مرتزقة أوكران يقاتلون فاجنر في مالي..ما ذنب إفريقيا بالصراع الروسي الأمريكي؟

يشهد العالم الكثير من التطورات العسكرية على كافة الجبهات المشتعلة، سواء على ساحة الحرب الروسية الأوكرانية التي تجاوزت العامين في ظل تقدم روسي متسارع على الجبهة الأوكرانية مقابل تراجع كبير للقوات الأوكرانية، وخسائر متتالية في صفوفها، بالتزامن مع تراجع زخم الدعم السياسي والشعبي في أوكرانيا خاصةً، والقارة الأوروبية عامةً للقيادة الأوكرانية وسياساتها.
ويأت التراجع الأوكراني في الحرب مع روسيا، بالتوازي مع تقارير تتحدث عن مشاركة قوات عسكرية أوكرانية في الصراعات المسلحة بإفريقيا مثل السودان وعدّة دول أفريقية وذلك باتفاق ضمني مع واشنطن وفق ما أكدته تقارير صحفية أمريكية.
ووثقت وسائل إعلام في مارس الماضي، وجود القوات الأوكرانية في السودان والصومال وهو ما أثار ضجة كبيرة، ووضع قادة كييف أمام موقف محرج ، خاصة بعد إعلان الرئيس الأوكراني زيلنسكي الحاجة إلى تجنيد مئات الآلاف من الاحتياط حينها. لتصدر لاحقاً بعض التصريحات الرسمية عن مسؤولين أوكران تؤكد وجود قوات أوكرانية في السودان بحجة قتال ” العدو الروسي” في أفريقيا، حسب قولهم.
وإتساقا مع مشاركة القوات الأوكرانية في الصراعات بإفريقيا، أعلنت وسائل إعلام السبت 27 يوليو الجاري، سقوط 20 قتيل في صفوف الجيش المالي إثر كمين نصبته جماعات إرهابية ومتمردين من حركتي الأزاود والطوارق، الذين ينتشرون شمال البلاد، وذلك أثناء تقدم قوات الجيش لتحرير بلدة تينزاوتين، قرب الحدود الجزائرية، من الجماعات الإرهابية. كما انتشرت كثير من الصور والفيديوهات التي توثق ضحايا الجيش المالي، بالتزامن مع معلومات حول سقوط عناصر من مجموعة “فاغنر” الروسية في الهجوم أيضاً.
وتم تداول صور وفيديوهات توثق وجود مرتزقة أوكران يقاتلون إلى جانب الجماعات الإرهابية في مالي ويدعمون متمردي حركة الطوارق، حيث ظهر في إحدى الصور عنصر وهو يرتدي البزة العسكرية الأوكرانية وعليها شعار القوات الأوكرانية.
وتحدثت تقارير أن الانفصاليين الطوارق تم نقلهم إلى أوكرانيا وتدريبهم على تشغيل طائرات بدون طيار من طراز FPV ، مما يشير إلى تعاون وثيق بين القوات الأوكرانية والحركات الانفصالية في مالي.
وبحسب مراقبون، فإن توثيق وجود القوات الأوكرانية في الصومال والسودان سابقاً، يعزز بشكل كبير صحة المعلومات حول وجودهم في مالي، خاصة أن رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، قد أكد في وقت سابق، وجود القوات الأوكرانية في أفريقيا وهو ما يعني أن واشنطن حوّلت القوات الأوكرانية وعلى رأسها زيلينسكي لمجموعة من المرتزقة تنفذ أجندات أمريكا، وتقاتل لتحقيق مصالح القوى الغربية في كل بقاع العالم، كما يتم استنزافها في حرب بلا معنى أو جدوى مع الجارة الروسية، دون الاكتراث لمصير الشعب الأوكراني.
كان موقع يو ريبورتر “EU Reporter” الإخباري الأوروبي، قد نشر في شهر أبريل الماضي مقالاً حول وجود قوات خاصة أوكرانية في السودان. وأشار الموقع إلى أن “قناة المعلومات” التلفزيونية الفرنسية، بثت لقطات من العمليات القتالية التي قامت بها القوات الخاصة الأوكرانية في السودان.
كما نشرت شبكات تواصل ووسائل إعلام محلية وعالمية، مثل صحيفة “كييف بوست” الأوكرانية، و”سي ان ان” الأمريكية، وموقع “الايكونمست”، والغارديان، وصحيفة “وول ستريت جورنال” وبعض المواقع التركية والعربية، في وقت سابق تقارير ومعلومات توثق وجود القوات الأوكرانية في السودان.
وكان رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، قد أكد في وقت سابق، صحة هذه المعلومات، حيث أشار أن قواته تقاتل إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، مضيفًا أن “أوكرانيا بالفعل تنشر وحدات عسكرية خاصة في السودان “، وبأن “الهدف من وجود القوات الأوكرانية هناك هو القضاء على “العدو الروسي” في كل مكان”.
كما سبق وأعلن النائب في البرلمان الأوكراني أليكسي جونشارينكو في حوار مع شبكة سي ان ان الأمريكية، في فبراير شباط الماضي، استعداد كييف للقتال مع واشنطن في أي بقعة من العالم.
في السياق ذاته، أفاد موقع “يو ريبورتر” إلى أنه هناك بالفعل تقارير عن وجود قوات خاصة أوكرانية في الصومال أيضاً. حيث تم رصد الأوكرانيين عدة مرات في مقديشو من قبل شهود عيان. كما ظهرت صواريخ جافلين أمريكية الصنع في السوق السوداء للأسلحة في الصومال بعد وصول الوحدات العسكرية الأوكرانية.
وأشار الموقع، إلى شركة الأمن الأمريكية الخاصة Bancroft Global Development التي تنشط في الصومال منذ أكثر من عقد من الزمن هي التي تشرف على أنشطة الأوكران هناك.
ونشرت بعض وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر عسكرية صومالية، أنباء عن تحطم طائرة تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي “أتميس”، في مارس الماضي، في مطار “جوهر” شمالي العاصمة مقديشو، أثناء هبوطها. وبحسب شهود عيان، فقد كان على متن الطائرة ضابطان أوكرانيان لم يُعرف مصيرهم، كما شُوهد إلى جانب حطام الطائرة صندوق يحمل سلاح “جافلين”. وبحسب مصادر محلية صومالية، فقد شاركت القوات الأوكرانية في محاربة إرهاب “حركة الشباب” في الصومال.
وبحسب بعض المراقبين والخبراء فإن التواجد الأوكراني في السودان والصومال ليس محض صدفة، إنما تواجد ممنهج ومتفق عليه مع واشنطن، مقابل استمرار دعمها لكييف، كما أن هذا التواجد مرشح للتوسع، وهو ما حدث بالفعل حيث أصبحت السودان محطة انطلاق للقوات الأوكرانية للانتشار في عدة دول أفريقية حيث يبدو واضحا أن الصراع الروسي الأمريكي قد انتقل بشكل كامل إلي القارة الإفريقية.

الجبهة الأوكرانية

الغريب في الأمر، أن التواجد العسكري الأوركاني في إفريقيا يأت فى ظل عجز كييف عن توفير مقاتلين على الجبهة الروسية.
كانت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، قد أوردت تقرير لها في شهر مارس الماضي حول حاجة أوكرانية لحشد 500 ألف مقاتل على الجبهة الروسية.
وبحسب الصحيفة، فإن التعبئة من المفترض أن تشمل كل الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 –60 عام. إلى جانب ذلك، أكدت الصحيفة حينها بأنه وفقاً للإحصائيات فإن غالبية الرجال الأوكرانيين غير مستعدين للقتال، فبحسب الاستطلاعات 48 % منهم غير مستعدين، بينما 34 % فقط أبدوا استعدادهم، والباقي رفضوا حتى الإجابة عن السؤال.
وطرحت الصحيفة تساؤل حول هدف أوكرانيا من تحشيد هذا العدد في الوقت الذي تشير فيه تقديرات الخبراء، إلى أن كييف بحاجة لـ 330 ألف مقاتل لتغطية حاجة الجبهة.
إضافة لما سبق، كانت وزارة العدل الأوكرانية قد أعلنت بوقت سابق، عن نيّة سلطات كييف تجنيد آلاف السجناء لديها بمن فيهم القتلة والمجرمين، والزج بهم في الحرب. ووفقاً لوزير العدل الأوكراني دينيس ماليوسكا، فإن كييف عفت في السابق عن 300 سجين من أجل إرسالهم للقتال على الجبهة، وهذا ما يخالف القوانين والأعراف الدولية ويطرح كثير من التساؤلات عن خطط كييف من وراء ذلك.
وبحسب خبراء فإن القيادة الأوكرانية تنتهج سياسة مدمرة تتلخص بإرسال المقاتلين المحترفين لديها للقتال كمرتزقة خارج الحدود والزج بالمرضى والشباب عديمي الخبرة والسجناء للموت في الحرب مع روسيا.
وفي النهاية تدفع إفريقيا وشعوبها ثمن الصراع الروسي الأمريكي الذي تجند من أجله المرتزقة من كل مكان ليقاتلوا ويحرقوا الأرض الإفريقية وينهبوا ثروات الشعوب الإفريقية وكأنه قد قدر لنا نحن الأفارقة أن نعيش دوما ف صراعات وندفع أثمان معارك ليس لنا فيها ناقة ولا جمل.

السنوار رئيسا لحماس..كيف تنظر إسرائيل لخليفة إسماعيل هنية ؟

سيطر تعيين يحيى السنوار رئيسا جديدا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفا لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في العاصمة الإرانية طهران على وسائل الإعلام الإسرائيلي مساء الثلاثاء 6 أغسطس/آب 2024.

واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن تعيين السنوار مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي، وأن قيادة حماس في غزة قوية وقائمة وستبقى.

أما قناة “كان” التلفزيونية الرسمية في تل أبيب فقالت إن اختيار السنوار يُظهر أن حماس في غزة لا تزال قوية.

من جانبه، قال محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” آفي يسخاروف إن حركة حماس اختارت “أخطر شخص لقيادتها”.

السنوار يخلف إسماعيل هنية في قيادة حماس

وتعتبر إسرائيل السنوار مهندس عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.

من جانبها، قالت صحيفة “معاريف” إن اختيار السنوار يُمثل ما وصفتها بمناورة من جانب حماس، وهي رسالة أن الحركة في غزة هي الجناح الأقوى، بحسب وصف الصحيفة.

لكن وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس قال إن تعيين السنوار زعيماً لحماس “سبب آخر للقضاء عليه ومحو ذاكرة هذه المنظمة من على وجه الأرض”.

وفي المؤسسة العسكرية الإسرائيلية قال الناطق باسم جيش الاحتلال دانيا هاغاري إن مكان السنوار بجانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في إشارة إلى مزاعم إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال الضيف في خان يونس قبل أكثر من أسبوعين.

من جهتهم، قال أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في بيان لهم إن على إسرائيل أن تبلغ العالم بوقف التفاوض مع حماس إلى أن تعلن الحركة موافقتها على إطلاق سراح جميع المحتجزين دفعة واحدة.

من السجن إلى قيادة الحركة

وُلِدَ يحيى إبراهيم حسن السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي غزة.

تعود أصوله إلى مدينة المجدل، الواقعة جنوب إسرائيل، حيث هُجِّروا منها قسراً عام 1948.

انضم يحيى منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، ودرس في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل منها على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.

وخلال دراسته الجامعية، ترأس “الكتلة الإسلامية”، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان.

في عام 1985، أسَّس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان المسلمين، الذي عُرِفَ باسم “المجد” آنذاك.

وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة “الاحتلال الإسرائيلي” في غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.

ساعده النشاط الطلابي على اكتساب خبرة وحنكة أهلته لتولي أدوار قيادية في “حماس” بعد تأسيسها عام 1987.

في عام 1982، اُعْتُقِلَ الجيش الإسرائيلي السنوار لأول مرة، ثم أُفْرِجَ عنه بعد عدة أيام، ليعاود اعتقاله مجدداً في العام ذاته، وحينها حُكِمَ عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة “المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل”.

وفي 20 يناير/ كانون الثاني 1988، اعتقلت إسرائيل السنوار وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، أربع مرات، بالإضافة إلى ثلاثين عاماً، بعد أن وجَّهت له تهمة “تأسيس جهاز (المجد) الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم (المجاهدون الفلسطينيون)”.

قضى السنوار 23 عاماً متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطْلِقَ سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين “حماس” وإسرائيل عام 2011، التي عُرِفَت باسم “صفقة شاليط”.

فبموجب الصفقة التي نُفِّذَت في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، أطلقت إسرائيل سراح 1027 معتقلاً فلسطينياً مقابل إطلاق “حماس” سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

تحد للاحتلال

وأعلنت حركة “حماس”، الثلاثاء، اختيار زعيمها في قطاع غزة يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران الأربعاء الماضي.

وقالت الحركة في بيان: “تعلن حماس اختيار القائد السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفاً للقائد الشهيد إسماعيل هنية”.

وعن دلالات اختيار السنوار رئيساً للمكتب السياسي لـ”حماس”، الهيئة التنفيذية للحركة، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، إنه “لا شك أن اختيار السنوار لهذا المنصب هو تحدٍ للاحتلال الإسرائيلي، ودليل على أن الرجل ما زال بفعالية وقوة ومسيطر على الميدان” في غزة رغم الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو 10 أشهر.

وأضاف المدهون، أن اختيار السنوار للمنصب الجديد “جاء في السياق الطبيعي داخلياً؛ لأنه كان بمثابة نائب هنية كونه رئيس حماس في غزة”.

وتابع: “السنوار رجل قوي قادر على إدارة الأمور، ومن الطبيعي اختياره لخلافة هنية”، لافتاً إلى أنه “كان أحد أبرز المرشحين لهذا المنصب إلى جانب رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل”.

وأوضح المدهون أنه “من المتوقع أن يصدر عن السنوار قريباً حديث، ولو كتابي، يُعلن فيه عن حضوره كرئيس للمكتب السياسي لحماس، وهذا أمر طبيعي”.

الأزمة الدبلوماسية تتصاعد بين تركيا وإسرائيل..ما الجديد

تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، بعد أن انتقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تصريحات نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي استهدف فيها الرئيس رجب طيب أردوغان، واصفا إياه بـ”المريض”.

وقال فيدان عبر حسابه على منصة إكس، الجمعة، إن “يسرائيل كاتس، بدل أن يمارس مهامه وزيرًا للخارجية، يجعل بلدنا ورئيسنا باستمرار موضوعًا لأوهامه الخاصة، هذا مرض بكل معنى الكلمة”.

وأضاف أن “وجود هذا الشخص (كاتس) المهووس بالافتراء والكذب، في الكابينة الحكومية هو نموذج لوقاحة حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو المرتكبة للإبادة الجماعية، والتي لا تعرف الحدود”.

وكان كاتس استهدف الرئيس أردوغان في منشور على حسابه بمنصة إكس، الجمعة.

كما استهدف أيضًا الدبلوماسيين الأتراك بشأن تنكيس العلم التركي في سفارة أنقرة بتل أبيب بعد أن أعلنت تركيا حدادًا ليوم واحد على رحيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران

في حين غرد أكرم أوغلو رئيس بلدية إسطنبول في تغريدة له بالقول:” أعود إليكم بالضبط بهذا التصريح الذي يهين علم الجمهورية التركية ورئيسها. لن نتعلم الديمقراطية والقانون من شخص تلطخت يديه بدماء عشرات الآلاف من الأطفال. نعم، كل شيء سيكون على ما يرام. عندما تتحرر فلسطين”.

كانت السفارة التركية لدى إسرائيل وقنصليتها العامة لدى فلسطين قد نكستا أعلامهما، الجمعة، حدادًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية.

وبموجب الحداد الوطني المعلن ليوم واحد في تركيا، فقد نكست كافة الممثليات الدبلوماسية التركية أعلامها في الخارج.

أردوغان يعلن الحداد

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس عن “يوم حداد وطني” الجمعة، على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

جاء ذلك في منشور للرئيس أردوغان على منصة “إكس”، الخميس، أرفقه بالمرسوم الرئاسي الصادر بهذا الشأن.

في حين أبلغت أنقرة دبلوماسيين إسرائيليين ردها على منشور لوزير خارجيتهم يسرائيل كاتس، بشأن تنكيس البعثات التركية في تل أبيب وفلسطين أعلامهما حدادًا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية.

وقالت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول: “ردنا على تصريحات السلطات الإسرائيلية ننقله إلى المسؤولين الدبلوماسيين الإسرائيليين في تركيا”.

وعقب إعلان تركيا يوم حداد على هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران، تم تنكيس الأعلام التركية اليوم في جميع البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك سفارة تركيا في تل أبيب وقنصليتها في القدس.

وبناء على ذلك، نشر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن تعبيرات تستهدف الدبلوماسيين الأتراك لتنكيسهم العلم في السفارة.

وذكر كاتس أنه أصدر تعليماته باستدعاء نائب سفير تركيا لدى تل أبيب لإبلاغه الإدانة بشدة خطوة تنكيس العلم.

وفي منشور على منصة “إكس”، رد متحدث الخارجية التركية أونجو كتشالي، قائلا: “فيما يتعلق بما نشره وزير الخارجية الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي: لا يمكن تحقيق السلام بقتل المفاوضين وتهديد الدبلوماسيين”.

وصباح الأربعاء، أعلنت “حماس” وإيران اغتيال هنية، بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مقر إقامته بطهران، غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس مسعود بزشكيان.

وتوعدت كل من “حماس” وإيران بالرد على اغتيال هنية، فيما تتواصل اتصالات ومساع دولية للتهدئة خشية توسع الصراع بالمنطقة.

وجاء اغتيال هنية بينما تشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، حربًا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

صدام حسين يظهر في أزمة أردوغان وإسرائيل..ما القصة

عاد صدام حسين الرئيس العراقي السابق للحياة مرة أخري بعد أن ظهر في الحرب الكلامية الدائرة بين إسرائيل والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وشهدت الساعات الأخيرة، تلاسن بين أردوغان وإسرائيل بعد إعلان الرئيس التركي إن بلاده قد تدخل إسرائيل كما دخلت في السابق ليبيا وناغورنو قرة باغ، لكنه لم يوضح نوع التدخل الذي يتحدث عنه.
وجاءت تصريحات الرئيس التركي ، وهو معارض قوي للهجوم الإسرائيلي على غزة، خلال خطاب أشاد فيه بصناعة الدفاع في بلاده.
وقال أردوغان في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة ريزا مسقط رأسه “يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء السخيفة لفلسطين. تماما كما دخلنا ناغورنو كاراباخ وليبيا، قد نفعل شيئا مماثلا معها.
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون “لا يوجد سبب يمنعنا من فعل ذلك… يجب أن نكون أقوياء حتى نتمكن من اتخاذ هذه الخطوات”.

إسرائيل تهدد أردوغان

تصريحات أردوغان أثارت غضب إسرائيل حيث اعتبرها البعض تحمل تهديدات مبطنة لدولة الإحتلال.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “أردوغان يسير على خطى صدام حسين ويهدد بمهاجمة إسرائيل”.

وأضاف في تغريدة على “إكس”” “فقط دعوه يتذكر ما حدث هناك وكيف انتهى الأمر”.
كما أرفق كاتس تغريدة بصورة مركبة لأردوغان والرئيس العراقي السابق صدام حسين.

كيماوي أردوغان.. هل يواجه الرئيس التركي مصير صدام حسين؟

التدخل التركي في ليبيا وكاراباخ

وكان الرئيس التركي يشير على ما يبدو إلى الإجراءات التي اتخذتها تركيا في الماضي.

ففي عام 2020، أرسلت تركيا قوات من الجيش إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة.
ويحظى عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، بدعم تركيا.
وتنفي تركيا أن يكون لها أي دور مباشر في العمليات العسكرية لأذربيجان في إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه، لكنها قالت العام الماضي إنها تستخدم “كل الوسائل” ومنها التطوير والتدريب العسكري لدعم حليفتها الوثيقة.

ماذا لو انسحب بايدن..هل تنجح كامالا هاريس في منافسة ترامب ؟

تصدرت كامالا هاريس التوقعات بأن تكون مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات القادمة بعدما أثار أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال المناظرة مع منافسه دونالد ترامب مخاوف قطاع كبير من قيادات الحزب الديمقراطي التي بدأت تدعو لانسحابه حيث يرى ديمقراطيون بارزون إن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون الخليفة الطبيعي للرئيس جو بايدن.
وبحسب وسائل إعلام، فإنه إذا رضخ الرئيس الأميركي للضغوط المتزايدة التي تدعوه للانسحاب، وتخلى عن ترشحه بالانتخابات المقررة في نوفمبر من العام الحالي فإن كامالا هاريس ستكون قادرة على منافسة ترامب.

ويتساءل المتبرعون والناشطون والمسؤولون في الحزب الديمقراطي: هل لدى هاريس فرصة أفضل من بايدن للتغلب على الرئيس السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب؟
وأكد بايدن مرارا على أنه سيخوض غمار السباق ولن ينسحب.
وإذا أصبحت هاريس (59 عاما)، وهي عضو سابق بمجلس الشيوخ الأميركي، وسبق أن شغلت منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، مرشحة الحزب الديمقراطي وفازت في انتخابات الخامس من نوفمبر، ستكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة.

ترامب وأنصاره يشهرون سلاحهم..هل تشهد أمريكا انقلاب عسكري فى 2024 ؟

وهاريس حاليا هي أول أميركية من أصل أفريقي وآسيوي تشغل منصب نائب الرئيس.
وتولت هاريس عملها في البيت الأبيض قبل 3 سنوات ونصف السنة، واتسمت تلك الفترة ببداية باهتة لاضطلاعها بمهام منصبها وإحلال موظفين بآخرين والتبكير بتولي مهام سياسية، منها ملف الهجرة من أميركا الوسطى الذي لم يتحقق فيه الكثير من النجاح.

وخلال العام الماضي عبر كثيرون داخل البيت الأبيض، وفريق حملة بايدن بشكل خاص عن قلقهم من أن تمثل هاريس عائقا أمام نشاط الحملة لكن، وفقا لمسؤولين ديمقراطيين، تغير الوضع بشكل كبير منذ ذلك الحين إذ تحركت هاريس في ملف حقوق الإجهاض وبدأت في التودد إلى الناخبين الشبان.

كامالا هاريس في الاستطلاعات

وتشير استطلاعات رأي حديثة إلى أن أداء هاريس يمكن أن يكون أفضل من بايدن في مواجهة المرشح الجمهوري ترامب، غير أنها ستواجه منافسة شديدة.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة (سي.إن.إن)، نشرت نتائجه في الثاني من يوليو أن الناخبين يفضلون ترامب على بايدن بست نقاط مئوية ،بنسبة 49 بالمئة مقابل 43 بالمئة.
كما كان التأييد لهاريس بنسبة 45 بالمئة مقابل 47 بالمئة لترامب، وهو فارق يدخل ضمن هامش الخطأ في الاستطلاع.

عضو بالديمقراطي الأمريكي:ترامب لن يعود للبيت الأبيض ونحتاج بديل لـ بايدن

وأظهر الاستطلاع كذلك أن التأييد لهاريس من المستقلين بلغ 43 بالمئة مقابل 40 بالمئة لترامب، كما أن الناخبين المعتدلين من كلا الحزبين أيدوها بنسبة 51 بالمئة، مقابل 39 بالمئة لترامب.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس بعد المناظرة التلفزيونية التي جرت الأسبوع الماضي بين ترامب وبايدن، الذي تعثر خلالها الأخير، أن هاريس وترامب متعادلان تقريبا إذ أيدها 42 بالمئة، وأيده 43 بالمئة.

كامالا هاريس وميشيل أوباما

وكانت السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، التي لم تعبر قط عن أي اهتمام بدخول السباق الرئاسي، هي الشخصية الوحيدة التي حصلت على نتائج أعلى بين البدائل المحتملة لبايدن.
ويظهر استطلاع داخلي نشرته حملة بايدن بعد المناظرة أن هاريس لديها نفس فرص فوز بايدن على ترامب إذ قال 45 بالمئة من الناخبين إنهم سيصوتون لها مقابل 48 بالمئة لترامب.
وقال ديمقراطيون مؤثرون إن هاريس ستكون المنافس الديمقراطي الأفضل، إذا اختار بايدن التنحي.
ومن هؤلاء النائب جيم كلايبرن، الرجل الذي كان سببا رئيسيا في فوز بايدن عام 2020، والنائب غريغوري ميكس، عضو الكونغرس عن نيويورك، وكذلك العضو البارز في كتلة السود بالكونغرس، والنائبة الديمقراطية عن بنسلفانيا، سمر لي.
وقال النائب الديمقراطي، آدم شيف، الأحد، إنه يشعر بأن نائبة الرئيس كامالا هاريس يمكنها أن تحقق فوزا “ساحقا” إذا نافست ترامب في الانتخابات.
وأضاف شيف في تصريحات لشبكة إن.بي.سي نيوز “أعتقد أن (هاريس) يمكنها تحقيق فوز ساحق، ولكن قبل أن نشرع في اتخاذ قرار بشأن من ينبغي أن يكون البديل، يجب أن يتخذ الرئيس قرارا بشأن ترشحه”.
وتابع “إما أن يفوز (بايدن) بأغلبية ساحقة، أو عليه أن يمرر الشعلة إلى شخص يستطيع ذلك”.
وقال أحد المساعدين في الكونغرس إن زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، تحدث برأي مماثل إلى زملائه.
وقال اثنان من المتبرعين للحزب الجمهوري لرويترز إنهما يأخذان مسألة ترشح هاريس على محمل الجد، وإنهما يفضلان أن يواجه ترامب بايدن، بدلا منها.

حملة ترامب تخشي كامالا هاريس

وقالت بولين لي، وهي إحدى جامعات التبرعات لترامب في نيفادا بعد مناظرة 27 يونيو “أفضل أن يظل بايدن في السباق” لا أن تحل هاريس محله، معبرة عن اعتقادها بأن بايدن أثبت أنه “غير كفء”.
وبدأ البعض في وول ستريت، وهو مركز مهم لجمع التبرعات للحزب الديمقراطي، في التعبير في الإدلاء بآرائهم بشأن المرشح المفضل.
وقال سونو فارجيز، الخبير الاستراتيجي لدى شركة الخدمات المالية، كارسون غروب، “بايدن يتخلف عن ترامب بالفعل، ومن غير المرجح أن يتمكن من سد هذه الفجوة بالنظر إلى وضع حملته حاليا”.
وأضاف: “سيؤدي وجود نائبة الرئيس هاريس على الأرجح إلى تحسين احتمالات سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض، ومن المحتمل أن تكون فرصها أفضل من فرص بايدن في هذه المرحلة”.

النساء وغزة والناخبون السود

منذ ألغت المحكمة العليا الحق الدستوري للنساء في الإجهاض في 2022، أصبحت هاريس الصوت الأبرز في إدارة بايدن بشأن حقوق الإنجاب، وهو ملف يراهن عليه الديمقراطيون لمساعدتهم في الفوز في انتخابات 2024.
يعتقد بعض الديمقراطيين أن هاريس بمقدورها بث الحماس لدى المجموعات ذات الميول الديمقراطية التي تراجع حماسها لبايدن، بما يشمل الناخبين السود والشبان، ومن لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال تيم ريان، عضو الكونغرس الديمقراطي السابق من ولاية أوهايو في مقال رأي نشر مؤخرا “ستبث الحماس لدى الأعضاء من السود وأصحاب البشرة السمراء ومن تعود أصولهم لمنطقة آسيا والهادي في تحالفنا.. ستجتذب على الفور المحبطين من الشبان في بلادنا ليعودوا للمشهد”.
وأضاف أنه يعتقد أن النساء المقيمات في الضواحي قد يكن أكثر ارتياحا لهاريس، مقارنة بترامب أو بايدن.
أما استراتيجية هاريس العلنية تجاه إسرائيل بصفتها نائبة للرئيس، فهي متطابقة مع بايدن لكنها كانت أول شخصية سياسية بارزة في الحكومة الأميركية تدعو لوقف إطلاق النار في مارس.
وقال عباس علوية، وهو عضو في حركة “غير ملتزم” التي حجبت أصوات التأييد لبايدن في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب بسبب دعمه لإسرائيل، إن “مجرد تغيير المرشح لا يعالج مبعث القلق الرئيسي” للحركة.
وإذا تنحى بايدن فقد تنشب منافسة بين ديمقراطيين آخرين للحصول على ترشيح الحزب.
وإذا اختار الحزب مرشحا آخر، وفضله على هاريس، يقول بعض الديمقراطيين إن ذلك قد يكبد الحزب خسارة الكثير من السود الذين كانت أصواتهم حاسمة في فوز بايدن بانتخابات 2020.
وقالت أدريان شروبشاير المديرة التنفيذية لمجموعة (بلاكباك) للتواصل بين الناخبين السود “لا بديل غير كامالا هاريس”.

يسارية أكثر مما ينبغي؟

لكن بعض المتبرعين للحزب الديمقراطي يقولون إن هاريس قد تواجه صعوبات في اجتذاب الديمقراطيين المعتدلين والناخبين المستقلين الذين تروقهم سياسات بايدن الوسطية.
ويتنافس الحزبان على أصوات الناخبين المستقلين لتساعد في دفع مرشح الحزب ليفوز بالرئاسة.
ويقول ديمتري ميلهورن، وهو من جامعي الأموال والتبرعات ومستشار ريد هوفمان المؤسس المشارك لمنصة لينكدإن، المتبرع الكبير للحزب الديمقراطي، إن “أكبر نقطة ضعف لديها هي أن صورتها لدى الناس ارتبطت مع الجناح اليساري المتطرف من الحزب الديمقراطي”.
وأضاف أن “الجناح اليساري من الحزب الديمقراطي لا يمكنه أن يفوز بانتخابات على مستوى البلاد بأكملها… هذا هو التحدي الذي سيكون عليها تخطيهK إذا أصبحت مرشحة الحزب”.
ويمكن لهاريس أن تستفيد من الأموال التي جمعتها بالفعل حملة بايدن الانتخابية وترث البنية التحتية القائمة للحملة الانتخابية وهي ميزة حاسمة قبل أربعة أشهر فقط على يوم التصويت في الخامس من نوفمبر.
لكن محللين استراتيجيين يقولون إن أي حملة انتخابية للحزب الديمقراطي ستحتاج رغم ذلك لجمع مئات الملايين من الدولارات قبل التصويت لتكلل جهودها بالنجاح.
وقال مصدر في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي “أستطيع أن أقول لكم إننا نواجه صعوبة كبيرة في جمع الأموال تأييدا لها”.
وخلال ترشحها للرئاسة قبل انتخابات 2020، لم تتمكن هاريس من جمع ذات التمويل الذي تمكن بايدن من جمعه.
وانسحبت من السباق في ديسمبر 2019، وهو ذات الشهر الذي أعلنت حملتها الانتخابية جمع مساهمات بلغت 39.3 مليون دولار إجمالا.
أما حملة بايدن فقد تمكنت من جمع 60.9 مليون دولار في ذات الفترة.

وعلى الرغم من ذلك، تمكنت حملة بايدن من جمع مبلغ قياسي هو 48 مليون دولار في 24 ساعة بعد إعلان اختيار هاريس نائبة لبايدن على بطاقته الانتخابية في السباق الرئاسي 2020.
خلال المناظرة يوم الخميس الماضي، تمتم بايدن بكلمات بصوت خافت وفقد التركيز خلال طرح أفكاره في بعض الأحيان
ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن عدد من كبار المسؤولين، قولهم “إذا تنحى بايدن، فستكون هاريس أقرب إلى السباق الرئاسي، من غيرها من قادة الحزب الديمقراطي”.

دعم بايدن

ووفق المسؤولين، فإن كل ما تحتاجه هاريس هو دعم بايدن. وإذا حصلت عليه، فمن المرجح أن تحصل على دعم أسرة أوباما وكلينتون، مما يجعل أي تحدٍ لها بمثابة إهانة للرئيس الحالي ورئيسين سابقين.
وقال النائب بيني طومسون (ديمقراطي من ولاية ميسوري)، لموقع أكسيوس إن هاريس “قوية بشكل لا يصدق.. لا يمكنك القول إن بايدن قام بعمل جيد دون أن تقول إنها قامت بعمل جيد”.
وبرأي الموقع، فإن مستقبل بايدن قد يكون في أذهان كل ناخب أميركي تقريبًا، لكنه لم يكن مهمًا في ظهور نائبته كامالا هاريس في مهرجان “إسينس فاست” في نيو أورليانز، السبت.
ويضيف الموقع “بعد أقل من 24 ساعة من مقابلة بايدن المخيبة للآمال مع شبكة “إيه بي سي” التي أدت إلى تكثيف الدعوات له للتنحي، ذكرت هاريس رئيسها مرة واحدة فقط خلال أسئلة وأجوبة مدتها نصف ساعة.
وتابع الموقع “أبقت هاريس الهادئة تعليقاتها مركزة على إثارة الناخبين، ولم تركز على بايدن”.
وقال بعض الديمقراطيين إن خلفية هاريس في ممارسة العمل في مجال الادعاء العام قد تعطي بريقا لشخصيتها ومواقفها في مناظرة مباشرة مع ترامب.
ويرى ميلهورن أن “لديها تركيز مبهر وهي قوية وذكية وإذا تولت عرض قضية الادعاء في مواجهة مخالفات دونالد ترامب فسوف تطيح به”.
وزادت هجمات الجمهوريين على هاريس منذ أن ورد احتمال أنها قد تحل محل بايدن.
ويعيد مقدمو برامج من المحافظين تداول أوجه نقد تعرضت لها خلال سباق 2020 بما يشمل ما قاله بعض الديمقراطيين عن أنها تضحك أكثر من اللازم، ولم تختبر حقا بعد، وغير مؤهلة.
وتقول كيلي ديتمار، وهي أستاذة علوم سياسية في جامعة روتجرز إن تلك الانتقادات الشرسة تأتي في إطار تاريخ طويل من التقليل من قدر النساء الملونات في المجال السياسي.
وأضافت “للأسف الاعتماد على الهجمات العنصرية والمنحازة جنسيا واستخدام تشبيهات مناهضة للنساء المرشحات لمنصب أمر شائع في التاريخ،ca ومستمر حتى يومنا هذا”.

الانتخابات البريطانية..ماذا بعد فوز حزب العمال واستقالة سوناك

شهدت الانتخابات البريطانية، مفاجأة كبيرة بعدما حقق حزب العمال البريطاني فوزا ساحقا واكتسح مئات المقاعد في جميع أنحاء البلاد وأنهى 14 عاما من سيطرة المحافظين على السلطة.
ووفقا لنتيجة الانتخابات البريطانية فمن المقرر أن يتم تعيين كير ستارمر رئيسًا للوزراء في وقت لاحق اليوم الجمعة، منهيًا حقبة شهدت إدارة خمسة قادة مختلفين من المحافظين للبلاد.
واعترف ريشي سوناك، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، في حوالي الساعة الخامسة صباحًا، بفوز حزب العمال وقال إنه اتصل بستارمر لتهنئته.

كير ستارمر..كل ما تريد معرفته عن رئيس وزراء بريطانيا الجديد

وفي خطاب النصر الذي ألقاه بعد دقائق من الفوز، وعد زعيم حزب العمال “بالتجديد الوطني” وأنه سيضع “البلاد أولاً، والحزب ثانياً”.

أسوء نتيجة للمحافظين


وتمثل النتيجة انعكاسًا مذهلاً لحظوظ الحزب، ففي عام 2019، بقيادة السياسي اليساري المخضرم جيريمي كوربين، عانى حزب العمال من أسوأ هزيمة انتخابية منذ قرن تقريبا.
على الجانب الآخر، وصف روبرت باكلاند، الوزير المحافظ السابق الذي فقد مقعده، الأمر بأنه “كارثة انتخابية” بالنسبة للمحافظين.
ويُعتقد أن تكون هذه أسوأ نتيجة للحزب منذ ما يقرب من 200 عام، مع توقع أن تبدأ معركة حول اتجاهات الحزب المستقبلية في الأيام المقبلة.
مع ظهور النتائج هناك الكثير من الإجراءات والأحداث في المستقبل، إليك ما يحدث، وما يعنيه كل ذلك.
انتصار كبير لحزب العمال
يضم مجلس العموم البريطاني 650 نائبا أو عضوا في البرلمان، ويمثل كل من “مقاعدهم” دائرة انتخابية فردية أو منطقة في مكان ما من البلاد.
حصد حزب العمال 412 مقاعد، بينما انخفضت مقاعد حزب المحافظين إلى 121 مقعدًا فقط، وحصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 71 مقعدًا.
وحصل حزب الإصلاح، الذي أُنشئ في بادئ الأمر ليكون حزب البريكست (انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي)، على أربعة مقاعد.
تعد الأغلبية المتوقعة لحزب العمال البالغة 170 مقعدًا في مجلس العموم رقمًا هائلًا، ولكنها لا تزال أقل بقليل من الأغلبية التي حققها الحزب تحت قيادة توني بلير في انتخابات عام 1997، والتي بلغت 179 مقعدًا.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن فوز المحافظين في انتخابات عام 2019 تحت قيادة بوريس جونسون، الذي يُنظر إليه على أنه أداء قوي للغاية جعلهم يحصلون على أغلبية 80 مقعدًا.
يُذكر أنه إذا حصل حزب ما على الأغلبية، فهذا يعني أنه لا يحتاج إلى الاعتماد على أحزاب أخرى لتمرير القوانين، فكلما كانت الأغلبية أكبر، كان الأمر أسهل.

سقوط الأسماء الكبيرة

ومع إعلان الدوائر الانتخابية نتائجها على الهواء مباشرة على شاشات التلفزيون، اصطف كل المرشحين بجوار بعضهم البعض، وكانت هناك بعض اللحظات الحاسمة.

ولعل أبرزها كانت هزيمة ليز تروس، التي عملت رئيسة الوزراء في السابق لمدة 49 يومًا فقط قبل أن يطيح بها حزبها، حيث فقدت مقعدها في وقت مبكر من صباح الجمعة في دائرتها الانتخابية بجنوب غرب نورفولك.
كان جاكوب ريس موغ، وزير الأعمال المحافظ السابق والمؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أحد أكبر الأسماء التي عانت من الهزيمة أيضا، وقد خسر مقعده في شرق سومرست وهانهام لصالح حزب العمال.
وقال لبي بي سي إنه لا يستطيع “لوم أحد سوى نفسه” في الخسارة لكنه أخذ “جانبا صغيرا من الأمل” من حقيقة أن المحافظين سيكونون “على الأقل المعارضة الرسمية”، في إشارة إلى المخاوف من أنهم لن يكونوا حتى كذلك.
وبدا جرانت شابس، وزير الدفاع، منزعجا بعد أن فقد مقعده في جنوب إنجلترا.
كما خسرت رئيسة مجلس العموم بيني موردونت، التي تنافست مع ريشي سوناك على زعامة الحزب قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء، مقعدها أيضًا.
جيريمي هانت، الذي يشغل منصب المستشار، وهو ما يعادل وزير المالية في المملكة المتحدة، احتفظ بمقعده ولكن بأغلبية قليلة.
من جهته، فاز سوناك بمقعده في يوركشاير بأغلبية مريحة بلغت حوالي 12000 صوت، لكنه أدلى بخطاب قبل فيه التنازل والتأكيد على خسارة حزبه في الانتخابات.
رئيس وزراء جديد خلال يوم واحد
تسير الأمور بسرعة في السياسة البريطانية، فلا يوجد سوى القليل من الوقت بين نتيجة الانتخابات وتنصيب رئيس الوزراء الجديد.

غادر ريشي سوناك 10 داونينغ ستريت، المعادل للبيت الأبيض في بريطانيا، في غضون 24 ساعة، وجرى تنصيب كير ستارمر بسرعة بعد ذلك.
وتسير العملية ضمن إجراءات محددة؛ قدم سوناك استقالته إلى الملك، وتلقى ستارمر دعوة رسمية من قبل الملك لتشكيل الحكومة المقبلة في اجتماع عقد في قصر باكنغهام.

بعد ليبيا وأرمينيا..مرتزقة سوريين في طريقهم لدولة جديدة بأوامر تركية

كشفت تقارير صحفية عن وجود شركات تركية تعمل على تجنيد مقاتلين سوريين للقتال في غرب إفريقيا
وبحسب بي بي سي فإن المئات من المرتزقة السوريين سجلوا أسماءهم مع شركة أمنية تركية خاصة، تعمل على نقل مقاتلين سوريين إلى النيجر في غرب أفريقيا.
ووفقا للتقرير فإن هؤلاء المقاتلون يحصلون على راتب شهري يصل إلى 1500 دولار، وهو مبلغ مغرٍ في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

من سوريا إلي النيجر

وتحدثت بي بي سي إلى ثلاثة مقاتلين سوريين ينتظرون دورهم للسفر إلى النيجر، واختاروا استخدام أسماء وهمية لأسباب أمنية. أحدهم، أبو محمد، يقول إنه سجل اسمه فور سماعه عن فرصة السفر، واصفًا حياة الخيام التي يعيشها في شمال سوريا بأنها صعبة جدًا، حيث العمل نادر، وفي حال توافر العمل فإن الراتب الشهري لا يتجاوز مئة دولار.
وتابع : “نعيش مشردين في الخيام منذ أكثر من عشر سنوات، والحصول على فرصة عمل بات أمرا في غاية الصعوبة”.
ويضيف أبو محمد: “حتى لو لقيت حتفي في المعركة، ستحصل عائلتي على تعويض بقيمة 50 ألف دولار”.
يقول المقاتلون إنهم يدركون أن المدفوعات لن تصل إليهم أو إلى عائلاتهم كاملة على الأغلب، “كل جهة تأخذ نسبة من الراتب، مثل ضريبة الفصيل والوكلاء وغيرهم، بالنهاية يصلك بين الألف والـ 1200 دولار”.
علي، الذي يعيش أيضا في خيمة في ريف إدلب، انضم إلى فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والتي تُعرف بالجيش الوطني السوري منذ عشر سنوات عندما كان عمره 15 عاما، يشير إلى أن راتبه الشهري الحالي هو 1500 ليرة تركية، وهو ما يعادل نحو 46 دولارًا فقط، يكفيه لمدة خمسة أيام فقط. يعتمد علي على الاستدانة لدعم عائلته، ويعتبر السفر إلى النيجر وسيلة وحيدة لسداد ديونه.
بالنسبة إلى رائد، 22 عاما، فإن هذه الفرصة تشكل سبيله الوحيد للزواج وتأسيس عائلة في الشمال السوري.
السفر للنيجر هو الطريقة الوحيدة لتحقيق حلمي بالزواج وتكوين عائلة”، يضيف رائد، معربا عن أمله في تحسين ظروفه.
عادة ما يكون قادة الفصائل العسكرية هم من ينشرون الأنباء عن عمليات التجنيد بين المسلحين السوريين. يقول رائد إن التسجيل يتم في أماكن محددة، ومن ثم تُرفع الأسماء للقيادة في حوار كلس (منطقة عسكرية على الحدود السورية التركية) لدرسها والتدقيق في المعلومات الخاصة بكل شخص.
خلال الأشهر الأخيرة، سافر أكثر من ألف مقاتل سوري إلى النيجر عبر تركيا، وفقًا لتقارير نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.

رامي عبدالرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، يتهم الحكومة التركية باستغلال الوضع الاقتصادي المتردي في سوريا، بالإضافة إلى الرواتب المتدنية التي تكفي لأيام فقط.
الرواتب في النيجر أو التعويضات في حال الوفاة أو الإصابة تكون كبيرة وتغري المقاتلين في سوريا”، يوضح عبدالرحمن.
ليست هذه المرة الأولى التي ترسل فيها تركيا مرتزقة سوريين للقتال خارج بلدهم. فقد أشارت تقارير عدة لمنظمات وهيئات دولية بينها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وتقارير صحفية إلى انخراط مقاتلين سوريين في معارك تحت قيادة القوات التركية في ليبيا ومنطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان.

من قتال الروس للقتال معهم

الرواية الرسمية لأنقرة تذكر أن الوجود التركي في أفريقيا هو بغرض “حماية مشاريع ومصالح تركية بينها مناجم”، لكن مصادر مطلعة كشفت لبي بي سي أن المسلحين السوريين ينخرطون في معارك قتالية على المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، تحت قيادة عسكرية روسية. وجود الروس في النيجر وتقارب المصالح التركية والروسية يشكلان مسألة جدلية للمقاتلين السوريين، الذين يعتبرون أنفسهم معارضين للنظام السوري وللدور الروسي الداعم للنظام.
أبو محمد يعبر عن عدم ارتياحه للعمل جنبا إلى جنب مع الروس، رغم اعترافه بواقعية وضعه كمرتزق.
“نحن مرتزقة هنا ومرتزقة هناك”، يقول أبو محمد، “لكن أنا في مهمة تركية، لن أتقبل الأوامر من الروس”.
رائد يشارك أبا محمد مشاعره حيال العمل تحت قيادة الروس. “أكره هذه القوات ولكنني مضطر للخروج لأسباب اقتصادية”، يقول رائد.
أبو محمد كان قد قاتل في ليبيا ويشير إلى ندرة التواصل وعزلة المقاتلين في النيجر، مقارنة بما كان عليه الحال في ليبيا حيث كان يتواصل بانتظام مع عائلته.
“في النيجر، يُسمح لأصدقائي الاتصال بعائلاتهم مرة كل أسبوعين، وأحيانًا أقل من ذلك”، يقول أبو محمد. “والتواصل يكون حصرا عن طريق قائد الفصيل، الذي يطمئن عائلات المقاتلين أنهم بخير”.
عبدالرحمن يضيف أن هواتف المقاتلين تُصَادَر فور وصولهم، ويقول إن “أبواق الحكومة التركية”، في إشارة إلى الإعلاميين الموالين لأنقرة، ينفون أي انخراط تركي عسكري في غرب أفريقيا، رغم الأدلة الموثقة والمصورة.

سادات ترد

تواصلت بي بي سي مع شركة سادات التركية، والتي نفت بشدة تجنيد أو نشر مقاتلين سوريين إلى النيجر، واصفة هذه الادعاءات بأنها “أخبار لا تمت للواقع بصلة”. كما أضافت الشركة أنها “لا تتعامل مع أطراف غير حكومية”، بل تقدم “استشارات استراتيجية، وتدريبات عسكرية لجهات قانونية”. كذلك تواصلت بي بي سي مع الخارجية التركية ولكن لم يصلنا رد.
رائد يشير إلى خوف كبير بين المقاتلين من تسريب تفاصيل العمليات في أفريقيا أو آلية التجنيد للانخراط في القتال. فهو لا يزال ينتظر التوقيع على العقد، والذي لا يتم إلا “قبل السفر بلحظات أو أثناء السفر”، حسب قوله.
ويضيف رائد أنه سمع عن سجن أحد المقاتلين في فصيله العسكري “لتسريبه بعض تفاصيل العملية في أفريقيا وآلية التسجيل”.
وحسب المرصد السوري المعارض والذي مقره المملكة المتحدة، يعود تاريخ عمليات التجنيد والدورات التدريبية لشهر أيلول/ سبتمبر 2023، لكن المعلومات لم تكن واضحة في بداية الأمر، و”تبين لاحقا أن فصيل “السلطان مراد”، المقرب من المخابرات التركية، وبالتعاون مع شركة “سادات” الأمنية، بدأ بإرسال المرتزقة السوريين إلى النيجر”.
مهام المرتزقة السوريين
رغم الحديث عن المهام الخارجية وحماية القواعد العسكرية، يعلم المرتزقة السوريون أن القتال على الجبهات هو السبب الرئيسي لوجودهم في النيجر.

يقول أبو محمد “سمعنا أن فصائلنا قاتلت بوكو حرام، وأن 13 شخصًا قتلوا، لكن لم تُعد جميع جثثهم إلى البلاد حتى الآن”.
ويضيف علي أن بعض أصدقائه الذين سافروا إلى النيجر يقضون معظم أوقاتهم داخل القواعد العسكرية. “نقضي معظم أوقاتنا داخل القواعد العسكرية، وننتظر الأوامر للقتال”، يقول صديق علي.
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل 9 مرتزقة سوريين، وأعيدت جثث 4 منهم إلى إدلب، لكن لم يتم التعرف عليهم بعد.

يتحدث الكردية ويدعم الأقليات..هل ينجح الجراح مسعود بزشكيان في علاج أزمات إيران ؟

أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية اليوم السبت إن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ المتشدد سعيد جليلي سيخوضان جولة الإعادة، بعد حصولهما على أعلى عدد من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.

وقال محسن إسلامي، المتحدث باسم وزارة الداخلية، السبت: “لم يتمكن أي من المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلقة من الأصوات، وبالتالي فإن المتنافسين الأول والثاني اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات سيحالان إلى مجلس صيانة الدستور” للجولة الثانية المقرر إجراؤها في الخامس من يوليو.

ولم يحصل أي من المرشحين على 50 في المئة من الأصوات بعد فرز أكثر من 24 مليون بطاقة اقتراع، بحسب وزارة الداخلية.

وتقدم مسعود بزشكيان بأكثر من 10 ملايين صوت، على منافسه جليلي الذي حصد أكثر من 9.4 مليون صوت، وفقا للنتائج الأولية التي أصدرتها الوزارة.

وكان مفاجئا ان يصل مسعود بزشكيان وهو الطبيب الإيراني ذو الأصول التركية لجولة الإعادة خاصة أنه كان الإصلاحي الوحيد بين 6 مرشحين ينتمون للتيار المتشدد في إيران.

ونحاول في السطور التالية التعرف أكثر على مسعود بزكشيان بعد تصدره نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية واحتمالية أن يكون الرئيس القادم لإيران.

النشأة والتعليم

ولد مسعود بزشكيان يوم 29 سبتمبر 1954 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية شمال شرقي إيران وترعرع في عائلة متدينة تنتمي إلي القومية التركية في إيران.

أنهى بزشكيان الدراسة الابتدائية في مهاباد. ولمواصلة تعليمه التحق بمعهد الزراعة في مدينة أورومية وحصل على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية،ونُقل إلى مدينة زابل الحدودية من محافظة سيستان وبلوشستان في عام 1973 لأداء الخدمة العسكرية.

وبعد انتهاء خدمته العسكرية، قرر أن يصبح طبيبا، فحصل على الدبلوم الطبيعي عام 1975، ثم بعد عام تم قبوله في مجال الطب بجامعة مدينة تبريز للعلوم الطبية، وحصل على شهادة الطب العام سنة 1985 وبدأ العمل في كلية الطب مدرسا لعلم وظائف الأعضاء.

وبرز بزشكيان خلال الحرب العراقية-الإيرانية عام 1980، حيث كان مسؤولا عن إرسال الفرق الطبية إلى مناطق القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلا وطبيبا، وعالج الجرحى في الجبهات القتالية.

وعقب انتهاء الحرب، واصل دراسته الطبية وحصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه على الفور في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيسا له.

من الطب إلي السياسة

على الصعيد السياسي، يشتهر بزشكيان بمواقفه المناصرة لحقوق الأقليات القومية في إيران، وسبق وصرح خلال الجلسة العامة للبرلمان في 26 فبراير 2016، إنه “ممتن لأن الله جعله تركيًّا، ولا يحق لأحد أن يسخر من لغة الأتراك وثقافتهم.

ووفقا للمادة 15 من الدستور الإيراني، يجب أن يكون الأتراك والمجموعات العرقية الأخرى في إيران قادرين على الكتابة والتحدث والتعلم بلغتهم الأم في المدارس”.

وكان بزشكيان قد بدأ العمل السياسي في عام 1994 حيث عيّن رئيسا لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000. ثم نُقل إلى طهران وتولى منصب نائب وزير الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدة 6 أشهر في حكومة خاتمي الأولي.

وفي الولاية الثانية لرئاسة محمد خاتمي، حصل بزشكيان على ثقة من البرلمان وزيرا للصحة والعلاج والتعليم الطبي. وحصلت خلافات بينه وبين البرلمان أدت إلى استجوابه، ومن ثم ترك منصبه، وابتعد عامين عن العمل العام قبل أن يعود ويترشح للبرلمان عن تبريز في عام 2007 وفاز في الانتخابات، وتكرر الفوز لأربع دورات وفي انتخابات مارس 2024 انتُخب مرة أخرى.

في 11 مايو 2013، وفي اليوم الأخير للتسجيل للانتخابات الرئاسية الإيرانية آنذاك، قدم ترشيحه، لكن مجلس صيانة الدستور رفض ملفه.

وفي 26 فبراير 2016، أصبح مسعود بزشكيان النائب الأول لرئيس البرلمان المحافظ علي لاريجاني، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2020 قبل إجراء الانتخابات التشريعية في البلاد.

مواقف سابقة

اتحذ مسعود بزشكيان مواقف قوية تجاه سياسات الدولة الإيرانية منها انتقاده للعنف مع المتظاهرين بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل لعام 2009، والتي قوبلت بحملة قمع عنيفة ودموية ضد المحتجين من قبل الحكومة، حيث عطّل خطابه حول معاملة الحكومة للمتظاهرين جلسة البرلمان لفترة وجيزة.

وفي أثناء الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران أواخر عام 2022 على خلفية وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد أيام من احتجازها من قبل شرطة الآداب في طهران، وفي مقابلة له على قناة “الخبر” الإيرانية الرسمية وجه بزشكيان انتقادات شديدة  لطريقة التصرف مع الضحية واعتقالها، ودعا إلى الشفافية والوضوح بشأن أسباب وفاتها.

وفي 31 مايو، أكد بزشكيان خلال تصريح أدلى به لصحيفة “العربي الجديد” أنه “في حال ظفره بمنصب الرئاسة الإيرانية، فإنه سيعطي الأولوية في سياسته الخارجية لتوسيع العلاقات مع الدول العربية والإسلامية”.

دعم التيار الإصلاحي

يحظى بزكشيان  بدعم التيار الإصلاحي في إيران، والذي يوصف بأنه “أكثر اعتدالا” من التيار المحافظ، المعروف بتشدده، وينتمي إليه المرشد الأعلى لإيران علي خامني، والرئيس السابق إبراهيم رئيسي.

وفي 25 يونيو، أعلن الرئيسان الإيرانيان السابقان، محمد خاتمي، وحسن روحاني، دعمهما لبزشكيان، داعين للتصويت إليه من أجل إحياء الاتفاق النووي مع الغرب.

وفي رسالة وجهها إلى الإيرانيين، دعا الرئيس الأسبق، محمد خاتمي، الناخبين إلى التصويت لبزشكيان، وأكد أن التصويت للمرشح الإصلاحي الوحيد بين المتنافسين الستة، هو السبيل والطريق الوحيد للإيرانيين للتغيير في البلاد.

وعلّق بزشكيان على دعم خاتمي الذي وصفه بـ”الأب الروحي للحركة الإصلاحية”، وقال خلال تصريحات صحفية في 26 يونيو: “أشكر خاتمي على لطفه.. لكن عندما أسمع الثناء الذي يوجهونه لي، أشعر بعبء ثقيل”، مضيفا: “لا أدعو إلا إلى العدل، وأن أكون مساعدا للمحرومين ما دمت على قيد الحياة”.

وفي السياق ذاته، دعا الرئيس الأسبق، حسن روحاني، أيضا للتصويت إلى المرشح الإصلاحي، لأنه “مصمم على إزالة ظلال العقوبات وإحياء الاتفاق النووي، والانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) وحل مشاكل البنوك والعلاقات المصرفية”.

وأعلن روحاني خلال رسالة مصورة في 25 يونيو، دعمه بزشكيان، وقال ملمحا إلى فترة رئاسة رئيسي، دون أن يذكره بالاسم: “أطلب من الشعب الذي تحمل ثلاث سنوات من المشاكل والصعاب والتضخم والتصرفات اللاأخلاقية في الشوارع التصويت للمرشح الإصلاحي الوحيد”

من جهته، قرر وزير الخارجية السابق جواد ظريف الدخول على خط الانتخابات من خلال إعلان دعمه لبزشكيان، والذي عيّنه الأخير بصفة مستشار له في السياسة الخارجية.

وظهر ظريف في إحدى المناظرات الانتخابية للمرشح الإصلاحي، والتي بثت على القنوات التلفزيونية في 19 يونيو، وطرح خلالها رؤية للسياسة الخارجية تركز على “المصالح الوطنية، التنمية الاقتصادية، التفاعل البناء” مع العالم، وتعزيز القدرات العسكرية والأمن الداخلي.

وعلى نحو مماثل، أعلن مهدي كروبي، الزعيم الإصلاحي في 19 يونيو، دعمه بزشكيان، مؤكدا من إقامته الجبرية التي يخضع لها منذ سنوات على ضرورة تحقيق أهداف أساسية لتحسين أوضاع البلاد، مثل تخطي العقوبات، وإحقاق حقوق الشعب، ومكافحة الفساد.

ماذا لو عاد الخميني..حوار بالذكاء الاصطناعي مع زعيم الثورة الإيرانية في ذكري وفاته

تحيي إيران هذه الأيام الذكرى الخامسة والثلاثون لرحيل قائد الثورة الإسلامية أية الله الخميني ذلك بالتزامن مع الاستعدادات الجارية في البلاد لإجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة المزمع عقدها في 28 من هذا الشهر.

وفي كل عام تقام مراسم تأبين للإمام الخميني جنوبي طهران بحضور المرشد الإيراني علي خامنئي وكبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين، فضلاً عن آلاف الأشخاص من مختلف المناطق والمحافظات في البلاد.

وبهذه المناسبة أجرت ” الشمس نيوز” حوارا تخيليا مع الزعيم الإيراني الراحل لمعرفة نظرته وتقييمه للأوضاع التي تشهدها البلاد خاصة بعد مقتل رئيسها إبراهيم رئيسي، ومن هو المرشح القادر على استكمال المسيرة.

كما تطرق الحوار الذي تم إجراءه عبر أحد تطبيقات الذكاء الإصطناعي لبعض السياسات والقرارت التي اتخذها الخميني أثناء وجوده في السلطة مثل قصف المدن الكردية بالطيران الحربي ومدى إمكانية اعتذاره عن هذه الإجراءات.

قصف المناطق الكردية

في بداية الحوار، واجهت “الشمس نيوز” الخميني ببعض سياساته تجاه الشعب الإيراني أثناء وجوده في السلطة خاصة قراره قصف المناطق الكردية بالطيران..وكيف ينظر لهذا الإجراء الأن وهل بإمكانه الإعتذار وطلب العفو من أهالي الضحايا، فجاء رده “إن النظر إلى الأحداث التاريخية بروح من المسؤولية والعدالة هو أمر مهم للغاية. إذا كانت هناك سياسات أو أعمال قد تسببت في معاناة أو ظلم لأي جزء من الشعب الإيراني، بما في ذلك القصف الذي تعرضت له المناطق الكردية، فإن تقديم الاعتذار وطلب العفو هو خطوة قد تكون ضرورية لتحقيق المصالحة والعدالة.

وأشار إلي أن “الاعتراف بأن هناك سياسات أو أعمال قد تسببت في معاناة لبعض مكونات الشعب، بما في ذلك الأكراد. هذا الاعتراف هو خطوة أولى نحو المصالحة، لافتا إلي ضرورة تقديم اعتذار رسمي وصادق لأهالي الضحايا والمتضررين من السياسات القاسية، بما في ذلك القصف الجوي للمناطق الكردية.

وأكد إن  الاعتذار يعبر عن الندم والاستعداد لتصحيح المسار وإجراء تحقيقات نزيهة وشفافة في الأحداث التي أدت إلى تلك المعاناة، ومحاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات أو انتهاكات لحقوق الإنسان مع تقديم تعويضات عادلة للضحايا وأسرهم عن الأضرار التي لحقت بهم، والعمل على إعادة بناء المناطق المتضررة وتقديم الدعم اللازم للمتضرري و.تعزيز الحوار بين الحكومة ومختلف مكونات الشعب الإيراني، بما في ذلك الأكراد، لتحقيق مصالحة وطنية شاملة تضمن حقوق الجميع وتعمل على تحقيق الوحدة الوطنية.

مقتل مهسا آميني

وحول موقفه من مقتل الفتاة الإيرانية مهسا آميني بيد قوات الأمن الإيرانية، أكد الخميني أنه كمؤسس للثورة الإسلامية، فإن مقتل مهسا أميني سيكون بمثابة تحذير قوي بأن هناك حاجة ماسة للإصلاح والتحسين في كيفية التعامل مع القضايا الإنسانية والحقوقية. سأدعو إلى تحقيق العدالة والشفافية، وإجراء الإصلاحات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، والعمل على بناء نظام يحترم حقوق الإنسان ويعزز العدالة الاجتماعية في إطار القيم الإسلامية.

وبسؤاله ” أفهم من كلامك أن سياسة الحكومة الإيرانية الحالية لا تعجبك وأنك لو عدت للحياة ستكون ضمن صفوف المتظاهرين المطالبين بالحرية والعدالة، قال الخميني لو عدت للحياة لن أنضم بالضرورة إلى المتظاهرين في الشوارع، لكنني سأكون صوتًا قويًا للإصلاح والعدالة والحرية داخل النظام. سأعمل على تحقيق التغييرات الضرورية لضمان أن الحكومة تعكس مبادئ الثورة الإسلامية وتحترم حقوق المواطنين، وتعالج القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تسبب الاحتجاجات. الهدف هو بناء إيران قوية وعادلة تحترم قيمها وتلبي تطلعات شعبها.

واقع إيران ومستقبلها

وبسؤاله حول رؤيته للأحداث في إيران، قال الخميني المتوفي عام 1989 أنه “إذا عادت لي الحياة بعد 36 عامًا، سأرى إيران وقد تغيرت كثيرًا منذ وفاتي. سأحاول تحليل الأوضاع الحالية ومستقبل البلاد بناءً على معرفتي وخبرتي.

وتابع ” إذا نظرنا لتطورات الأوضاع في إيران فعلي صعيد السياسة الداخلية قد تكون إيران الآن أكثر تعقيدًا من الناحية السياسية خاصة بعد مقتل إبراهيم رئيسي، من المحتمل أن يكون هناك فراغ في السلطة أو صراع على القيادة.

كما إن استمرار تأثير رجال الدين في السياسة قد يكون حاضرًا، ولكن ربما مع وجود تحديات من القوى الأخرى داخل النظام السياسي الإيراني، إضافة إلي وجود حركات معارضة داخلية قد يكون أقوى من ذي قبل، سواء من الشباب أو من النساء أو من الأقليات.

أما على صعيد الاقتصاد، فبحسب الخميني مازال الاقتصاد الإيراني يعاني من العقوبات الدولية والضغوط الاقتصادية، رغم وجود محاولات لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الوضع الاقتصادي، ولكنها تواجه تحديات كبيرة.

ويري أن علاقات إيران مع الغرب لا تزال متوترة، خاصة مع الولايات المتحدة، أما مع  الدول المجاورة مثل السعودية قد تكون متأرجحة، مع وجود فترات من التوتر وأخرى من التهدئة.في حين أن التحالفات مع روسيا والصين تعززت في محاولة لموازنة النفوذ الغربي.

وبسؤاله حول مستقبل البلاد بعد مقتل إبراهيم رئيسي، حذر الخميني من حدوث صراع داخلي  بين الفصائل المختلفة داخل النظام الإيراني للسيطرة على السلطة، معتبرا أن ظهور قائد جديد يمكن أن يكون حاسمًا في تحديد اتجاه السياسة المستقبلية للبلاد.

تحديات داخلية وخارجية

وأشار إلي أن إيران تواجه الكثير من التحديات مثل التوترات الداخلية والخارجية، وخاصة في ظل التغيرات القيادية، الضغوط الاقتصادية والعقوبات المستمرة، فضلا عن التحديات الاجتماعية من قبل الشباب والنساء والأقليات.

وفي نفس الوقت، يري قائد الثورة الإيرانية أن هناك إمكانية لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية والسياسية التي يمكن أن تحسن من وضع البلاد واستغلال العلاقات الدولية لتحقيق توازن أكبر وتحسين الوضع الاقتصادي.

وقال  الخميني : ” لو عدت للحياة ، ساكون مهتمًا بكيفية استمرار الثورة الإسلامية وتوجيهها لتحقيق الاستقرار والازدهار لإيران، وسأعمل على مقاربات جديدة للقضايا المعاصرة بصورة قد تكون بعيدة عن الأساليب التقليدية التي اتبعتها في فترة حياتي”.

المرشحين للرئاسة

وبسؤاله حول الانتخابات الرئاسية المبكرة والمرشح الأفضل من وجهة نظره، قال بصفتي الخميني وأرغب في تحديد المرشح الرئاسي الأقرب لأهداف الثورة الإيرانية، سأبحث عن شخصية تتمتع بعدة صفات أهمها “الولاء لمبادئ الثورة الإسلامية حيث يجب أن يكون المرشح ملتزمًا بمبادئ الثورة الإسلامية كما وضعتها، بما في ذلك السيادة الشعبية تحت ولاية الفقيه، والعدالة الاجتماعية، ومعارضة النفوذ الأجنبي مع الالتزام بالقيم الإسلامية التي تشكل الأساس الفكري للثورة.

كما يجب أن يكون المرشح قادرًا على مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتهديدات الخارجية بفعالية، وأن يكون لديه خبرة سياسية وعسكرية تؤهله لقيادة البلاد في هذه الأوقات العصيبة.

وأشار إلي أن شخص مثل إبراهيم رئيسي كان يعتبر قريبًا من هذه المبادئ، ويمكن النظر إلى شخصيات أخرى في القيادة الإيرانية التي تتوافق مع هذه المعايير، مثل سعيد جليلي مستشار المرشد الأعلى الإيراني والمرشح الرئاسي السابق، يعتبر من التيار المحافظ وذو خلفية قوية في الأمن القومي والسياسة الخارجية.

إضافة إلي علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، وله دور كبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، ويعتبر من المحافظين، ومحمد باقر قاليباف رئيس البرلمان الإيراني الذي يمتلك خلفية عسكرية كقائد سابق للحرس الثوري ورئيس بلدية طهران سابقًا.

ويري أن “هؤلاء الأشخاص يُعتبرون قريبين من أهداف الثورة الإسلامية لأنهم ملتزمون بالقيم الإسلامية والثورية ولديهم خبرة في القيادة والسياسة. ومع ذلك، يجب أن يتم اختيار المرشح بعناية لضمان الاستقرار والتنمية المستدامة لإيران.

أداء خامنئي ومستقبل المرشد القادم

وحول تقييمه لأداء خليفته علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية الحالي وهل كان على قدر المسؤولية وتحمل ارث خلافته، يري الخميني أن تقييم أداء علي خامنئي، يعتمد على النظر في عدة جوانب رئيسية تتعلق بقيادته ومسؤوليته في الحفاظ على إرث الثورة الإسلامية وتطويره. مشيرا إلي أن آية الله خامنئي حافظ على مبدأ ولاية الفقيه وتطبيقه كمرجعية دينية وسياسية في إيران، مما يضمن استمرار النظام الذي تم تأسيسه بعد الثورة.

كما حافظت إيران بقيادة خامنئي، على سيادتها واستقلالها في مواجهة الضغوط الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة وحلفائها، كما نجح المرشد الحالي في الحفاظ على استقرار النظام السياسي، رغم التحديات الداخلية وتمكن من إدارة الفصائل المختلفة داخل النظام، بما في ذلك المحافظين والإصلاحيين، رغم التوترات المستمرة بين هذه الفئات.

وأشار إلي أن هناك تحديات اقتصادية واجتماعية لم يتمكن من خامنئي حلها بالكامل، مما أدى إلى عدم الرضا الشعبي في بعض الأحيان، لافتا إلي أن تقييم الإرث الثقيل الذي تركته يتطلب مراعاة الظروف الصعبة والضغوط الهائلة التي واجهها، وبناءً على ذلك، يمكن القول إنه أدى دوره بكفاءة نسبية في سياق التحديات الكبيرة.

وحيد حانقيان..حكاية ظل المرشد وذراعه المرشح لرئاسة إيران

وحول مواصفات المرشد القام خاصة مع تدهور صحة خامنئي وموقفه من تولي مع مجتبي خامنئي المنصب، أكد الخميني أن اختيار المرشد القادم يجب أن يكون دقيقًا، مع مراعاة الخبرة، الحكمة، والقدرة على القيادة في الأوقات العصيبة، لضمان استمرار الثورة الإسلامية وتحقيق الاستقرار والازدهار لإيران، وأن يكون المرشح ملتزمًا تمامًا بمبادئ الثورة الإسلامية، وولاية الفقيه، وقادرًا على حماية هذا الإرث.

كما يجب أن يكون المرشد قادرًا على التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية بفعالية، وأن يتمتع بالحنكة السياسية والقدرة على اتخاذ قرارات استراتيجي و.تحقيق توازن بين المحافظة على القيم الثورية وإجراء الإصلاحات الضرورية التي تضمن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، بجانب أن يكون قادرًا على التواصل مع الشباب والاستماع لمطالبهم والعمل على تحسين أوضاعهم.

وشدد على أن المرشد يجب أن يكون عالِمًا دينيًا معترفًا به، وذو خبرة شرعية تمكنه من إصدار الفتاوى والتوجيهات الدينية اللازمة.

مجتبى خامنئي

وأشار إلي أنه مجتبي خامنئي ابن المرشد الحالي، هو أحد الأسماء التي تُطرح كمرشح محتمل للخلافة حيث يتمتع بخلفية دينية قوية، وهو متعلم في الحوزة العلمية، مما يجعله مؤهلاً من الناحية الدينية لشغل هذا المنصب.

كما إن لديه خبرة سياسية نتيجة قربه من مراكز صنع القرار والاطلاع على الشؤون الحكومية والسياسية فضلا عن الولاء للنظام والمبادئ الثورية فباعتباره ابن المرشد الحالي، يُفترض أن يكون ملتزمًا بمبادئ الثورة الإسلامية وقيمها، وهذا يعد ميزة في ضمان الاستمرارية والولاء للنظام.

كما يحظى بدعم من بعض القوى داخل النظام، وخاصة من الحرس الثوري والفصائل المحافظة، مما يمكن أن يسهم في تعزيز استقرار النظام حال توليه المنصب.

مجتبى خامنئي..حكاية الرجل الغامض في دولة المرشد

واعتبر الخميني أن “مجتبي خامنئي قد يكون مرشحًا مناسبًا من نواحٍ عديدة مثل الولاء للنظام والخلفية الدينية والدعم من الفصائل المحافظة. ومع ذلك، يجب التأكد من أنه يمتلك الصفات القيادية اللازمة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، والقدرة على تحقيق التوازن بين المحافظة والإصلاح.”

وفي ختام الحوار تقدمت ” الشمس نيوز” بالشكر للخميني وسعة صدره في تحمل الأسئلة فما كان منه إلا أن قال “أشكرك على هذا الحوار العميق والموثر. أتمنى أن تسهم هذه الأفكار والنقاشات في تعزيز فهمنا للتحديات والفرص التي تواجه إيران اليوم. العمل على تحقيق العدالة، الوحدة، واحترام حقوق الإنسان هو طريقنا نحو مستقبل أفضل.

وحيد حانقيان..حكاية ظل المرشد وذراعه المرشح لرئاسة إيران

وحيد حقانيان أحد أعضاء الدائرة المقربة للمرشد الإيراني علي خامنئي فاجأ المراقبين والمتابعين للشأن الإيراني بالترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المبكرة المزمع عقدها أواخر هذا الشهر.
وحددت إيران 28 يونيو الجاري موعدا للانتخابات الرئاسية المبكرة عقب شغور منصب الرئيس بعد مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث سقوط المروحية التي كان يستقلها قبل أيام.
وتم فتح الباب لتسجيل أسماء المرشحين الرئاسيين في الفترة من 30 مايو إلى 3 يونيو على أن تكون الحملات الانتخابية من 12 إلى 27 يونيو.
وأعاد ترشح وحيد حقانيان خلط الأوراق في إيران وغير من خريطة التوقعات نظرا للمكانة التي يحظي كونه أحد رجال الدائرة الضيقة من علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية وصاحب الكلمة الأولي والأخيرة في البلاد.

من هو وحيد حقانيان ؟
ولد وحيد حقانيان الذي يعرف أيضا باسم “الحاج وحيد” أو “سردار وحيد” عام 1962 في طهران، وينتمي بالأصل لأسرة دينية ترجع أصولها لمدينة أصفهان.
اعتُقِل حقانيان لأول مرة عام ١٩٧٨ هو ومجموعة من الشبان في أثناء استماعهم إلى الرسائل التي كانت تذاع فى غربي طهران لآية الله الخميني بواسطة إحدى محطات الراديو، ولصغر سنه أفرج عنه بعد أسبوع من اعتقاله، بيد أن هذه التجربة العويصة التي عاشها شكلت فارقًا قويٌا وتغيرًا جذريًا فى حياته، فبعد انتصار الثورة الإسلامية وفى عام ١٩٧٩ عمل مع لجان الثورة الإسلامية غربي طهران.
بعد حصوله على شهادة الدبلوم من المدرسة الثانوية “فراهاني” عام ١٩٨٥ انضم للحرس الثوري، وكان من القلة الذين تولوا منصبًا مباشرا في مؤسسة الحرس الثوري من دون أن يكون له أي خلفية عسكرية.
وعام ١٩٨٦ عُين قائدا لدوريات الأمن التابعة للحرس الثوري فى طهران والمعروفة باسم “فوج ثار الله”.

سعيد جليلي..هل يكون رجل المرشد الرئيس الجديد لـ إيران ؟

وفي عام ١٩٨٩ تعرض لإصابة بالغة فى البطن والقدم في أثناء عمليات “بيت المقدس 3″، والتي لا تزال آثارها واضحة خلال سيره إلى الآن.
وبعد تأسيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري، انضم له وشغل منصب نائب قائد الفرقة الموجهة لدول الكتلة الشرقية ثم إلتحق بالخدمة فى مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي.
وفي عام ٢٠٠٢ عُين نائبًا تنفيذيًا لمكتب القيادة، ثم قائد حماية المرشد الأعلى، والمساعد السياسي لمكتب التفتيش الخاص للمرشد علي خامنئي، كما عمل كمساعد لنائب مكتب بيت خامنئي للشؤون الأمنية والسياسية.
ويشغل حاليا منصب نائب الرئيس التنفيذي لبيت المرشد ويعتبر من أقرب الدوائر الأمنية الاستشارية لخامنئي لدرجة أن كثير من الدوائر والتقارير تصفه بأنه ظل خامنئي وذلك لقربه الشديد منه، فهو يقف خلفه في مختلف المناسبات ويرافقه في كل اللقاءات والاجتماعات الحساسة؛ لذلك وسمته الصحف ووكالات الأنباء بـ”الجنرال الذي لا يفارق ظل المرشد”.

بين المرشد والرئيس
في حياة وحيد حقانيان مجموعة من المواقف التي تبرز وتكشف عن المكانة التي يحظي بها داخل الدولة الإيرانية فهو المرافق الدائم للمرشد في جميع رحلاته وربما لا تظهر صورة لخامنئي دون وجوده فيها.
وفي مراسم الولاية الثانية لرئاسة محمود أحمدي نجاد، وسط دهشة الجميع، قام حقانيان بتسليم حكم تنفيذ مرسوم الرئاسة إلى خامنئي ليقوم بتسليم المرسوم إلى أحمدي نجاد وهذا العمل يقوم به عادة الرئيس السابق أو رئيس مجلس الخبراء أو من في وزنهم ومستواهم.
كما ظهر بين الرئيس السابق حسن روحاني والمرشد خامنئي وسلم حكم التنفيذ المرسوم الرئاسي.

حامل رسائل المرشد
في 25 فبراير 2019، ظهر دور الحج وحيد بارزا عندما نجح في إقناع وزير الخارجية آئنذاك جواد ظريف بالعدول عن استقالته بعد أن ذهب إليه حاملا رسالة دقيقة وبالغة الحساسية من المرشد الأعلى علي خامنئي، إلى ظريف، مفادها أنه يتوجب على الوزير المستقيل العودة إلى منصبه في الصباح الباكر.
وبحسب تقارير وقتها فإن ظريف الذي رفض طلب الرئيس روحاني بالتراجع عن استقالته استجاب للأمر بعد لقائه مع “وحيد حقانيان”، الذي نجح في إقناعه بالتنازل عن فكرة التشبث بالاستقالة والعودة إلى منصبه وهو الموقف الذي أظهر القوة التي يتمتع بها حقانيان.
وفي السنوات الأخيرة، برز دور وحيد حقانيان وحضوره الكثير من الفعاليات كممثل خاص للمرشد علي خامنئي حيث كان يلتقي بوزراء ومسؤولين في الحكومة وينقل لهم رسائل وتوجيهات المرشد .

العقوبات الأمريكية
في 4 نوفمبر 2019، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية حقانيان على قائمة العقوبات إلى جانب 9 شخصيات من المسؤولين والمقربين من المرشد الإيراني الأعلى.
وفي بيانها، وصفت الخزانة الأميركية، وحيد حقانيان بأنه “اليد اليمنى للزعيم الأعلى”، فضلاً عن اتهامات له وللشخصيات الأخرى التي شملتهم العقوبات، بأنهم “ينفذون سياساته المزعزعة للاستقرار”.

حقانيان ورئيسي
لكن منذ قرابة أربع سنوات تقريباً، أي بعد الانتخابات الرئاسية السابقة، بدأ يتراجع دور حقانيان في مؤسسة القيادة وأصبح يغيب بالتدرج عن الأضواء حيث لم يعد يرافق المرشد خلال السنوات الأخيرة كما في السابق. حينها،
كان للمرشح الرئاسي المحتمل حقانين موقفا سلبيا من عملية انتخاب إبراهيم رئيسي الرئيس الراحل وهو ما جعله عرضة للهجوم من وسائل إعلام رسمية.
عقب فوز رئيسي، كتب حقانيان مقالاً حول الانتخابات، نشرته وسائل إعلام إيرانية، اعتبر فيه إن وجود المرشحين الآخرين إلى جانب رئيسي كان “مدداً ربانياً”، مضيفاً أن هؤلاء المرشحين ضحوا بأنفسهم لأجل الثورة الإسلامية، حيث قال إنه “في ظل الظروف الناتجة من رفض الترشيحات (من قبل مجلس صيانة الدستور)، ومقاطعة الانتخابات عن طريق الأجانب وحتى أحمدي نجاد، لو كان هؤلاء المرشحون الثلاث قد انسحبوا من السباق بعد انسحاب مرشحين آخرين لكان ذلك يشكل تحدياً كبيراً أمام النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى لو كانت الداخلية ترفض ذلك”، أي طلبات انسحابهم.
وأثار المقال موجة من الجدل، حيث اعتبرته حينها، وسائل إعلام محافظة يحمل دلالات على أن الانتخابات “استعراضية”، وانتقدته وكالة “تسنيم” المحافظة، حينها، واصفة مقاله بأنه “مسبب للخسارة”، مخاطبة إياه بالقول “يحق لك أن يكون لك رأيك ناشطاً، لكن عندما تعلن خروجك من مكتب القائد”.

خطاب الترشح
عقب تقديم أوراقه أمس السبت 1 يونيو، عقد وحيد حقانين مؤتمرا صحفيا، لإعلان ترشحه للرئاسة مؤكدا أن الترشح جاء بـ “بقرار شخصي “.
وأشار إلى قيامه بإعداد تقارير دقيقة حول أوضاع المواطنين وتقديمها لأصحاب القرار في النظام، متابعا”خلال السنوات الـ 45 الماضية، بفضل الواجب الذي قمت به، ورحلاتي إلى جميع أنحاء البلاد، وإعداد التقارير المستمرة، وتقديمها لمراكز صنع القرار، وتجاربي المباشرة في الحروب وغيرها من المجالات، تمكنت من بناء جسور قوية مع مختلف فئات المجتمع”
موضحًا أنه “خلال 45 عامًا من الخدمة المستمرة في مختلف المناصب الإدارية والتنفيذية وصنع القرار في البلاد، لم ينتم أبدًا لأي فصيل سياسي، ولكنه مستعد للتعاون مع الجميع”.
وأعلن أنه كان ناشطًا في حزب “جمهوري إسلامي”، منذ أن كان عمره 18 عامًا، ويعمل في رئاسة الجمهورية ومكتب خامنئي منذ 45 عامًا، ولهذا السبب فهو على دراية تامة بقضايا البلاد.
الغريب أنه خلال المؤتمر الصحفي انقطعت الكهرباء عن القاعة، عدة مرات، وهو ما علق عليه حقانيان بقوله “آمل ألا يكون الأمر متعمدًا”.

Exit mobile version