوري أن انفجارات دوت في قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف الدولي نتيجة قصف من طائرات مسيرة على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل قاعدة التنف، لا يعلم ما إذا كان يقف خلفه تنظيم “داعش” أو الميليشيات الإيرانية واقتصر الهجوم على خسائر مادية، فيما تم إخلاء القاعدة إثر الاستهداف تحسباً من استمرار القصف.

تعليق أمريكي
استنكرت الولايات المتحدة، الخميس، ما وصفته بـتصاعد العنف والهجمات” في سوريا.

بيان السفارة الأمريكية بدمشق
وقالت السفارة الأميركية في سوريا على حسابها في “تويتر” اليوم الخميس: “تستنكر الولايات المتحدة تصاعد العنف والهجمات في سوريا اليوم”.
ودعت السفارة جميع الأطراف إلى “احترام وقف إطلاق النار الحالي والتركيز على خفض فوري للتصعيد، وحماية أرواح المدنيين قبل أي شيء”.

تشارك فيه تركيا.. هل ينجح مؤتمر دعم استقرار ليبيا في إصلاح ما أفسده أردوغان؟

يارا الشيخ

يترقب الليبيون غدا الخميس انعقاد المؤتمر الدولي الذي تستضيفه العاصمة طرابلس لدعم بمبادرة استقرار ليبيا التي أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية.
ويشارك بالمؤتمر وفود عربية وغربية رفيعة المستوي يتقدمهم ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزراء خارجية الدول العربية ودول الجوار والدول المشاركة في اجتماع برلين.
ويهدف المؤتمر الذي ينعقد وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة بالعاصمة طرابلس إلى حشد جهود المجتمع الدولي وتوحيدها لإنهاء الأزمة الأمنية والاقتصادية ودعم إجراء الانتخابات في موعدها.
ويتزامن انعقاد المؤتمر بالعاصمة طرابلس مع حالة من الجدل تشهدها ليبيا حول مكان انعقاده خاصة بعد قرار وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش تحويل فعالياته من مدينة سرت إلى طرابلس، وهو ما يعني عدم حضور أطراف رئيسية مثل قيادات الجيش الليبي.

وبحسب وسائل إعلام فإن المؤتمر سيركز على مساعدة الليبيين في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية وتوحيد الجيش تحت قيادة واحدة وتقديم الدعم لتفكيك المليشيات المسلحة ونزع أسلحتها، بالإضافة إلى ضمان إجراء الانتخابات العامة في موعدها المقرّر بعد شهرين.
كما تسعي الحكومة الليبية للحصول على دعم المجتمع الدولي في توحيد كافة المؤسسات المالية وأهمها المصرف المركزي، ورفع التجميد عن الأرصدة الليبية في الخارج واسترداد الأموال المنهوبة، للاستفادة منها في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية، وتمكين الدولة من متابعة الأموال المجمدة وإدارتها، وحماية استثماراتها وممتلكاتها في الخارج.

البيان الختامي
وقبيل انعقاده سربت وسائل إعلام نسخ من مشروع البيان الختامي للمؤتمر الذى سيقام بطرابلس خلال ساعات.
ووفقا للنسخة المسربة من البيان سيدعو المؤتمر إلى اتخاذ إجراءات عقابية ضد معرقلي الانتخابات، والتأكيد على إجرائها في موعدها، كما سيشدد على أهمية التصدي للإرهاب بكافة أشكاله وأهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا، بالإضافة إلى ضرورة احترام السيادة ورفض التدخلات الأجنبية.
كما سيؤكد المجتمعون دعم قرار نزع سلاح التشكيلات المسلحة، وحل مسألة المرتزقة والقوات الأجنبية.
ويأت المؤتمر في ظل جدل سياسي تشهده ليبيا حول الانتخابات المقررة عقدها 24 ديسمبر المقبل.
ويبقي السؤال ما الذي يمكن أن يقدمه مؤتمر دعم استقرار ليبيا للشعب الليبي وهل ينجح في انهاء الخلافات والانقسامات قبيل الانتخابات المرتقبة ديسمبر المقبل؟

كلام مكرر
محمد الشريف الباحث المصري في الشؤون الليبية يري أن المؤتمر لن يقدم جديدا للأزمة الليبية سوى بعض الكلمات المطاطة والتصريحات السياسية حول دعم الاستقرار وطرد المرتزقة ودعم جهود اللجنة العسكرية المشتركة إلى غير ذلك من تصريحات معتادة.
وأرجع الشريف هذه النظرة التشاؤمية للمؤتمر نظرا لأن غالبية المشاركين إن لم يكن جميعهم هم من شاركوا وصاغوا المحاور النهائية لمؤتمر برلين 2 والتي لم يتم تنفيذ أى منها حتى الأن.
وقال الشريف وهو مدير مركز الأفروآسيوي للدراسات السياسية والاستشارية لـ الشمس نيوز إن المؤتمر شهد عدة تسريبات قبل انعقاده بداية من تسريب بيانه الختامي إلى بعض التسريبات الأخرى مثل الحديث حول تشكيل سلطة تنفيذية جديدة بديلا لحكومة الدبيبة والمجلس الرئاسي، مستبعدا حدوث ذلك في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن أخطر ما يهدد ليبيا ما يقال حول وجود مخططات تحاك لتمكين جماعة الإخوان بليبيا، مشيرا إلى أن هناك ترتيبات اخوانية وتم عقد اجتماعات بتركيا لقيادات اخوان ليبيا والتنظيم الدولي وتم وضع 4 مخططات أو سيناريوهات ستتعامل بهم الجماعة لتفجير الوضع بليبيا.

سيناريوهات اخوانية
وأوضح خبير الشؤون الليبية أن أول المخططات الإخوانية هو عرقلة المشهد الانتخابي برمته وهو ما يقوم به مجلس الدولة برئاسة خالد المشري الذى يعارض كل قانون يصدره مجلس النواب
أما المخطط الثاني فيعتمد على إعداد كوادر يجري دفعها في الانتخابات عن طريق ترشيح كوادر محسوبة على الجماعة وأخري غير محسوبة عليها وغير معروف انتماءها للإخوان وهؤلاء من سيعول عليهم التنظيم حال اجراء الانتخابات بضغط دولي.
أما الثالث فهو تكوين كيانات وائتلافات داعمة وتابعة للإخوان بشكل جدي لأن الجماعة تدرك أن خروجها من المشهد الليبي يعني نهايتها خاصة بعد خروجها من المشهد بمصر وتونس، اما أخر المخططات الإخوانية فسيكون استخدام الميليشيات التابعة للجماعة لمنع اجراء الانتخابات ونشر الفوضى واستهداف المرشحين وترهيب الناخبين.
وختم الباحث في الشؤون الليبية قوله بالتأكيد على أن المؤتمر إيجابي ولكن المشاركون في الحل جزء من الأزمة ما يعمق الوضع
متسائلا هل من شاركوا في دمار ليبيا مثل تركيا يمكن أن يكونوا جزءا من الحل؟

الجماعة والجنرال
ومن جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أحمد التهامي أن المناورة التي لجأ إليها الإخوان قامت على الدخول إلى مسار تونس بهدف جلب رئيس وزراء ليس منهم ولكنه يعمل تحت اشرافهم أو بالأصح تحت إشراف الجزء الذي غير جلده، منهم والغرض هو التحكم في قرار الانتخابات فإذا تأكدوا أن خليفة حفتر سيترشح للانتخابات الرئاسية سيمنعون اقامة انتخابات رئاسية.
وأوضح التهامي في تصريحات لـ الشمس نيوز أن الإخوان ليس لديهم مانع للقبول بالانتخابات البرلمانية فقط، بغرض تخفيف الضغط الدولي عليهم، خاصة وأنهم يعلمون جيداً أن حفتر هو الفائز بالانتخابات حال اجراءها، لذلك يشددون على منع ترشحه كونهم يعلمون مدى جديته.
كما أشار إلى ان الإخوان ليسوا بحاجة للقيام بأعمال تخريبية قبل عقد الانتخابات كونهم يسيطرون على الحكومة التي يديرها وليد اللافي وزير الاتصال السياسي المنتمي لحزب بلحاج، الشريك الرئيسي للإخوان.

خاص | عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي لـ الشمس نيوز: واشنطن تدعم قسد ومسد ولن تتخلى عن الأكراد وتفاهم أمريكي روسي حول منحهم كيان خاص بسوريا

-أردوغان يسعى للضغط على الإدارة الأمريكية لتصنف الأكراد كإرهابيين
-حديث أردوغان يتغير حسب المصلحة
– الاكراد أهم حلفاء أمريكا
-خروج أمريكا من العراق مرتبط بشروط 
-التقارب العربي الإسرائيلي يتصدى لمخططات إيران

أجرت “الشمس نيوز”حواراً مطولاً مع مهدي عفيفي، المحلل السياسي، وعضو الحزب الديمقراطى الأمريكي حول عدة نقاط تخص العلاقات الامريكية الكردية وموقف أمريكا من التطبيع وتوتر العلاقات التركية الامريكية، وحول تصريحات أردوغان المستمرة ضد بايدن.. والعديد من الأمور التي ستستعرضها السطور التالية..
وإلى نص الحوار…

د.مهدي عفيفي
مهدي عفيفي عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي

–  كيف تابعت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإنتقاده لإدارة بايدن؟
تصريحات أردوغان موجهة أكثر للداخل التركي وتجهيزا للقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقد رفض الرئيس الأمريكي بايدن أن يلتقي بأردوغان على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وتخيل أردوغان انه لا بد من اللقاء ولم يأبه بأن بايدن لديه قضايا أهم ، أردوغان كان يريد أن يكسب نقطة للداخل لأن هناك معارضة شديدة داخل تركيا لسياساته وفي نفس الوقت يحاول ارسال رسالة الى الإدارة الامريكية.

ما سر هجوم أردوغان على الرئيس بايدن ؟

خلال اجتماعات الناتو كلام أردوغان كان مختلف قلبا وقالبا وقال انه وبايدن على علاقة قديمة منذ كان بايدن رئيسا للجنة السياسات الخارجية في مجلس الشيوخ واستمرت هذه العلاقة بعد ان أصبح بايدن نائبا للرئيس أوباما والان كالعادة اعتادت الإدارة الامريكية على تقلبات أردوغان وهي طبعا لن تكون في مصلحة العلاقات الامريكية التركية.
أردوغان لديه هاجس من الاكراد ويحاول ان يضغط على الإدارة الامريكية لتصنيف الاكراد كإرهابيين والإدارة الامريكية تعرف جيدا ان أردوغان يصنف كل المعارضين له كإرهابيين بما فيهم فتح الله غولن الذي هو من أفضل المعارضين ولم تجد الولايات المتحدة أي تورط له في القضايا الإرهابية او غيرها لذلك يحاول أردوغان الضغط على الولايات المتحدة الامريكية كي لا تتعاون مع الأكراد ولكن الإدارة الامريكية تؤيد فكرة أن يكون هناك كيان خاص بالأكراد في شمال شرق سوريا وستدعم الاكراد في المسألة السورية وهناك تقارب بين الإدارة الامريكية وروسيا في المسألة السورية، ويحاول أردوغان ان يزج بنفسه في هذا الموضوع ولكن الإدارتين الامريكية والروسية تعلم ان أردوغان يتذبذب تارة بين أحضان الولايات المتحدة الامريكية وتارة بين أحضان روسيا وكلا الدولتين تعلمان جيدا أنهما ستنفذان سياساتهما وليس ما يريده أردوغان.

– كيف ترى تصريحات أردوغان بالنسبة لصفقة ثانية من منظومة s400الروسية رغم تحذيرات واشنطن وعن رد أمريكا وعلاقة واشنطن بأنقرة؟

تهديدات أردوغان بشراء منظومة صاروخية S400 ليست بجديدة حتى ولو اشترى أردوغان هذه المنظومة فمصيرها سيكون كمصير الصفقة الأولى والتي لم يستطع ان يفعلها، هناك توافق بين الولايات المتحدة الامريكية و حزب الناتو على ضرورة عدم ادخال منظومات روسية على المنظومة الأوروبية والأمريكية في أوروبا لذلك اعتقد ان أي خطوة بهذا الشأن لن تفسد العلاقة بين الولايات المتحدة فقط بل ستفسد العلاقة مع أوروبا أيضا لأنه من المرفوض دخول أي أسلحة سوريا خاصة منظومة الصواريخ على هذه المنظومة لان هناك اسرار معينة لا يمكن ان تعرفها روسيا.
الرئيس بايدن والإدارة الامريكية سبق وحذروا تركيا من المضي فيما تقوم به بخصوص موضوع الـ S400 فلذلك أي محاولات من أردوغان حتى ولو كلامية فالإدارة الامريكية تنفذ بدون كلام أو شوشرة واعتقد ان أردوغان يحاول أن يتلاعب في الالفاظ مرة أخرى لأنه يعاني من مشاكل في الدعم الداخلي.

ذات صلة 

اتهمها بدعم الإرهاب وهددها بدفع الثمن..أردوغان يفتح النار على إدارة بايدن

 

سر هجوم أردوغان على الرئيس الأمريكي فى قلب نيويورك 

 

-ماذا عن المخاوف الكردية من تكرار أمريكا تجربة أفغانستان والانسحاب من سوريا؟

الإدارة الامريكية لن تترك الأكراد وهناك توافق بين الأوساط الأمريكية على ذلك لان الأكراد في شمال شرق سوريا وفي مناطق معينة هم من ساعدوا الولايات المتحدة الامريكية في القضاء على داعش فلذلك لا يمكن التفكير بالخروج من سوريا مثل ما حدث في أفغانستان لان أفغانستان حالة خاصة و عند الخروج منها تم التركيز على أشياء معينة وكانت هناك ضغوط داخلية داخل الولايات المتحدة الامريكية لكن بالنسبة لسوريا فان الامر مختلف والأكراد من أهم حلفاء الولايات المتحدة الامريكية في هذه المنطقة مما يبعث الخوف لدى أردوغان لخلق كيان خاص بالأكراد في شمال شرق سوريا.

كيف تابعت زيارة وفد الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية لواشنطن الأيام الماضية ؟
الإدارة الامريكية تدعم قسد ومسد بشكل كبير فكما ذكرت بأن الاكراد هم حلفاء للولايات المتحدة الامريكية ولكن كان هناك تخوف في فترة حكم ترامب بعد انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة وعادت القوات مرة أخرى بضغط من قيادات الجيش الأمريكي، وتواجد الأكراد في واشنطن هو أكبر دليل على ما يتم الأن من تسويات بين الولايات المتحدة الأمريكية والأكراد وأيضا التنسيق مع روسيا.
بخصوص العراق.. البعض يتخوف أن يكون انسحاب أمريكا من العراق نهاية العام بداية لسيطرة إيران..كيف تري ذلك ؟
خروج الولايات المتحدة من العراق مشروط بأشياء معينة ففي الواقع ان العراقيين أنفسهم والبرلمان العراقي اختاروا أن يكونوا في أحضان إيران و الولايات المتحدة الامريكية لن تحارب مع العراق ضد إيران اذا كان هذا اختيار العراقيين أنفسهم لأسباب دينية وطائفية ومذهبية ولا اعتقد أن الولايات المتحدة الامريكية ستقوم باي تحركات في العراق بالرغم من دعم الولايات المتحدة الامريكية للحكومة العراقية الحالية بشكل كبير وتمثل ذلك الدعم بعد اللقاء التاريخي الذي تم في بغداد منذ أسابيع حيث جمع هذا اللقاء الفرقاء والاعداء والذي لولا جهود الولايات المتحدة الامريكية لما كان ليحدث مع تواجد الرعاية الفرنسية لذلك اعتقد ان الإدارة الامريكية سيكون لها تصرف مختلف مع العراق.

كيف تري مستقبل العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل خلال الفترة القادمة؟
هناك أحاديث تدور عن مشاورات لعدة دول عربية أخرى لتبدأ العلاقات مع إسرائيل، لن تكون على هيئة تطبيع مباشر لكنها ستكون ضمن خطوات مختلفة.
ولا يمكن التكهن الآن متى وكيف ومن سيقوم بهذا لكن الخطوات ستكون مدعومة من الإدارة الامريكية التي تؤيد أي تحرك من الدول العربية أو منطقة الشرق الأوسط لتحسين العلاقات مع إسرائيل، خاصة أن الإدارة الامريكية ترى انه لابد للدول العربية وإسرائيل ان تتعاون ضد إيران التي تستمر في تمددها وتسعى لإفساد الأنظمة العربية في اليمن او سوريا او العراق أو لبنان وأيضا في أجزاء من شرق السعودية والبحرين لذلك أي تعاون عربي إسرائيلي سيكون مصبه الرد على إيران.

كيف تابعت مؤتمر التطبيع الذى استضافته مدينة أربيل بكردستان العراق وردود الأفعال التي رافقته ؟
مؤتمر التطبيع في أربيل العراق مرحب به من الولايات المتحدة وأي تقارب بين الدول العربية او دول الشرق الأوسط مع إسرائيل يلقى دعم كبير في أروقة السياسة الامريكية وبالنسبة للردود العراقية الغاضبة نابعة مِن مَن اسميهم العراقيين الإيرانيين التابعين لإيران، لان ايران تحاول قدر الإمكان ان لا يكون هناك أي نوع من العلاقات مع إسرائيل سواء في العراق او أي مكان اخر و ردود الفعل لن تؤثر على سياسة الولايات المتحدة الامريكية في دعم الأكراد واعتقد أن الإدارة الامريكية ترى هذه الخطوة ممتازة في هذا المجال.

صراع على جثة الجماعة.. سر الحرب بين قيادات الإخوان بتركيا ولندن؟

شهد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين خلال الساعات الماضية حربا جديدة بين قياداته وجبهاته المتصارعة على ما تبقي من ارث الجماعة البائد.

يارا الشيخ

شهد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين خلال الساعات الماضية حربا جديدة بين قياداته وجبهاته المتصارعة على ما تبقي من ارث الجماعة البائد.
واستعرت نيران حرب البيانات بين جبهة التنظيم في تركيا بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق في مواجهة جبهة إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان والقائم بأعماله، المقيم في لندن.
وكانت الساعات الماضية قد شهدت إقالات متبادلة وبيانات نارية بين الطرفين.
إيقاف وتحقيق
بداية الأزمة أشعلها إبراهيم منير عندما قرر إيقاف 6 قيادات بالإخوان، وأحالهم للتحقيق على خلفية مخالفات إدارية وتنظيمية.
وشملت لائحة الموقوفين بقرار منير : الأمين العام السابق للجماعة وعضو مكتب الإرشاد محمود حسين، ومسؤول رابطة الإخوان المصريين بالخارج محمد عبدالوهاب، وعضو مجلس الشورى العام ومسؤول مكتب تركيا السابق همام علي يوسف، وأعضاء مجلس الشورى العام مدحت الحداد، وممدوح مبروك، ورجب البنا.

هجمة مرتدة
رد جبهة محمود حسين على قرار إبراهيم منير لم يتأخر كثيرا، وربما جاء أقوي وأسرع مما تخيل القائم بأعمال المرشد ففي قرار أشبه الهجمة المرتدة قرر مجلس الشورى العام للإخوان الذى يسيطر عليه حسين إعفاء منير من مهامه كنائب للمرشد العام وقائم بأعماله، مع إلغاء الهيئة الإدارية العليا، وإحالة ما بدأته من مشاريع إلى مؤسسات الجماعة التنفيذية والشورية المعنية.
وفى تصريحات صحفية لمواقع الجماعة أعلن طلعت فهمي المتحدث باسم الجماعة والمحسوب على جبهة محمود حسين أنه تقرر إعفاء منير من موقعه كنائب للمرشد وقائم بعمله، مع بقائه في تكليفاته الخارجية خارج القطر المصري.

عودة منير
الصراع بين الجبهتين ازداد اشتعالا بعد الجولة الأولي من قرارات العزل، وفي أول تعليق له على قرارات جبهة محمود حسين بعزله اعتبر منير في كلمة مسجلة، إن قرار إعفائه والعدم سواء، مؤكدا أن الجماعة ستمضي قوية ومتحدة الصف برغم ما يثار من مشاكل من بعض الأطراف داخل الجماعة في إشارة إلى مجموعة حسين.
وأشار القيادي الاخواني إلى أن بعض القيادات حاولوا السيطرة على الجماعة من خلال وسائل الإعلام لافتا إلى أنه لا يجب أن يعطى أي شخص أيا كان وضعه أو وزنه أو تاريخه وضعا أكبر من الجماعة ومن مسيرتها، معترفا في الوقت نفسه بأن الجماعة تمر بمرحلة صعبة.
ويبقي السؤال إلى أين يذهب صراع منير وحسين بجماعة الإخوان، وهل تبقي من الجماعة ما يستحق الصراع، وما علاقة هذا الصراع بما تشهده أفرع الجماعة بالدول العربية من سقوط وتراجع في الشعبية كما حدث مؤخرا بالمغرب وتونس.
الشمس نيوز وجهت هذه الأسئلة لمجموعة من خبراء الإسلام السياسي ومتخصصي الحركات الإسلامية والجهادية.

مشهد عبثي
في البداية قال أحمد بان خبير الحركات الإسلامية إن الصراع الأن بين جبهتين يفترض أنهم كانوا جبهة واحدة خاصة أن الطرفين محسوبون على التيار القطبي أو التنظيم الخاص داخل الجماعة .
وأوضح بان لـ الشمس نيوز إن الانشقاق بين الطرفين حدث بعد أن تحولت الجماعة لدولاب أموال ومجموعات مصالح الصراع بين أقطابها على المكاسب المادية .
وبحسب الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية فإن مشهد الصراع بين قطبا الإخوان منير وحسين يعتبر مشهد عبثي يواصل به التنظيم سقوطه السياسي والأخلاقي، مشددا على أن التنظيم استكمل دورة حياته ولم يعد هناك إمكانية لتعويمه مرة أخري.
وحول إمكانية ولادة تيار جديد داخل التنظيم أكد بان أن جماعة الإخوان لم تعودنا على اجراء أى مراجعات جادة على مستوي التفكير أو التنظيم، مشيرا إلى أن غياب الحوار والديمقراطية الداخلية وعدم القدرة على اجراء مراجعة فكرية وحالة الانكار التى عاشها التنظيم على مدار عقود تجعل من فكرة ولادة تيار جديدة أمر صعب.
واعتبر أن السقوط بتونس ومن بعدها المغرب جزء من تداعيات السقوط بمصر خاصة أن قوة التنظيم الأساسي في مصر ففيها تأسس ومنها انطلق وأعضاء مكتب التنظيم الدولي 11 عضو من بينهم 8 مصريين.
وتطرق الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إلى سقوط حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات الأخيرة مشيرا إلى أن الحزب المغربي يعتبر أفضل الصيغ الاخوانية وبقي في الحكم سنوات ولكنه تأثر بشكل كبير بما حدث في مصر وبقية فروع التنظيم بالدول العربية.
وبحسب أحمد بان فإن صيغ الإسلام السياسي كلها لم تعد قابلة للحياة الا في حالة اجراءها فصل تام بين الدين والسياسة فإما ممارسة الدين والانشغال بالروحانية أو العمل بالسياسة وفق شروطها والياتها .

حقيقة الجماعة

بدوره اعتبر منير أديب، الباحث بشئون الجماعات الإسلامية، أن ما يحدث بين جبهتي إبراهيم منير، ومحمود حسين بين تركيا ولندن، ينذر بأن التنظيم يمر بانهيار تام.
وأكد أديب في تصريحات لـ الشمس نيوز أن هذه هى الصورة الحقيقة لتنظيم جماعة الإخوان، فالتنظيم يتعامل بالكراهية والعنف وعناصره لا يعرفون سوي مصالحهم، وكل طرف يمثل خطراً على الإسلام والدين الإسلامي.
وحذر خبير الجماعات الإسلامية من انتشار عنف التنظيم خلال الفترة المقبلة خاصة بعد أن أصبح الأشخاص الفاعلين فى التنظيم غير مصريين، لافتا إلى أنه منصب المرشد في السابق كان محصور في أعضاء الجماعة المصريين ، بينما اليوم يسمح لمن هم يحملون الجنسية المصرية وجنسية أخرى أن يكون في منصب المرشد.

صراع مخابراتي
ومن جانبه قال الدكتور صبره القاسمي، مؤسس الجبهة الوسطية والباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن الجهاز السرى للجماعة يحاول السيطرة على الإخوان، معتبرا أن ما يحدث هو جزء من صراعات أجهزة الاستخبارات الغربية لإحكام قبضتها على التنظيم .

وأرجع القاسمي تطور الأزمة إلي أن ما وصفها بـ عصابة محمود حسين، والتى تتحكم في أموال و تاريخ وأعضاء التنظيم السرى تحاول السيطرة على جماعة الإخوان في ظل معارضة شرسة من القائم بأعمال الإرهابية ابراهيم منير ومن يواليه.
وأشار القاسمي في تصريحاته لـ”الشمس نيوز” إلى أن الجماعة شتت كيانها و أفرادها بين عدة ولاءات استخباراتية دولية سعيا لتحقيق مصالح بعض الدول التى تمول أنشطة الجماعة للعمل ضد الدولة المصرية.
واعتبر أن اختلاف الأجهزة الراعية للجماعة وتعدد ولاءتها وتباين مصالحها دفع الجماعة لما صارت إليه الأن حيث تشرذمت الجماعة وأصبح أعضاءها شراذم وعملاء لكل من يمولهم.
وحول مستقبل الصراع داخل الجماعة توقع الجهادي السابق أن يمتد الصراع لمدة طويلة وأن تظهر فى الأيام القادم العديد من المؤتمرات التى قد تساعد فى القضاء على الجماعة لافتا إلى أن الساعات الأخيرة شهدت ظهور اعترافات ومعلومات مهمة قد تساعد بعض الدول منها مصر والإمارات على القبض على عناصر التنظيم السرى للجماعة الإرهابية من خلال اعترافات و ووشايات يقوم بها عناصر الجماعة للقضاء على بعضهم البعض.

مافيا كبيرة
من جانبه، أكد نبيل نعيم، مؤسس حزب الجهاد الديموقراطي، أن سبب الخلاف بين إبراهيم منير ومحمود حسين، هو قيام الأخير بسرقة أكثر من 300 سبيكة ذهبية من إحدى الشقق المملوكة للإخوان في لندن، وقد جرى تحقيق في هذا الأمر منذ وقوعه من سنة.
وأوضح نعيم في تصريحات لـ” الشمس نيوز” أن تبادل الاتهامات بسبب السرقة بين الجبهتين أدى لحدوث كثيراً من الانشقاقات داخل التنظيم، مما أدى إلى هذا الصراع بين جبهة إبراهيم منير ومحمود حسين، ومن ثم إزاحة محمود حسين.
وأشار إلى أن الجماعة هى مافيا كبيرة، قائمة على النهب والسرقات، وظهرت الآن السرقة من بين داخل أعضاء الجماعة وبعضهم، وهذا الأمر قد يؤثر على التنظيم في الخارج.
وتوقع الجهادي السابق أن يكون السيناريو القادم بالنسبة للتنظيم هو نظام تغيير الوجوه، واختيار وجه جديد يقوم بمهمة المرشد، ووجوه جديده من أجل دعمه.

.. هل يطلق بوتين رصاصة الرحمة على الوجود التركي بـ سوريا؟

التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية والأفريقية بعد انطلاق ربيع الشعوب منذ 2011م، عبر دعمها للجماعات الإسلاموية الراديكالية وبشكل خاص ذو الخلفية الإخوانية، التي تشكل تهديداً خطيراً على أمن وسلم تلك الدول وشعوبها وحتى المجتمع الدولي عبر دعمها اللا محدود للإرهابين وغزو دول أخرى عبر مرتزقتها.

ليلي موسى

التدخلات التركية في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية والأفريقية بعد انطلاق ربيع الشعوب منذ 2011م، عبر دعمها للجماعات الإسلاموية الراديكالية وبشكل خاص ذو الخلفية الإخوانية، التي تشكل تهديداً خطيراً على أمن وسلم تلك الدول وشعوبها وحتى المجتمع الدولي عبر دعمها اللا محدود للإرهابين وغزو دول أخرى عبر مرتزقتها.

هذا التدخل الذي بات يرهق المجتمع الدولي ويقف عائقاً أمام إنهاء الأزمات والمشاكل التي تعاني منها غالبية الدول التي شهدت التدخل التركي، بالرغم من تنبه البعض إلى خطورة هذا التدخل مبكراً كما حصل في مصر عبر إزاحة الإخوان عن السلطة وتحجيمهم، ليلحق بها بقية الدول عبر لجم وإبعاد الأحزاب الحليفة لأردوغان، والشخصيات المؤيدة والتابعة له، أمثال عمر البشير ومؤخراً إحباط انقلاب أنصار البشير على الحكومة السودانية، وتحجيم دور حماس في أحداث غزة الأخيرة، بالإضافة إلى تجميد الرئيس التونسي قيس السعيد لعمل البرلمان وتعليق حصانة كل النواب وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشي، وخسارة حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات الأخيرة، وحجب البرلمان الليبي الثقة من الدبيبة، حيث بات أردوغان يفقد أوراقه واحدة تلو الأخرى، ويعيش مأزقاً حقيقاً وهو مقبل على انتخابات رئاسية جديدة.

استراتيجية أردوغان

ويبدو أن الاستراتيجية اللعب على المتناقضات التي لعبها أردوغان واستطاع عبرها تمرير العديد من أهدافه وأجنداته المرحلية، لم تعد تجدي نفعاً وبدأت ثمارها تجني على نقيض ما كان يأمله، وحتى انتصاراته المتسارعة التي حققها بداية الحراك الثوري التي شهدتها المنطقة، بات يفقدها عبر نجاح المجتمع الدولي والإقليمي على تجحيم ولجم مؤيديه وأتباعه عن السلطة وبشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين.

وحتى يتمكن من كسر عزلته الدولية وبشكل خاص الإقليمية منها نتيجة تدخلاته السافرة في الشؤون الداخلية للعديد من الدول، حاول ذلك عبر تغيير  تكتيكات استراتيجيته الاحتلالية التوسعية الاستعلائية إلى إبداء المرونة عبر الحوار والدبلوماسية للمراوغة وكسب بعض الوقت لإعادة ترتيب أوراقه من خلال إعادة تطبيع العلاقات مع العديد من الدول وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات، وبالرغم من حصول جولتين استكشافيتين كما اسمتها مصر –لاستكشاف أمكانيات الحل وفق الشرعية الدولية-، والحوارات التي حدثت إلا أنها لم تُحدث تقدماً ملحوظاً في هذا المضمار بسبب انتفاء الثقة بين الأطراف المتصارعة وبشكل خاص بوعود أردوغان.

وفي خضم المستجدات المتسارعة التي تشهدها المنطقة ونية ورغبة المجتمع الدولي على تحجيم الحركات الإسلاموية الراديكالية المتطرفة، كانت الورقة الأقوى بيد أردوغان وحكومته هي المعارضة السورية –الائتلاف- ذات الخلفية الإخوانية التي كان يهدد بها المجتمع الدولي، هذه الورقة أيضا بات يفقدها.  

سيطرة طالبان

ربما استلام طالبان الحكم في أفغانستان دفع بالعديد من الدول لتنتبه إلى خطورة الإرهابين الموجودين في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية أو تلك التي تخضع لاحتلالها بشكل مباشر، وربما يندرج تصريح جو بايدن في هذا المضمار بأن الخطر يأتي من سوريا والصومال واليمن وليس من أفغانستان، بعد تطبيع العلاقات مع طالبان وتقديم الأخيرة تعهدات بعدم التعرض لأمريكا أو السماح للجماعات الإرهابية باستخدام أراضيها أو تهديد المجتمع الدولي.

هذه الخطوة ربما أيضا دفعت بعض الدول إلى إعادة النظر بالمقترح الروسي بإعادة سوريا إلى محيطها العربي والإقليمي قبل الانتخابات الرئاسية السورية لنيل الأسد الشرعية والتي جوبه حينها بالرفض ومازال وخاصة من ناحية عودتها للجامعة العربية لعدم وجود توافق عربي لذلك، ولكن ربما نشاهد تطورات من ناحية بعض الدول في هذا المنحى وبشكل خاص من ناحية مناهضة الإرهاب، وخاصة تلك التي تعاني من تجربة مريرة من الإخوان المسلمين وعلى هذا الأساس يمكننا القول بأن الاجتماع الذي جمع وزيري خارجية مصر السيد سامح شكري مع نظيره السوري فيصل مقداد في نيويورك بشكل علني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، تندرج ضمن هذا الإطار.

تفاهم روسي أمريكي

كما يمكننا القول بأن بداية الانفراج للأزمة السورية والتي يلزمها توافق دولي بدأت بوادرها وبشكل خاص عبر التفاهم الروسي – الأمريكي عبر آلية ايصال المساعدات الإنسانية وتفويض معبر باب الهوى، هذا التقارب والتفاهم أسهم بعض الشيء إلى تضييق الهوة بين الدولتين العظمتين المتدخلتين في الأزمة السورية، وبالتالي تقليل فرص أردوغان باستخدام استراتيجياته عبر اللعب على التناقضات.

وهذا ما شاهدناه عندما امتنع جو بايدن الالتقاء بأردوغان، مما دفع أردوغان يصرح بأن صفقة أس 400 ماضية ولا رجعة فيها، بالإضافة إلى توجيه اتهامات عديدة لأمريكية عبر إثارة ملفات خلافية مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبالتزامن مع التصريحات الأمريكية أطلقت روسيا جملة من التصريحات النارية والتهديدات الموجهة لتركيا ورئاستها من قبيل إيقاف تفويض إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى، متهمةً تركيا بعدم التزامها بالتعهدات، وتأكيد سيرغي لافروف على التهديدات التي يشكلها الإرهابيين في شمال غربي سوريا، وأن الوجود التركي مؤقتاً في سوريا، وغيرها من التصريحات التي أغضبت تركيا ودفعتها إلى إعادة الحديث عن شبه جزيرة القرم واعتبارها خطاً احمراً وأن الانتخابات الروسية فيها غير شرعية، وهو ما دفعت روسيا بالرد بأن لهذا التصريح سيكون تداعيات، بالإضافة إلى إثارة ملفات أخرى خلافية مع الروس.

ضغوط روسية

ربما المساعي الروسية هذه تأتي في سياق ممارسة الضغط على تركيا للعمل على تهميش الإرهابين وإبعادهم عن المعارضة المعتدلة وفق الرؤية الروسية عبر تشديد قصفها على مناطق المعارضة المدعومة تركياً. حيث أن بعض المناطق التي شهدت قصفاً هي الأول من نوعها منذ تسليم عفرين بعملية مقايضة للأتراك مقابل الغوطة، وقصفت قوات النظام السوري المتمركزة في ريف تل تمر المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا المتمركزين في قرية الدردارة، وهي الأولى من نوعها منذ الاتفاق الروسي – التركي عقب الغزو التركي على سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض). واستقبال وزارة الخارجية لوفد من مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وتأكيدها بالعمل على مشاركة الإدارة والمجلس في العملية السياسية الخاصة بالأزمة السورية التي لطالما تم اقصاءهما بالفيتو التركي، والعمل على إلزام تركيا بالاتفاقية ومنعها من قصف المناطق، ولعب دور الضامن للحوار بين الإدارة والحكومة المركزية، كما سبق ذلك استقبال بوتين للأسد، كل ذلك يمكن اعتبارها رسائل واستفزازات للجانب التركي وممارسة الضغوط عليه قبل اللقاء المزمع عقده بين بوتين وأردوغان، لتقديم الأخير تنازلات والانسحاب إلى ما بعد طريق M4  الواصل بين اللاذقية وحلب وتسليمه للحكومة السورية.

تركيا والميليشيات

وهذا ما لم يرضِ أو يرضخ له الأتراك بسهولة كونهم باتوا يعلمون جيداً أنهم بخسارتهم للجماعات الإرهابية الإخوانية في سوريا تكون حينها قد فتحت على نفسها معركتين؛ الأولى مواجهة مع الإرهابين الذين باعتهم، والثانية مواجهة مع المعارضة التركية الداخلية جرّاء فشل سياسات أردوغان الخارجية وما جلبته من أوضاع اقتصادية متردية على الوضع الداخلي. والأهم من كل ذلك السقوط المدوي لمشاريعه الاحتلالية والمتمثلة بالميثاق الملي عبر الجماعة الإخوانية. وإن عدم تخلي أردوغان عن الإخوان حتى اليوم سبب في عدم إحراز إي تقدم ملموس بإعادة تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي والدولي.

السؤال الذي يطرح نفسه هل بوتين سينهي حظوظ التواجد التركي في سوريا، استكمالاً للجهود المبذولة من قبل العديد من الدول الإقليمية، وبشكل خاص العربية منها وبمباركة دولية، بالعمل على تحجيم واستبعاد جماعات الإسلام السياسي عن السلطة، وربما يندرج القصف الروسي المكثف مؤخراً على فصائل الجماعات الإسلاموية الراديكالية في سوريا مترافق مع الصمت الأمريكي في هذا المضمار، وما هو مصير جماعات الإسلام السياسي السوري التي وضعت جميع بيضها في السلة التركية؟ وهل ستتخلى هذه الجماعات عن مشروعها السياسي الإسلاموي بعد فقدان قاعدتها الشعبية وقلة فرص اعتلائها السلطة؟

إقرا أيضا

Exit mobile version