52 يوم من القتال..كيف غيرت حرب أوكرانيا النظام العالمي وسياسات الدول؟

تناولت صحيفة “واشنطن بوست” ما حمله الاجتياح الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، من تداعيات غيرت ملامح العالم في فترة وجيزة، ودفعت بلداناً عدة إلى إعادة النظر في مواقفها القائمة منذ عقود، مع ما يشكله من تهديد مباشر للاقتصاد العالمي.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه منذ إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بدء الاجتياح العسكري للجارة أوكرانيا، تساقطت القذائف والصواريخ على المدن الأوكرانية، مع انتشار الجيش الروسي على امتداد الحدود، ما تسبب في موجة نزوح كبيرة تحولت إلى واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


وأضافت أن الصور الشنيعة للقتل والتعذيب، بما في ذلك المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في إحدى المدن التي كانت ترزح تحت الاحتلال الروسي، تسببت بصدمة بمختلف أنحاء العالم، موضحة أن بوتين تم وصفه بمجرم حرب، بينما اتهم عدد من القادة الغربيين روسيا بارتكاب “الإبادة الجماعية”.

 

غير أن “واشنطن بوست” توقفت بشكل أكبر عند تداعيات حرب بوتين التي تتجاوز أوكرانيا، موضحة أنها دفعت عدة بلدان إلى إعادة النظر في مواقفها التقليدية بالتزام الحياد أو سياستها بخصوص استقبال اللاجئين، مع تهديدها استقرار الاقتصاد العالمي.
وبحسب الصحيفة فقد حملت فترة أقل من شهرين على بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا تحولات عالمية كبيرة لخصتها كما يلي:

استقبال حار للنازحين الأوكرانيين
قالت “واشنطن بوست” إن 4.6 ملايين مواطن أوكراني غادروا بلادهم، الجزء الأكبر منهم نزح إلى البلدان المجاورة كبولندا ورومانيا.

وأوضحت أن البلدان التي استقبلتهم كانت متشددة في السابق في فتح حدودها أمام نازحين آخرين، مضيفة أنه للتعامل مع تدفق اللاجئين الأوكرانيين، وضع القادة الأوروبيون خارطة طريق جديدة، عززت التوافق السياسي وسرعت عملية استقبال الأوكرانيين.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه حتى اليابان، البعيدة جغرافيا، تحركت لاستقبال 400 شخص من المرحلين الأوكرانيين، في خطوة غير مسبوقة من جانب طوكيو التي عرفت تاريخيا برفضها استقبال طالبي اللجوء.

وذكرت “واشنطن بوست” أن الاستقبال الحار الذي خصص للاجئين الأوكرانيين أثار الدهشة، حيث أشار أخيراً المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إلى أن بلدانا مثل أثيوبيا واليمن لم تتلق “ولو جزءا ضئيلا” من الاهتمام الذي خصص لأوكرانيا.

إعادة النظر في عدم الاصطفاف السياسي
بحسب تقرير “واشنطن بوست” فإن عدداً من البلدان التي شاركت في فرض العقوبات الغربية على روسيا على خلفية الحرب بأوكرانيا كانت إما تعرف تقليدياً بأنها تتبنى الحياد السياسي، أو كانت لديها علاقات اقتصادية وثيقة مع الأوليغارش الروس.

وكمثال على ذلك، قالت الصحيفة إنه بعد أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت سويسرا أنها ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على موسكو، وهو تحول لافت عن مبدأ الحياد الذي التزمت به طويلا. وأضافت أن إمارة موناكو، ملاذ كبار الأغنياء الروس، تحركت كذلك وجمدت أصول الأوليغارش الروس بما يتماشى مع العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي.

الشأن نفسه شمل سنغافورة، التي أوضحت “واشنطن بوست” أنها قامت بما اعتبرته خطوة “غير مسبوقة لحد ما” بفرض عقوبات على دولة أخرى دون وجود قرار لمجلس الأمن الأممي في هذا الخصوص.

الإخراج المتواصل للاقتصاد الروسي من العولمة
ارتباطاً بالعقوبات الدولية، قالت “واشنطن بوست” إنه بعد سقوط جدار برلين بدأ الروس يقبلون على المنتجات الغربية مثل ماكدونالدز للوجبات السريعة. وأضافت أن ردة الفعل الدولية على قيام بوتين بضم شبه جزيرة القرم في العام 2014 شكلت بداية لعزل المجتمع والاقتصاد الروسي عن العالم الغربي، موضحة أن الغزو الذي بدأ في 24 فبراير سرع ذلك أكثر.

وقالت الصحيفة الأميركية إنه تحت ضغط حكومات بلدانها والمستهلكين، قامت الشركات والمنظمات الكبرى بنقل أنشطتها من بلاد بوتين، أو وقفها كليا، ما يحرم المواطنين الروس من الحصول على عدة منتجات استهلاكية. الأمر نفسه شمل المواعيد الرياضية الدولية والمؤسسات الثقافية البارزة التي قطعت العلاقات مع المشاركين الروس.

ارتفاع صاروخي لموازنة الدفاع في ألمانيا
ذكر تقرير “واشنطن بوست” أنه رغم كونها أكبر اقتصاد بأوروبا وعضوا نافذا داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التزمت ألمانيا بالحذر بشأن فرض وجودها على الساحة الدولية. وأضاف أنه بعد الحرب الباردة، قامت برلين بتطوير علاقات وثيقة مع موسكو على الصعيد الاقتصادي وفي مجال الطاقة.

وأوضحت الصحيفة أن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع ألمانيا إلى تغيير وجهتها. ففي أواخر فبراير/ شباط الماضي، أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتز، أن حكومته سترفع بشكل كبير الموازنة المخصصة للدفاع. كما أعطى الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بعد أسابيع فقط على موجة السخرية التي رافقت عرض بلاده إرسال خوذ واقية إلى كييف.

وبلغة الأرقام، ذكرت “واشنطن بوست” أنه تم ضخ 110 مليارات دولار بمخصصات الجيش الألماني، ما يمثل الضعف عما تلقاه في العام السابق.

تهديد لمصادر العيش العالمية
لفت تقرير “واشنطن بوست” إلى أنه قبل الحرب، كانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر دولي للذرة والقمح، فيما روسيا أكبر مصدر عالمي للنفط إضافة لكونها من كبار المزودين بالأسمدة. وكان من تداعيات الحرب، ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية عالميا، ما يهدد وفق الصحيفة، الأمن الغذائي ويقوض جهود تخفيف وطأة الفقر في أفريقيا والشرق الأوسط.

وقال برنامج الأغذية العالمي إن 41 مليون شخص بغرب ووسط أفريقيا قد يتضررون بفعل أزمة الغذاء هذا العام، في ظل الأسعار الأكثر ارتفاعا منذ عدة عقود لمواد مثل الحبوب، والطاقة، والأسمدة.

وأضاف تقرير “واشنطن بوست” أن منظمة التجارة العالمية توقعت الثلاثاء تراجع النمو العالمي إلى 2.8 بالمائة مقارنة بنسبة 4.1 بالمائة قبل الحرب، قائلة إن النزاع وجه “ضربة قوية” للاقتصاد العالمي. وبحسب الصحيفة، فإن الخبراء يرون أنه كلما طالت الحرب، كلما كانت التداعيات أكبر فأكبر.

فرنسا تحبس أنفاسها..هل تكون ماري لوبان أول إمراة تحكم الإليزيه ؟

لا يزال عدم اليقين سيد الموقف السبت عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا حيث بات المرشحون ملزمين عدم الإدلاء بأي تصريحات علنية حتى صدور نتائج اقتراع الأحد الذي تبدو المنافسة محمومة فيه بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.
وتفيد استطلاعات الرأي أن ماكرون ولوبن اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام 2017، هما الأوفر حظا للتأهل مجددا الأحد مع أن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون يستفيد أيضا كما لوبن، من موجة تأييد جديدة.
وفي حال تكرار سيناريو العام 2017، أظهرت خمسة استطلاعات للرأي فوز الرئيس ماكرون في 24 أبريل بفارق ضئيل مع نتائج ترجح نيله نسبة أصوات تراوح بين 51 و54 %.
وتبدو فرص المرشحين العشرة الآخرين محدودة جدا إلا ان عدم اليقين يتواصل إذ يؤكد الخبير السياسي باسكال بيرينو أن “هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع خمسين بالمئة تقريبا”.
وقالت جان دين ماسيو وهي استاذة موسيقى تبلغ الثامنة والثلاثين في سوق باريسية الجمعة “الأمور بدأت ترتسم لكن بشكل مبهم لكن بصراحة سأتخذ قراري النهائي عندما أكون داخل العازل”.
ولا يزال الغموض يلف نسبة المقاطعة لهذا الاقتراع الذي ستكون نتائجه موضع ترقب كبير في أوروبا وخارجها.
ويخشى الكثير من الخبراء السياسيين أن يتخطى مستوى المقاطعة في الدورة الأولى النسبة القياسية المسجلة العام 2002 وقدرها 28,4% أي ان تكون أعلى بكثير من النسبة المسجلة العام 2017 والبالغة 22,2%.
وقالت كريستين مازو وهي موظّفة متقاعدة تبلغ 75 عامًا في سوق في باريس، “لا أحد من محيطي سيصوّت”.
وأثرت الحرب في أوكرانيا على الحملة التي انطلقت من دون حماسة لكنها انتعشت بعض الشيء في الأيام الأخيرة مع بروز فرضية احتمال فوز مارين لوبن التي ستكون أول امرأة وممثل لليمين المتطرف تصل إلى الرئاسة في حال فوزها، وهو ما سوف يشكل زلزالا سياسيا ليس في فرنسا وحسب، بل وفي أوروبا كلها.
ونجحت لوبن ابنة جان ماري لوبن ممثل اليمين المتطرف على مدى عقود في فرنسا، في إظهار حزبها بصورة أكثر اعتدالا مع شنّها حملة مقنعة ركزتها على القدرة الشرائية التي يضعها المواطنون في أعلى سلم أولياتهم في حين يرتفع التضخم جراء الحرب في أوكرانيا.
وبانتظار صدور النتائج الأحد عند الساعة 18,00 ت غ. يحظر منذ منتصف ليل الجمعة على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات.
لكن يمكن لبعض المرشحين أن يظهروا السبت من خلال المشاركة في تظاهرات. وأعلن عن تنظيم “مسيرات من أجل المستقبل” في فرنسا بمبادرة من منظمات يسارية.
وكرس المرشحون الجمعة لمداخلات إعلامية محدودة أو زيارات قصيرة في محاولة أخيرة لإقناع الناخبين الفرنسيين البالغ عددهم 48,7 مليون شخص.
فقد قام إيمانويل ماكرون صباح الجمعة بزيارة قصيرة غير معلنة إلى سوق نويي سور سين عند أبواب باريس.
وزارت لوبن من جهتها ناربون في جنوب فرنسا حيث قدمت نفسها على أنها مرشحة “فرنسا الهادئة”.
وقالت وهي تحمل كأس نبيذ في يدها بانها لا تشعر “بنشوة” انتصار محتمل مضيفة أنه يجب انتظار الدورة الثانية.

رغم تحريرهم من داعش..لماذا يكره أهالي الرقة السورية الجيش الأمريكي؟

أظهر تقرير طلبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إعداده أنه كان بإمكان الجيش الأميركي فعل المزيد للحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين خلال معركة الرقة التي شهدت سقوط تنظيم الدولة الإسلامية عام 2017، وذلك تجنبا لدفع ما وصفته بالكلفة الاستراتيجية.
وبحسب التقرير الذي أعدّته مؤسسة “راند” البحثية، ففي نهاية هذه المعركة التي دامت قرابة خمسة أشهر واستهدفت تحرير هذه المدينة السورية الكبيرة من قبضة التنظيم المتطرف، “كان 60 إلى 80% من المدينة غير صالحة للسكن” وقد صب السكان جام غضبهم على القوات التي حررت المدينة.
وأشار التقرير إلى أن الضربات “المُستهدَفة” والقصف المدفعي لقوات التحالف على الرقة تسببا في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بين 6 و30 أكتوبر 2017، يتراوح بين 744 إلى 1600 قتيل بحسب إحصائيات التحالف ومنظمة العفو الدولية وموقع “ايروورز” المتخصص.

دمار الرقة

مستوى الدمار ونقص الدعم الأميركي دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم

وأضاف التقرير المكون من 130 صفحة أن معركة الرقة تسببت أيضا في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية ما “أضعف مصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل” في المنطقة.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة التي استشهدت بها مؤسسة راند، تم تدمير أو إلحاق أضرار بأحد عشر ألف مبنى بين فبراير وأكتوبر 2017، بما في ذلك 8 مستشفيات و29 مسجدا وأكثر من 40 مدرسة وخمس جامعات بالإضافة إلى نظام الري في المدينة.

كان بالإمكان أفضل مما كان
وبحسب “راند” فإن الجيش الأميركي الذي نفّذ 95% من الضربات الجوية وشنّ ما نسبته 100% من نيران المدفعية خلال معركة الرقة، لم يرتكب أيّ جرائم حرب خلال تلك المعركة لأنه حاول احترام القوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب ولكنه كان “بإمكانه أن يفعل أفضل من ذلك”.

ولفت التقرير إلى أن قرار تطويق المدينة لـ”القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية” والذي أعلن عنه مسؤولون عسكريون أميركيون في ذلك الوقت، أدى إلى منع إنشاء ممرات إنسانية للمدنيين ودفع مقاتلي التنظيم إلى اتخاذ السكان دروعا في الأحياء الأكثر اكتظاظا.
و حسب “راند” فإنه بدلا من تركيز عملياته على الضربات الجوية لإنقاذ حياة جنوده توجب على الجيش الأميركي أيضا أن يكون مستعدا لإرسال مزيد من القوات إلى الميدان لاكتساب معرفة أفضل بالوضع وبالمخاطر،
وقال التقرير إنّه توجَّب على التسلسل الهرمي العسكري أن يُعدّ عمليّاته آخذا في الحسبان أنّ الضرر اللاحق بالمدنيين له كلفة استراتيجية.
وذكر أنّ “الرقة تعرّضت لأكبر أضرار هيكلية في الكيلومتر المربّع مقارنة بأي مدينة سورية”، مشيرا الى أن “مستوى الدمار البنيوي ونقص الدعم الأميركي لإعادة إعمار الرقة دفعا بكثير من السكان إلى التنديد بالطريقة التي تم بها تحرير مدينتهم”.

اليهود والنازيون الجُدد..قراءة فى البُعد الأيديولوجي للحرب الروسية على أوكرانيا

بقلم دكتور/ سامي عمار

“ستظل أوكرانيا الدولة الوحيدة دون إسرائيل التي يشغل بها منصب رئيس الدولة والحكومة يهوديان!”
جملة ساطعة سَطر بها أندرو هيجينز مقالته في نيويورك تايمز عام 2019 إشارةً لفوز زيلينسكي بمنصب رئيس الدولة، الذي حظي بمسميات عدة مثل خادم الشعب أو أول يهودي يرأس البلاد.
وفي مقالة أخرى بعنوان عريض “القِرم لنا” بصحيفة “سفوبودنايا بريسا” عام 2018، أثار فيكتور سوكيركو جدلاً تاريخياً لعلاقة اليهود بأوكرانيا والقِرم تحديداً التي تحظي بقصة قديمة تتعلق بإقامة وطن قومي لليهود بها كبديل لدولة فلسطين، حينما لعب الزعيم السوفيتي ستالين دوراً لتفادي إقامة دولة إسرائيل في القِرم لتجنب غضب القوميات إذا كانت مرشحة بقوة أن تكون وطناً لهم، لكن دعمه للمستوطنات اليهودية بالمال والسلاح لتوطين اليهود بفلسطين كان أكبر ليسهل عملية قيام الدولة العبرية بها وإرضاء حلفاءه في الحرب ضد هتلر.
بالأمس القِرم واليوم أوكرانيا كاملة، ومع إضافة النازيون للخطاب الروسي بات الأمر محل جدل، ففي مقالته بوول ستريت جورنال في 2 مارس، قال ياروسلاف تروفيموف أن الرئيس الروسي يبرر حربه بأوكرانيا بقمع النازية مدعياً أن حكومتها تحت سيطرة مجموعة نازية برعاية أمريكية وهي تُعتبر إهانة لليهود وقاداتهم عالمياً وأيضاً لذكرى الهولوكوست على حد وصفه.

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%ae%d8%b3%d8%a7%d8%a6%d8%b1-%d8%aa%d8%b5%d9%84-%d9%84%d9%80-10-%d9%85%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1.html

ولا أحد ينسى أن زيلينسكي كان السبب المباشر في محاكمة عزل ترامب من الرئاسة الأمريكية بعد تسريب مكالمة هاتفية معه لفتح تحقيق فساد هانتر بايدن ابن الرئيس الحالي بايدن الذي يعمل لدى شركة طاقة بأوكرانيا، ويحتمل دعم بايدن لزيلينسكي في تدشين نزاع عسكري مع روسيا يأتي انتقاماً من الجمهوريين الذين حاولوا تشويه سمعة بايدن بالتآمر مع زيلينسكي علاوة على اتهام موسكو بالتلاعب بالانتخابات نفسها!
هل هي تصفية حسابات أم أن لليهود وجماعات الضغط بواشنطن دوراً ومصالح في إشعال تلك الحرب؟
ففي لقاء بثته قناة إسرائيل 24 مع جدعون غريف المؤرخ بمعهد “شيم عولام” ببرنامج “المدار الثاني.. النازيون الجٌدد في أوكرانيا عصب الجيش الوطني وذريعة بوتين لشن الحرب”، أكد غريف دمج حكومة كييف نازيون جدد عدة بمناصبها مما يشكل خطر وكابوس كبير لما تحمله النازية من أفكار مدمرة، بل ويلمح لوجود علاقة مع اليهود!
وإن كان البعض يسند تلك الحرب لرفض روسيا ضم أوكرانيا للناتو لوقوعها مباشرة على حدودها الجغرافية التي تسمح بوصول أي صاروخ أمريكي إلى موسكو في خمسة دقائق، لكن ذلك لا يمثل الحقيقة الدقيقة لأن الناتو بالفعل ضم جمهوريات البلطيق الثلاثة الملاصقة مباشرة لروسيا عام 2004 أي بعد أربع سنوات من وصول بوتين للرئاسة لكنه لم يشن حرباً عليهم كما يحدث اليوم بأوكرانيا رغم أن المسافة بينهم وبين موسكو تمثل ذات المسافة بين أوكرانيا وموسكو.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7.html

لذا لابد من طرح تساؤل عن البعد الأيديولوجي للحرب على أوكرانيا التي تشكل جزء أصيل من تاريخ نشوء وتطور الأمة الروسية منذ فترة أمراء كييف بل كانت عاصمة روسيا لفترة قبل انتقالها لموسكو!
وإذا بحثنا بين صفحات الماضي، سنجد أن زيلينسكي أول رئيس يهودي لأوكرانيا بالفعل، لكن ليس أول يهودي يشغل منصب رفيع هناك، بل سبقه يوخيم زفياليسكي الذي شغل منصب رئيس وزراء بالفترة 1993-1994 مع تولي ليونيد كرافشوك رئاسة أوكرانيا المستقلة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ثم تلاه جرويسمان الذي شغل المنصب بالفترة 2016-2019 مع رئاسة بورشينكو.
والمثير للجدل أن عدد اليهود في أوكرانيا مُعلن لكن غير محدد فالبعض يقول انهم ما بين 120 ألف – 400 ألف نسمة والبعض قال انهم 200 ألف، فكيف نجح زيلينسكي الممثل الكوميدي بالانتخابات الرئاسية علماً بأن تاريخه يخلو من الخبرات السياسية كما أن أعماله الفنية لا تشكل رصيدا كبيراً!
ومع دعوات زيلينسكي للشعوب الغربية بإرسال مقاتلين متطوعين للقتال ضد روسيا مما يعكس وجود نقص بشري في أعداد جيشه وكذلك ترحيب بوتين بمقاتلين من الشرق الأوسط، تتجلى أمامنا صورة أفغانستان جديدة مع مد إرهابي جديد على أبواب أوروبا وموجات تهديد قد لا تنتهي.
بل يدفع هذا المشهد لاحتمال حدوث أكبر كابوس يراود الغرب برمته وهو (هجوم نووي إرهابي) خاصة مع وجود مواد مشعة ومفاعلات نووية مهمة بتكنولوجيا سوفيتية على الأراضي الأوكرانية التي شكلت السيطرة عليها هدفاً أساسياً للقوات الروسية وفق تصريح سيرجي لافروف عشية الهجوم على مفاعل تشيرنوبل وزاباروجيا.
ورغم تشكيك البعض في تصريحات بوتين بمواجهة النازيون الجُدد في الحرب الدائرة حيث يبرروا ذلك باعتياده وصف أعدائه بالنازية والفاشية كأداة لحملات الدعاية الروسية “بروباجندا”!
حرب مستعرة مستمرة، وعلاقة غامضة بين محاور الأزمة الثلاثة “اليهود والنازيون الجدد والقوميون”، فالنازيون والقوميون متقاربون حيث تجمعهم كراهيتهم لروسيا وإرثها القيصري، أما اليهود والنازيون لا يزالوا محل تساؤل كبير، هل يوجد تحالف غير مُعلن بينهم؟
اليوم تساؤلات وغداً إجابات.. وما خفي كان أعظم!

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7.html

الحرب فى كييف والتداعيات فى دمشق..كيف أصبح مصير سوريا معلق بـ أوكرانيا ؟

ليس من المحبذ أن ندخل في كل كتابة نكتبها في تفاصيل ما جرى ويجري في سوريا، لذا ندخل سردا مباشراً الى المجريات الحالية فتلك الخلفيات، باتت عناوين مستهلكة وبكثرة، ولان الواقع يفرض علينا أن نروي ما يجري الآن لا ما جرى منذ عشرة سنوات أقل ما فيه أننا نبشر انفسنا خيراً بأننا نعاصر العالم في كتاباتنا، أو أن نواكب الرصاصة الإعلامية العالمية فلا نموت بها.

بدايةً الارتزاق مهنة وصنعة القادة السوريين، والانفصاليين مرتزقة!!
يخيل لك في مشاهدة الواقع السوري أن كتلة من الكرد انفصلوا عن سوريا وبنوا لأنفسهم مؤسسة عسكرية وأمنية وإدارية، وأخرجوا تلك المناطق عن الحدود السورية وبدأوا ببناء علاقات دولية، لكثرة ما يروّج له كل من النظام السوري والمعارضة السورية التي هي في الواقع جمعية لصوصية متطرفة، ولا يغفل ذلك على بعض الدول أصحاب النظام الإعلامي العالمي، غير انه من الممكن أن يغفل على السوريين والشرق أوسطيين، لكن ما أن تخوض في البحث عن الحقائق حتى يتبين لك أن كلا الطرفين حولوا سوريا من ثورة الجياع إلى بؤرة للارتزاق والانفصال والتطرف والإرهاب.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d9%88%d8%b7%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b9.html

وليس أكثر برهاناً ما يجري الآن في أوكرانيا وما جرى في قره باغ وليبيا واليمن، وما إن انطلاق شرارة الحرب في قره باغ او ليبيا حتى اطلق الثوار عنان ثورتهم وانطلقوا الى مسلخ الإبادة التركي في البلدين، بينما راح النظام يسخّر شاشته الإعلامية لتعظيم بطولات الحوثيين في اليمن، تاركاً الشعب السوري يتوسد العراء ويبتلع التراب جوعاً.
هذه المجريات والأحداث أثبتت ارتزاق مهنة السلطات السورية وصنعتها سواء كانت المعارضة المتطرفة أو كان النظام السوري، نظام التطوير والتحديث، الذي لم يحدث أو يطور شيء سوى أساليب التعذيب في السجون، وطور طرق القتل بالبراميل والسيخوي والمدفعية، وغيرها من أساليب التعامل الوحشية المطورة والمحدثة مع شعبه السوري.

سوريا مسرح الجريمة وساحات دمشق خير برهان

مع انطلاق الحرب في أوكرانيا كلنا توقعنا سقوط تلك المدينة الصغيرة “كييف” بيد الروس، لكن نظام بشار الأسد الذي يوصف بالتطوير والتحديث ملئ ساحات دمشق بالوريقات المطورة التي أظهرت نخوة بوتين ورقته في التعامل مع الشعب الأوكراني، كما هي معاملة السيخوي والمدفعية السورية مع شعب التطوير والتحديث، لم تسقط كييف وراحت تكلفة تلك اللوحات سُداً، ولا تزال كييف والشعب السوري يعانون المر ذاته بينما يخرج معاون الأسد ليقول أن الشعب السوري متعاطف مع بوتين وأن في كييف انفصاليين وأن سياسة النظام المالي العالمي ستفشل أمام الثورية الرقمية للمرتزقة السوريين، وأرسل أول حفنة من المرتزقة “الدفاع الوطني” إلى أوكرانيا ليكونوا أول من حول مسرح الجريمة السورية من سوريا إلى كييف ولمشاركة إخوانه في جيش الثوار المقاتلين الى جانب أوكرانيا ضد الروس.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1.html

دلالات هذا الشيء في الواقع السوري تشير إلى أن من يريد الحل في سوريا يذهب إلى أنقرة وموسكو وليس دمشق او شيخ الحديد، او حتى إدلب المتطرفة، فكلٌ من هاتين العاصمتين انتقت من بين السوريين أكثرهم خدمة وطاعة وراحت تمده بالسياسة والسلاح على حدٍ سواء وجعلتهم ديوكاً مطيعين لأوامرهم.
والمريع المذهل في الموضوع عندما يخرج هؤلاء القادة الإعلام مخاطبين الرأي العام أنهم الحل الأمثل وانهم القادة الطموحين وأن سيوفهم مسلطة على كل من يمنع موت الشباب السوريين في ليبيا او قره باغ او أوكرانيا والبراهين كثيرة وكثيرة.

أوكرانيا جعلت من الحل السوري مستحيلاً ودمشق انتهت
اذا اختصر صراع الأبطال في سوريا وعلى لقمة عيش الشعب السوري فقط لكان من الممكن أن نخوض الآن في حوار سوري سوري أو في البحث عن حل سوري، لكن الآن هناك مشكلة أكثر استعصاءً وهي من ينقل تلك البضائع التي “اعتفشها”
وكلمة اعتفاش تأتي من التعفيش وهو مصطلح خاص بقيم الثورة السورية والنظام السوري وتأتي بمعنى سرقة أثاث المنازل، خلاصته .
الحرب أصبحت اكثر اتساعاً واكثر صعوبةً ومن يريد الخوض في أي تجربة ترمي الى الحل عليه باسترداد دمشق أولاً وإنفاد المعارضة السورية من سلاحف النينجا “سارقي الدجاج” وعليه أيضاً أن يؤمِّن عودة آمنة للدجاج وبضائع التعفيش من كييف وقره باغ وليبيا، لا سيم أن قادة الفصائل وقادة النظام في هذه البلدان يمتلكون ثروات طائلة من تركت السرقة، وباتت عودة تلك المرتزقة مرهونة بتأمين ممتلكاتهم الشخصية، طبعاً هذا ما يتخيله ذلك القائد المغوار الذي يقود قطيعا من المعفشين او سارقي الدجاج، متوهما انه رقم صعب في الحل بينما هو وقطيعه أصبحوا لقمة سائغة تزود عن الجندي الروسي او الجندي الأوكراني ليموتوا نيابة عنهم.

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7.html

وما يجب أن يقال الآن هو أن روسيا أو أنقرة لن تسمحا بحل سياسي ما لم تأخذ كل منها ملخص مصالحها في تلك البلدان التي ذكرت آنفاً، ولن تكون هناك دمشق ما لم تكن كييف، ولن يتوقف الدم السوري عن النزف ما لم تتصالح تلك الدول،أو أن تأخذ حصتها من الكعكة السورية، بينما مصير أولئك المرتزقة الذين ذهبوا الى الحرب دفاعاً عن مصالح دول أخرى فهو الموت المحتوم.

أين “دمشق” من كل هذه الحروب
كلنا ينتظر بفارغ الصبر أن تعود دمشق إلى سابق عهدها وأن تخرج كلٌ من واشنطن وأنقرة وموسكو وطهران من سوريا وأن يجلس السوريين على طاولة واحدة، لكن كيف والسوري لا يمتلك قرار كرعوب عنزته، كيف يمكن لأي طرف أن يحاور الآخر وهو يعلم أن الطرف الذي سيحاوره لا يمتلك قرار الحوار أو قرار المصير إن صح التعبير، وعليه يكون مخطئاً كل من يحاول محاورة دمشق وموسكو موجودة أو أن تحاور أبو عمشة والتركي موجوداً، كأن تحاور الجولاني وتنظيم القاعدة موجودا، فهل يحاور الولد والأب جالساً!!!
يختصر دور دمشق في هذه المرحلة على ترديد الشعارات التي تفرضها طهران وموسكو، وتطبيق كافة سياسات تلك العواصم بدقة متناهية بينما تروج دمشق داخلياً للاكتفاء الذاتي ذلك الاكتفاء الذي أعاد المواطن السوري الى ارتداء الرث وتناول الفضلة من النفايات.

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%b4%d9%87%d8%b1%d9%8a-2000-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%aa%d8%ac%d9%87%d9%8a%d8%b2-%d9%85%d8%b1%d8%aa.html

وعليه فان الوضع في سوريا سيبقى معلقاً حتى يهدأ الوضع في البلدان وتتصالح وتستقر أمورها على حلٍّ سياسي ، حينها فقط يمكن الحديث عن استعادة دمشق من العبودية لروسيا، أما بالنسبة للحديث عن السيادة السورية فاعتقد أنني غير مخطئ إن قلت تحدثوا عن صناعة السجاد السوري او السذاجة السورية، ففي سوريا السيادة استباحت منذ أول دخول لجندي تركي إلى الأراضي السورية، ثم جاء الروسي ومن ثم الأمريكي وليس أخيراً الإيراني فحزب الله وغيرهم .

النظام الإعلامي العالمي بدل من النظام المالي العالمي
لا شك أن الحرب حربٌ إن كان في رأس الدنيا أو قاعها، لكن لماذا فجأة يضج العالم بحربٍ ما وبشكل مريع بينما تدور حروب أخرى ويروح ضحيتها آلاف القتلى وحتى دون يصلى عليهم صلاة الجنازة، لماذا يتوجه العالم كله الى ترقب حرب أوكرانيا مع روسيا مع أن هناك بلدان يموت شعبها من الحروب والجوع يومياً ولا يبالي ما يسمى بمجلس الأمن، لماذا هذه الأسئلة تحتاج كتاباً من الإجابات، لكن سأحاول اختزالها برؤوس أقلام في نهاية مقالتي المقتضبة.
إن ما يسمونه بالنظام المالي العالمي، هو جزء من النظام الإعلامي العالمي وهذا الإعلام هو الذي فرض على روسيا خمسة آلاف عقوبة أي ما يعادل أضعاف العقوبات التي فرضت على كوريا ورئيسها المهووس بالسلطة نتيجة خلق وضخ كمية مغير محصاة من الدعاية الإعلامية المتهجمة على دولة ما، وهي سياسة يمكن تلخيصها بأنها عبارة عن شراء أكبر عدد أو بناء اكبر عدد من الشاشات الإعلامية التي تبث الخبر نفسه وبالتوجه نفسه وفي الوقت نفسه فيكون الخبر قد تصدر كل الشاشات، ودخل كل العقول بالصياغة ذاتها، عندها فقط يستطيع المسيطر إعلاميا على الرأي العام، أن يقول ما يريد وهو متأكد من أن مقولته ستكون محل تصديق.
أوكرانيا قره باغ أو آبار النفط اليونانية، هذه عناوين تصدرت شاشات التلفزة الإعلامية بشكل متوحش، بينما سوريا ليبيا اليمن تصدرت شاشة قنوات معدودة عربية وفي بغضها عرضت شرائط إخبارية وأخرى تجاهلتها، ولا تزال تتجاهلها، وهذه خير برهان أن العالم المالي يلجئ الى توحيد سلطة الإعلام العالمي قبل النظام المالي العالمي، وهذه سياسة تمارس منذ أكثر من عشر سنوات لكننا الآن نسمع بها في إعلامنا لشدة عصرتنه وتطوره.
خلاصته إن النصر سيكون حليف النظام الإعلامي العالمي وليس حليف البارود ولا حليف القوى المسيطرة على الأرض، فبماذا تفيدك السيطرة على أرض الواقع والعالم كله يخشى التعامل معك أو يقاطعك، على خلفية قوة إعلامية عالمية تحاربك ليل نهار، كما هو حال روسيا الآن، وكما سيكون عليه حال النظام البعثي مستقبلا.
لستُ ألقي صفة البراءة على روسيا ولا على قوتها ولكن التوجه الإعلامي يبرهن لي أن العالم يتوحد إعلامياً في عصرنا هذا وأن القوة الإعلامية هي الوحيدة القادرة تغيير الوقائع سواء كانت حقيقة أو كذباً، متمنّيا أن أكون قد أوصلت رسالة في مقال مقتضب.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%82%d8%b5%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7.html

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%ac%d8%ab%d8%ab-%d9%81%d9%89-%d9%83%d9%84-%d9%85%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%b3%d9%86%d8%aa%d8%b3%d8%ae-%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a7%d8%ab-%d8%ad%d9%84%d8%a8-%d8%a7.html

خلافات بين الإطار وحزب الله..هجوم أربيل يضرب حلفاء إيران بالعراق؟

يبدو أن ملف الهجوم الباليستي الذي نفذه الحرس الثوري على موقع قرب القنصلية الأميركية في أربيل بذريعة كونه مخبأ سري لإسرائيل سيحدث جدلا داخليا في العراق خاصة بين القوى الموالية لإيران.
ويعيش العراق على وقع مباحثات مع القوى السياسية خاصة الشيعية لتعيين رئيس حكومة والتوافق على رئيس للجمهورية في خضم أزمة سياسية حادة باتت تهدد تماسك البيت الشيعي.
وبينما دعا قادة الإطار التنسيقي الشيعي الموالي لإيران اليوم الاثنين الحكومة العراقية والبرلمان إلى تشكيل لجان تحقيق في الأنباء حول استهداف أحد الأماكن في مدينة أربيل لكن جماعة حزب الله العراقي المرتبطة بالحرس الثوري انتقدت الأصوات الرافضة للهجوم.
ويضم الإطار التنسيقي الشيعي الأحزاب والتيارات الشيعية التي خسرت بنتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي جرت في العراق في العاشر من أكتوبر الماضي .
وقال بيان وزع اليوم في ختام اجتماع لقادة الإطار التنسيقي إن المجتمعين بحثوا ” تعرض مدينة أربيل لقصف صاروخي استهدف أحد الأماكن التي تضاربت الروايات حول حقيقتها، وخلص إلى ضرورة تقديم الإيضاحات على وجه السرعة من قبل المسؤولين المعنيين وتشكيل لجان تحقيقية برلمانية وحكومية لبيان الحقيقة”.

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%ac%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%85%d9%87%d8%a7-%d9%81%d8%a7%d9%82%d8%aa-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d8%a8%d9%86%d8%a9-%d8%b1%d9%81%d8%b3%d9%86%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d9%8a.html

ودعا البيان إلى ” منع استخدام الأرض العراقية للاعتداء على دول الجوار وعدم السماح لأي طرف بخرق السيادة العراقية من خلال رفع الذرائع، وغلق جميع منافذ التدخلات الخارجية بالشأن الداخلي العراقي”.
وأدانت الرئاسات العراقية الثلاث هذا الهجوم واستدعت وزارة الخارجية العراقية سفير إيران لدى العراق أريج مسجدي وسلمته مذكرة احتجاج وطالبت بإيضاحات حول قصف مدينة أربيل.

الكاظمي فى أربيل
والتقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الإثنين، مع قادة الإقليم في أربيل بعد وصوله ضمن وفد ضم وزيري الدفاع جمعة عناد، والداخلية عثمان الغانمي، إلى عاصمة الإقليم.

الكاظمي يزور المناطق المستهدفة بأربيل
الكاظمي يزور المناطق المستهدفة بأربيل

ووفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكاظمي، فقد استقبله “في مطار أربيل الدولي رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني”.
وأضاف البيان، أن الكاظمي، التقى أيضا مع “زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني في مقر إقامته بأربيل”.
ولم يذكر البيان تفاصيل أكثر عن زيارة الكاظمي إلى الإقليم، أو المباحثات التي أجراها مع قادته لكن الكاظمي ادى زيارة الى مكان الهجوم.

حزب الله العراقي يهاجم منتقدى هجوم أربيل

لكن جماعة حزب الله العراقي أفادت في بيان صحفي اليوم ردا على الانتقادات، “إن عملية قصف القوات الإيرانية لقاعدة متقدمة للكيان الصهيوني في أربيل والتي قتل فيها عدد من ضباط الموساد الإسرائيلي فضلا عن الجرحى لهي عملية تنبئ بمرحلة صراع من نوع آخر على أرض العراق”.

ميليشيا حزب الله العراقي
ميليشيا حزب الله العراقي

وأضافت “إن هذه العملية جاءت ردا على قصف صهيوني في الداخل الإيراني من الأراضي العراقية بطائرات مسيرة قبل أسابيع ونجدد التأكيد على وجوب إخراج القواعد العسكرية، ومقرات المخابرات الأجنبية من بلادنا، لإبعادها عن المزيد من أعباء الصراع الدولي والإقليمي على أرضه”.
وذكرت” نقول للذين تعالت أصواتهم، وتباكت على السيادة، وأدانت قصف القواعد الصهيونية أين كانت هذه الأصوات حينما قصف الاحتلال الأميركي، والكيان الصهيوني، القوات العراقية، ومخازن الأسلحة فلم نسمعها تندد كما الآن، فهل أصبحنا معسكرين أحدنا يدافع عن الإسلام، والمقدسات والبلاد، والآخر يدافع عن الأمريكان، والصهاينة”.

الخارجية الإيرانية ترد
بدوره قال متحدث وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الإثنين، إن بلاده “حذرت العراق مرارا ألا يكون مركزا لتهديد طهران”.
وأوضح خطيب زاده ذلك خلال مؤتمر صحفي أوردته وكالة “تنسيم” الإيرانية “لقد حذرنا العراق مرارا ألا يكون مركزا لتهديد إيران غير مقبول إطلاقا أن أحد جيراننا الذي تربطه علاقات عميقة وتفاعل معنا، أن يكون مركز تهديد لطهران”.
وأضاف “لقد أوجد الكيان الصهيوني (إسرائيل) حالة من انعدام الأمن انطلاقا من الأراضي العراقية، ونظمت بعض التجمعات المناهضة للثورة في إقليم كردستان (شمالي العراق) ومن قبل الجماعات الإرهابية”.
وتابع “إيران لا تقبل أن يكون هناك مركز للتخريب وإرسال الجماعات الإرهابية بالقرب من حدودها، سواء من قبل الجماعات المعادية للثورة أو من قبل الكيان الصهيوني”.
ومضى قائلا: “المتوقع من الحكومة العراقية إنهاء هذا الوضع وألا تسمح بإساءة استغلال حدودها”.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/01/%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d9%85%d8%b1%d8%b4%d8%af-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d9%86%d8%b4%d8%b1-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a5%d9%81%d8%aa.html

الحرب العالمية الثالثة..هل تكون بداية النهاية للانتهاكات التركية بحق الكرد؟

تحليل يكتبه/ الباحث السوري أحمد شيخو

مع الحرب العالمية الثالثة التي تستمر فصولها الآن في أوكرانيا، والتي هي حرب بين قوى ومراكز النظام العالمي الأحادي القطب نفسه ، حيث أن النظام العالمي والإقليمي والذي ظهر بعد الحرب العالمية الأولى والثانية و بخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي اصبح يجسد حالة نظام وحيد القطب وحالة حرب مستمرة و هو يعيش حالة أزمة حادة وذلك في المجالات الفكرية والسلوكية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والمالية.
إن النظام العالمي ومن أجل دوام استمراره هيمنته ونهبه مازال يرى الحرب وخلق الصراعات وبؤر التوتر وكذلك القوموية والإسلاموية من الادوات والأوراق المهمة الذي لم يتخل عنه بعد رغم تزايد الأوراق وسرعة التحكم عبر النظم الإلكترونية والأدوات التقنية الجيدة والحروب السيبرانية.

إن الحرب الموجودة في أوكرانيا بين روسيا والناتو ، هي حرب الهيمنة والتقاسم والنفوذ والاحتلال داخل النظام العالمي الرأسمالي ، ولقد اخطأت القيادة الأوكرانية في سياساتها التي كانت ترى بأنها يمكن الاعتماد على الغرب والناتو في مواجهة روسيا حيث أن الناتو وأمريكا والاتحاد الأوربي أعطوا إنطباع ليس صحيح للقيادة الأوكرانية ، التي لم تتوفق في قراءتها للمشهد السياسي.

والقضية ليست سلامة ووحدة الأراضي الأوكرانية بل ان أوكرانية أصبحت ساحة للتحالفات والصراعات ومسرحاً لإرادات القوى العظمى ولتتجلى الأبعاد الفعلية للأزمة العالمية وبين قواها المركزية.
لقد وضعت القوى النووية في الاستعداد و تحركت الأساطيل الحربية وتحجبت وتجمدت الأرصدة والأموال وتقيدت حركة الزعماء والسياسين في العالم وبل أن البعض يقول أن الحكومة الغربية الفعلية أو العالمية أصدرات قراراتها وإجراءاتها.

مستقبل العلاقات الدولية بعد الحرب
ستكون للحرب الدائرة في أوكرانيا تداعيات كبيرة على العلاقات الدولية والتحالفات وكذلك على مستقبل النظام العالمي وعلى مؤسساته الدولية، حيث أظهر هذه الحرب أن التغير قادم لامحالة في المنطقة والعالم وأقله أو بعبارة أخرى فإن النظام العالمي يحاول وعبر هذه الحروب ترتيب النظام الإقليمي وخاصة في آسيا وأفريقيا وبذلك سد الطريق أمام اي تحركات أو بدائل مجتمعية وديمقراطية حقيقية عبر إعادة ترتيب الأدوات السابقة وتكليفها بأدوار جديدة وربما إدخال بعض التغيرات فيها لكي توافق المرحلة الحالية وعصر التقنيات والنت.

السؤال المركب والمعقد هو إلى اين يمضي العالم مع الأزمة الأوكرانية ومن المستفيد من هذه الأزمة وماهي تداعياتها ونتائجها؟ وأين هو الشعب الكردي وشعوب المنطقة من هذه الأحداث وكيف ستؤثر على وضع الشعب الكردي ومسقبله وماهي العلاقات والتحالفات التي ستظهر مع هذه الأزمة ؟ وكيف سيتصرف دول المنطقة وشعوبها حيال الأزمة الأوكرانية وتداعياتها؟ وكيف ستكون علاقات تركيا مع روسيا وإيران وماهو موقف شعوب والدول العربية نتيجة التحالفات الجديدة ؟ هل سيحاول بعض الدول الإقليمية استغلال الازمة الأوكرانية أم أن أي تحرك سينظر له على أنه من تداعيات وتحالفات والاصطفافات الحاصلة مع حرب أوكرانيا؟ كيف ينظر إسرائيل لهذه الحرب وهل هناك خطر على إسرائيل كما بعض البلدان العربية نتيجة الشعور والذي ربما ليس صحيحاً بتراجع الاهتمام والدور الامريكي في الشرق الأوسط؟

الحرب الأوكرانية ومستقبل الشعب الكردي

ما حصل في كردستان منذ 1985 وحتى اليوم وفي الأجزاء الأربعة وكذلك ماحصل في المنطقة من أفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا وأرمينيا من حروب بعد التحركات الشعبية المحقة وإفراغها من مضمونها الديمقراطي والمجتمعي وترويض قواها الديمقراطية وتمكين الإخوان، وما يحصل الآن في أوكرانيا هو نفس السياق وهو تحريف النضالات العادلة و خلق بؤر توتر وفوضى كبيرة وأمراض معدية والتحكم بالإنسان عبر القصف والضخ من النت وبتوجهاته وبالتالي تحقيق دوام حاجة المنطقة وشعوبها إلى القوى المهيمنة الخارجية لفرض ما تسميها الاستقرار ولكنه الاستسلام للهيمنة الغربية والاستمرار بنهب خيرات المنطقة ودوام تبعيتها للخارج.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d9%87%d9%84-%d8%aa%d8%aa%d8%ad%d9%88%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%b1.html

 

https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%82%d8%b5%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7.html

ما نشاهده الآن من مواقف من دول المنطقة والقوى الرئيسية المهيمنة في الإقليم وكذلك من القوى المجتمعية والديمقراطية ومع الأسف تعكس قراءة غير صحيحة وتابعة إما لمنطق وفكر دوغمائي تابع لأيدولوجيات معينة غير قادر على رؤية كافة جوانب الصراع وإما مواقف برغماتية آنية مصلحية لاتستطيع رؤية ابعد من أنفها ومدى نظرها. ومع العلم أن الكثير يدعي الحيادية حتى المواقف القيمة لكنه ينفذ ما يتم الطلب منه وفي الخفاء.ولعل كمية القلق والتوتر الذي أصاب به دول المنطقة تعكس أيضاً ماهية الدول والإدارات والاقتصادات وكذلك منظومات الأمن التي ليس لديها ارتباط حقيقي بالشعوب ومجتمعات المنطقة وهذه حالة أزمة بحد ذاتها.
وتبنت الجمعية العامة قرار إدانة الغزو الروسي والمطالبة بإن سحاب قواتها من أوكرانيا بمجمل أصوات بلغ 141 من أصل 193 منها مصر والسعودية والإمارات والأردن والكويت وقطر والبحرين واليمن وليبيا وتونس وجزر القمر وموريتانيا والصومال وعمان ولبنا وإسرائيل، فيما عارضته 5 دول هي روسيا وبيلاروس وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا وامتنعت 35عن التصويت بينها الصين والهند و3 إيران و دول عربية هي الجزائر والسودان والعراق.
فيما غابت المغرب عن الجلسة الإستثنائية الطارئة التي ناقشت مشروع القرار الذي قدمته أوكرانيا . ومن هذا القرار تبين ولو قليل من خارطة التفاعل مع الأزمة الأوكرانية و محاولة فرض حتمية الاختيار بين أحد الطرفين ولو أن القرار غير ملزم وليس لديه الأهمية لو كان من مجلس الأمن ولكن بسبب الفيتو ذهبت أمريكا وحلفائها إلى الجمعية العمومية.
ولعل من الهام رصد التداعيات الاستراتيجية والأمنية لهذه الأزمة حيث أن الأمن الإقليمي والعالمي والشرق أوسطي وكردستان سيتاثر بهذه الأزمة وخاصة بسبب تداخل وتفاعل القوى والدول التي تحتل كردستان بهذه الأزمة وعلى رأسها تركيا وسوريا والعراق خاصة وحتى إيران كون تركيا وسلطة أردوغان تراقب وبخوف كبير الأحداث في أوكرانيا حيث أن تخلي الغرب ولو بغرض معين عن زيلنسكي هو ربما لجر روسيا إلى المستنقع الأوكراني حسب بعض المراقبين يخلق رعب لدى أردوغان ولذلك يحاول أردوغان وتركيا من طرف تقليل التداعيات والحفاظ على المنطقة الرمادية بين أمريكا والناتو والغرب وبين روسيا ومع كل الاحتمالات مجرد وجود الأزمة هو تهديد لتركيا ولو حاولت تركيا حتى استغلال الأزمة من بعض الجوانب في تخفيف توترها مع الغرب وإظهار دوره الهام حسب قوله في المنطقة. وكذلك إيران تراقب الموقف حتى البعض يقول أن إيران من المستفيدين من هذه الحرب فيما لو تم تسريع إنجاز الإتفاق النووي في ظل اصوات طبول الحرب في أوكرانيا وحاجة أوربا وأمريكا إلى الطاقة والغاز والبترول الإيراني كبديل للطاقة والغاز الروسي.

كما أن تصريحات محمد بن سلمان عن أن عليهم التعايش مع إيران وربما يأسهم من مراعاة أمريكيا لمخاوفهم وللضربات الحوثية على الأراضي السعودية. إن الخوف والقلق والتوتر يسيطر على معظم الدول العربية ودول المنطقة وشعوبها والملاحظ وجود إزدواجية بين القرارات الرسمية التابعة للغرب والخطاب الموجه إلى الشعب كون الكثير من شعوب وحتى دول المنطقة مازالت تنظر لروسيا وامريكا من منظور السبعينات والثمانينات وهذه تعكس حالة من الفراغ الفكري والسياسي وحالة التصحر السياسي البعيد عن فهم مجريات الأمور مع العلم أن بوتين بنفسه انتقد الشيوعية وحتى لينين وبل ان كلامه في هذه الأوات كان أقرب إلى القياصرة الروس و محاولة إعادة أمجادها و حتى إعطاء بعد مقدس وديني لهذه الحرب.

مع العلم أن بعض الأحزاب اليسارية وحتى القومية العربية وإن وقفت بالقرب من روسيا لكنها مازالت لديها الشك في بوتين وحربه حيث أن علاقة روسيا وإسرائيل ظاهرة وقوية وخاصة بعد التواجد الروسي في سوريا و التنسيق بينهم لضرب إيران في سوريا وجود ملايين اليهود الروس في إسرائيل وبالعكس وجود التأثير اليهودي في روسيا. وحتى محاولة إسرائيل إعطاء رسالة متناقضة في هذه الحرب أو بشكل يراضي الطرفين.
تحاول بعض الدول العربية تنفيذ إلتزامات الشراكة مع أمريكا وإسرائيل واتفاقيات أبراهم لكن في نفس الوقت يحاولون الحفاظ على علاقاتهم مع روسيا بسبب قلة الاهتمام الأمريكي بمخاوف كل دولة واعتقاد الدول العربية بأن أمريكا هي في ظل تراجع وإنكماش أو ربما نقل تركيزها واهتمامها إلى مجابهة الخطر الصيني والروسي رغم تزايد الحضور الروسي والصيني في المنطقة والدول العربية.
أما إسرائيل فقد اكدت عدة مرات دعمها لسيادة الأراضي الأوكرانية دون الإشارة إلى روسيا صراحةً وبمعنى أنها تستشعر بالقلق والتوتر وهي تريد أن تحافظ على علاقاتها مع روسيا وامريكا وهناك تشابكات إقليمية لإسرائيل مع عدد في دول المنطقة.
ويظهر أمن الطاقة دولياً وإقليماً في هذه الحرب من بين الأدوات التي يحاول بعض الدول توظيفها للحصول على ضمانات أو كسب نقاط في ظل الفوضى والتوتر الحالي وقرب ظهور ازمات طاقة حقيقة في العالم فيحاول ولي العهد السعودي نيل اعتراف بايدن أو ضمان موقف أمريكي متشدد من الحوثين ومراعاة مخاوفهم من إيران في أي اتفاق نووي كما هي باقي دول الخليج.
ومن الهام مراقبة وملاحظة الإدارة الأمريكية والغربية للأزمة الأوكرانية في إطار الصراع الدولي بين الغرب وبين روسيا والصين حيث تحاول الصين الاستفادة بمجالات مختلفة إن امكن والسعي إلى عدم الدخول المباشر في هذه الحرب والحفاظ على مساحة من العمل والتحرك بين الطرفين وتقليل التداعيات عليها. مع عملها لأخذ المجالات والفرص الجديدة وخاصة الاقتصادية وحتى السعي إلى تعزيز قواتها العسكرية وبكافة صنوفها وخاصة قواتها البحرية. ولو نظرنا إلى خارطة التحالفات التي يمكن أن تظهر في أسيا فلا نجد فرصة كبيرة تغيرات وتحالفات جديدة في ظل الترقب الحالي لكن مع اي مستجد كبير في هذه الحرب ربما يكون هناك عهد جديد في التحالفات الأسيوية.

هل تكون حرب أوكرانيا بداية تأسيس نظام عالمي جديد ؟
وهنا يحق لنا أن نسأل كيف ستكون مستقبل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وحتى الإقليمية في ظل هذه الحرب التي أظهرت هشاشة وضعف هذه المؤسسات والمرجعيات الدولية مهما حاول الطرفين الكلام عن اهميتهم ودورهم، لكن الملاحظ أنه مع التصرف الروسي في غزو اوكرانية وكذلك مع الممارسات والعقوبات الغربية والإعلام التحريضي الكاذب من الطرفين لم يبقى شيئ اسمه القانون الدولي والعلاقات الدولية بمنطق الدول القومية بل أن القانون والحقوق والإعلام حتى اصبح كما كان يفصل على مدى قدرة وقوة كل منهم بعيداً عن دور المرجعيات الدولية والقانونية والإنسانية وهذه هي حقيقة هذا النظام العالمي الرأسمالي الذي يضمن وجوده واستمراريته في الحروب والصراعات والفيروثات وإبادة الطبيعة والبيئة والإنسان والشعوب.

ولو قلنا هل يكون هناك نظام عالمي جديد أم هل هناك مراحل واشكال وأدوات جديدة، طبعا كل شيء ممكن ويتوقف على نوعية وكمية التفاعلات وتطور الأمور والحرب ، والظاهر إن هذه الحرب لن تنتهي بسهولة فكلا الطرفين بدء بإدخال مجموعات أممية أو مجموعات المرتزقة بالوصف الصحيح والدقيق بسبب ان هذه الحرب هي حرب مصالح ونفوذ وهيمنة ونهب والطرفين يسعيان لذلك، وربما تكون أوكرانيا هي أفغانستان أو سوريا ثانية.

أزمة تركيا ومستقبلها بعد الحرب

بدون شك في ظل استمرار هذه الأزمة ستكون تركيا دولة وشعباً أحد الأدوات في هذه الحرب وامامها خيارين اما أن تقف مع روسيا فتصبح عراق وسوريا ثانية او تقف مع الغرب وهنا عليها ايضاً التصالح مع الكرد حيث انها لن تستطيع الحصول على شي بالحرب وإن احتلت بعض المدن والمناطق، وبذلك لن تستطيع تركيا الخلاص من هذه الحروب والوضع إلا بالتوافق مع الكرد إن سمحت القوى التأمرية والإنقلابية فيها وحزب العدالة والتنمية ياتي على رأس هذه القوى الإنقلابية والتآمرية وخاصة بعد تحالفهم مع حزب القومي التركي.

ومن المحتمل ان تحاول تركيا و أردوغان مهاجمة الكرد في هذه السنة قبل الانتخابات في تركيا وبشكل عنيف أيضاً مستغلة الظروف وحتى فرض التواطؤ المستمر معها على بعض القوى الدولية إن هي قامت بمساعدتهم في أوكرانيا لتكون قادرة على الذهاب إلى الانتخابات إن جرت حيث أن وضع زيلينسكي وهو القادم بانتخابات يقول الكثير عن الانتخابات وأن القوة هي التي ترسم مجالات السلطة والحكم في الدول القومية وما الانتخابات سوى شكليات لإعطاء شرعية لأداة ما في النظام العالمي وإن لم يستطيع الفوز فشرعية رؤساء الدول القومية هي قبولها وتبعيتها للنظام العالمي وليس صناديق الانتخابات التي يتم تكيفها مع الناجح المراد والأداة الجيدة.

الأزمة السورية والحرب الروسية الأوكرانية

كما أن الساحة السورية مرجحة أن تكون ورقة ضغط يتم استعمالها من قبل دول المتصارعة في اوكرانيا حيث ان تركيا ارسلت المرتزقة وكذلك الطرف الروسي وموقف سلطة دمشق وموقف المعارضة التابعة لتركيا تبين التأثير المتزايد لأزمة أوكرانيا على الساحة السورية كما أن العلاقة الروسية التركية وكذلك علاقة أمريكا وروسيا من الممكن أن تحصل فيها تشنجات تنعكس حروب بالوكالة أو حروب مباشرة تطول من عمر ومعاناة الشعب السوري وبكافة تكويناته في ظل تراجع الحظوظ الدبلوماسية مع الحرب في أوكرانيا.
نظراً لأن العديد من دول الشرق الأوسط تتطلع إلى موازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، فقد تكون عالقة في الوسط مع تكشّف فصول النزاع في أوكرانيا.

فضلاً عن ذلك، أثّر الغزو بالفعل على العديد من القطاعات الحيوية لاقتصادياتها، من النفط والغاز إلى الواردات الزراعية والسياحة. وقد تؤدي أي تداعيات إضافية إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة وفي أماكن أخرى. ووسط القلق الكبير من تقليص واشنطن تركيزها على الشرق الأوسط، قد يرسم الردّ الأمريكي على الأزمة في أوكرانيا معالم التصوّرات إزاء النوايا الأمريكية في المنطقة.
وأمام هذه المشهد من التداخلات والحروب وحالات الخداع والكذب والعقوبات والنووي والأحادية المطلقة وقتل المدنين والأبرياء وحالات الاغتصاب والجوع واللاجئين وحالة العنف المستمرة واللااستقرار وكذلك حالة الانسداد في الحل يظهر أنه مادام هذه النظام العالمي الرأسمالي يحكم البشرية سيعاني من الحروب والإبادات الجماعية والجوع والقتل ولابد لشعوب ودول العالم التخلص من هذا النظام وحالة التبعية له وليس مجبوراً لشعوب ودول المنطقة الوقوف مع أحد جانبي الصراع كون للطرفين نفس الأيدولوجية والأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية نفسها وحالة القيادة الأوكرانية يبين من لايعتمد على شعبه والثقة بها ومن يعول على الخارج سيسبب بالأذى لنفسه وشعبه ومحيطه كحال أردوغان الذي مصيره لن يكون ببعيد عن مصير زيلينسكي أو أي تابع للقوى الخارجية.
ومهما كانت نتائج الحرب ومستقبلها ووضع المنطقة فأنه بالتأكيد أن مرحلة جديدة من الحرب واستخدام آليات جديدة وأدواة جديدة دخلت التنفيذ مع هذه الحرب والتي لن تنتهي عسكرياً أو اقتصادياً وسياسياً في فترة قصيرة ومعينة بل أنها بمثابة فتح جرح في الوسط الأوربي وبالقرب من تركيا سوف يستمر بالنزف واستعمال كبؤرة توتر ربما لسنوات وأجيال قادمة إن لم تكن بداية لتشكيل نظام عالمي جديد أو قيام حرب نووية كبيرة.
وعليه يبقى الحل أمام شعوب ودول المنطقة ومجتمعاتها هو بناء وتطوير الآليات المشتركة وكذلك تعزيز العلاقات والمضيء في الخط الثالث و هو السياسية الديمقراطية والتمسك بالدفاع الذاتي والاقتصاد الذاتي المجتمعي في ظل منظومة شاملة ككونفدرالية الشعوب والمجتمعات أو كونفدرالية الشرق الأوسط الديمقراطي واتحاد الأمم الديمقراطية كبديل ديمقراطي ومجتمعي أو بشكل أعم يبقى الحل الحداثة الديمقراطية وتفعيل الآليات والتحالفات والعلاقات الاستراتيجية بين مجتمعات وشعوب ودول المنطقة كطرق صحيحة وثابتة لمواجهة كافة التداعيات والتحديات المشتركة التي تواجهها شعوبنا في الحاضر والمستقبل.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%b5%d8%a8%d8%ad%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d9%88.html

https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d8%a5%d8%b3%d9%82%d8%a7.html

سوريين وشيشان وأوروبيين..هل تتحول حرب روسيا وأوكرانيا لـ صراع مرتزقة عالمي؟

تحدثت تقارير صحفية عن تسارع وتيرة تجنيد المقاتلين والمتطوعين من مختلف دول العالم للمشاركة فى الحرب الروسية الأوكرانية.
من جانبها، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”، عن مسؤولين أميركيين أن روسيا تجند مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات بالمدن للقتال في أوكرانيا.
وأشارت إلي إن موسكو التي بدأت حربها على أوكرانيا في 24 فبراير وواجهت مقاومة لم تكن تتوقعها، باشرت في الأيام الأخيرة تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية.

موضوعات متعلقة

https://alshamsnews.com/2022/03/%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%84-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d9%85%d8%b9-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%af-%d8%a5%d8%b3%d9%82%d8%a7.html

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%a3%d8%b5%d8%a8%d8%ad%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d9%88.html

وبحسب الصحيفة، كشف مسؤول أميركي أن بعض المقاتلين السوريين موجودون بالفعل في روسيا ويستعدون للانضمام إلى المعارك في أوكرانيا.
وأكدت الصحيفة أن هناك مقاتلون أجانب على جانبي الجبهة في أوكرانيا.
وكان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، المتمرد السابق الذي تحول حليفا للكرملين، قد نشر مقاطع فيديو لمقاتلين شيشانيين في أوكرانيا، وقال إن بعضهم قُتلوا في المعارك.

متطوعين أوروبيين
من جانبها كشفف أوكرانيا على لسان وزير خارجيتها دميترو كوليبيا عن سفر عشرات آلاف المتطوعين إلى أوكرانيا للانضمام إلى قواتها.
ولا تزال كييف وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، تحت سيطرة الحكومة الأوكرانية، بينما استولت روسيا على مدينة خيرسون الساحلية، وصعّدت قصفها للمراكز الحضرية في كل أنحاء البلاد.

مرتزقة سوريين فى خدمة روسيا

وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” قد نشرت قبل أيام، تقريرا عن قائمة مرشحين ضمت حوالي 23 ألفاً من الشبان كانوا قاتلوا إلى جانب قوات النظام السوري ضمن ميلشيات تدعى “جمعية البستان”، التي كانت تابعة لرامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد للالتحاق بالمعارك الدائرة في أوكرانيا.
وكشف مسؤول استخباراتي مطلع لشبكة CNN عن تحضير روسيا لإرسال 1000 مرتزق إضافي أيضا إلى أوكرانيا، لافتا أن الولايات المتحدة تعتقد أن أداء المرتزقة الموجودين بالفعل في أوكرانيا كان سيئا، حيث واجهوا مقاومة أشد من المتوقع من الأوكرانيين.
وكان الرئيس الأوكراني دعا أيضاً المقاتلين الأجانب من كافة أنحاء العالم إلى المجيء إلى بلاده للقتال إلى جانب الجيش الأوكراني.
وبحسب قناة “العربية” فقد توجه بعض المقاتلين البلجيكيين إلى أوكرانيا.

13 مليون زائر لموقع التطوع
وأمس الأحد، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، أن ملايين الأشخاص زاروا موقع “الراغبين بالقتال” في أوكرانيا.
وقالت الوزارة في منشور على تويتر إنه “خلال الـ 24 ساعة الأولى، زار نحو 13 مليون شخص موقع fightforua.org”.
وأوضحت أن هذا الموقع “مختص بالمواطنين الأجانب الذين يرغبون في الانضمام إلى فيلق الدفاع الدولي لأوكرانيا والدفاع عن السلام والأمن في العالم”.
ووفقا لإحصائية عدد الزوار، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى وسجلت نحو 4 ملايين زائر، فيما جاءت الصين بالمرتبة الثانية مع مليوني زائر.
وأشارت الإحصائية إلى مئات آلاف الزائرين للموقع من دول مثل فرنسا وكندا والهند وبريطانيا والبرازيل وألمانيا وتايلند.
ويذكر أن أوكرانيا أعلنت قبل أيام عن تشكيل “فيلق دولي” للمتطوعين الأجانب الراغبين بالقتال ضد روسيا.
واستجاب العشرات للدعوة الأوكرانية، رغم المخاطر الهائلة التي قد يتعرضون لها والأوضاع غير المستقرة.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%a3%d9%88%d9%83%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8-%d9%81%d9%89-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7.html

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a8%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%af-%d9%85%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%84%d9%80-%d8%aa%d8%ac%d9%86%d9%8a%d8%af-23-%d8%a3%d9%84%d9%81-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a.html

بين الأوكران والأكراد..كيف أصبحت الشعوب المظلومة ضحية صراع القوى الرأسمالية والإمبريالية؟

تحليل يكتبه الباحث السوري/ سليمان محمود

وما الحربُ إلاّ الرئةُ التي تتنفّسُ منها الرأسماليةُ، ولذا فقد غرّرت أمريكا ومن ورائها أوروبا روسيا على شنّ هذه العملية العسكرية، والتي ستكون ضحاياها كالعادة الشعوبُ التي لا حولَ لها ولا قوّة.
إنه تناطحٌ ما بين القوى الرأسمالية والإمبريالية العالمية، فالرأسماليةُ لا تدومُ وتتطوّرُ إلا بالحروب والصراعات، وما الخسارةُ إلاّ للشعوب فقط.
أوكرانيا ضحيّةٌ جديدةٌ من ضحايا (نظام التفاهة) العالميّ والاحتكارات الرأسمالية، إذ إنّ منظومةَ رأس المال العالمية تعيشُ أزمةً حادة، وبالتالي فإنّ افتعالَ الحروب تشكّلُ شبّاكاً من التهوية على عدّة اتّجاهات.
ها قد بدأتِ الحربُ في أوكرانيا، والاستبداد يضربُ من جديد بقيمِ الحضارة والحريّة والإنسانية، القوّةُ الفاحشة والانتفاخ الذاتي والسلاح الفتّاك والرغبة في استعادة أمجاد الماضي.. هو الخطرُ الأولُ على البشرية قبلَ أيّ تطرّفٍ آخر.
وربّما لا نشطح بالخيال إذا ما قلنا أنّ الشعبَ الأوكراني شبيهٌ بالكرد في قضيتهم، فكلاهما ضحيةُ النفاق الأمريكي والشوفينية الروسية. ومع الأسف ما يزال العالمُ بعيداً جداً عن إيجاد حلولٍ للأزمات والقضايا الراهنة بالطُرق الدبلوماسية، لأنّ قانونَ الغاب هو السائدُ دون الحوار وممارسة السياسة الرشيدة، وذهنيةُ النظام الرأسمالي الحالي لا تقبلُ بحلول الوسط ولا تؤمن بالحرية والديمقراطية.

روسيا بوتين
العمليةُ الروسيةُ بدأت صباحَ الخميس على حدود أوكرانيا بشكلٍ واسع، وعملياتُ نزوحٍ جماعية في مدن شرق أوكرانيا. قالت روسيا في بداية الأزمة الأوكرانية: ” سوفَ نفعلُ ما نريدُ ومتى نريد. ولن تدخلَ أوكرانيا حلفَ الناتو. لن نسمحَ لأحدٍ أن يضعَ شوكةً حتى بالقرب منا، نحنُ القوةُ الأكبر والأعظم في العالم. ” وها هي تفعل.
ربما هدفُ المعركة ليس احتلال أوكرانيا، بمقدار ما يكون لتشكيل خطٍ دفاعيّ على طول الحدود الروسية الأوكرانية، وذلك لمنع اقتراب حلف الناتو من الأراضي الروسية. المخطّطُ الروسي هدفهُ الأساسي في أوكرانيا هو تغييرُ نظام الحُكم وإزاحة المجموعة الموالية لأوروبا والغرب، وإن فشلتِ الخطةُ سيكون التدميرُ والاحتلال هو الحلّ، فروسيا مستعدّةٌ لمحاربة العالم ولن تسمحَ أن تكون أوكرانيا جبهةً للغرب وخنجراً في خاصرتها.

أمريكا الخاذلة
بدا واضحاً للشعوب والدول- لاسيما بعد انسحابها من أفغانستان وتسليمها العراق لإيران ومواقفها من دول الخليج وصمتها عن احتلال عفرين وسري كانيه في سوريا- أنّ أمريكا دون هيبة كما كانت زمناً، فروسيا البوتينية مستمرةٌ في الدعس على قيمتها، فعلتها في فنزويلا بدعمها لمادورو وفي ليبيا بدعمها لحفتر وفي سوريا بدعمها للنظام الحاكم والآن في أوكرانيا. إنها تكتفي بالمشاهدة، وما عادت لها أية مصداقية من قبل حلفائها. فأمريكا ما حرّكت ساكناً عندما هاجمت تركيا القوات الكردية في عفرين وسري كانية وتل أبيض، تلك القواتُ التي هزمت داعشَ وحاربت الإرهابَ نيابة عن كلّ العالم. وها هي اليوم تخون أوكرانيا وتهديها لبوتين على طبقٍ من ذهب.

https://alshamsnews.com/2022/02/%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d8%b4%d9%87%d8%b1%d9%8a-2000-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%a7-%d8%aa%d8%a8%d8%af%d8%a3-%d8%aa%d8%ac%d9%87%d9%8a%d8%b2-%d9%85%d8%b1%d8%aa.html

الرئيس المعزول ترامب امتدحَ بوتين في تغريدةٍ قائلاً: ” إنه عبقريّ، يستولي على مساحات شاسعة في مقابل عقوباتٍ قيمتها دولاران “، من الواجب والأمانة أن نقولَ أنّ ما تحدّث به الأبله ترامب صحيح، ومن الحقّ أيضاً أن نقول أنه أمرٌ مثيرٌ للاشمئزاز.

تركيا المتأرجحة
قلقٌ وخوفٌ كبير في تركيا، واجتماعٌ عاجلٌ لمجلس الأمن القومي التركي. ربما أصعبُ موقفٍ من بين دول الناتو هو لتركيا، التي طالما لعبت على الحبال الإيرانية والروسية والأمريكية والسورية.. وعلى حبل الناتو- الحليف الاستراتيجي- تارة وحبل الروس وما يربطها بها من اتفاقيات وتفاهمات عسكرية واقتصادية تارة أخرى، وقد لا تنجو هذه المرة بسهولة، فالليرةُ التركية تتجاوز عتبة 14 بعد إعلان الحرب الروسية على أوكرانيا، وبورصةُ إسطنبول تعلّقُ تداولاتها بعد تكبّدها خسائرَ كبيرة منذ يوم الخميس. إنها تستوردُ 86في المائة من وارداتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، و25 في المائة من عائدات السياحة أيضاً من هذين البلدين، وإذا ما استمرّت هذه الحربُ مدةَ شهرٍ فقط، ستدفعُ تركيا المنافقة أثماناً باهظة.

أوروبا والغرب الهزيل
من خلال متابعة تصريحات الأوروبيين والإدارة الأمريكية، يبدو لي وكأنه تكرارٌ لمشهد الاحتلال التركي لرأس العين، حيث يظهر التجاهل والتطنيش العالمي في التعامل مع هذا الهجوم من خلال التصريحات المتشابهة والمواقف المتطابقة. الاتحادُ الأوروبي لن يفعل شيئاً وسيفضّل تحاشي الاصطدام مع روسيا، وسيكتفي بالتنديد والوعيد، وأمّا طُرفةُ العقوبات الاقتصادية فقديمةٌ وغير مجديةٍ، إذ من السذاجة أن نؤمن بأنّ العقوبات الاقتصادية ستؤثر على روسيا أو ستوقفها عمّا عزمته، فخلفها إمبراطورية الصين الاقتصادية. أوروبا وحلف الناتو الجبان سيكتفون بالتفرّج وحسب.
الغربُ في حيرةٍ اليوم، فحين اجتاح أردوغان عفرينَ بحجّة حماية الأمن القومي، برّرت أوروبا مواقفها بتفهُّم الأمر وغضّت الأبصار، والآن تزعمُ أنها ستفرضُ عقوباتٍ على موسكو، مع العلم أنّ حجّةَ روسيا أيضاً هي حماية أمنها القومي.
الغربُ منافقٌ في النهاية، ولن يكون له في أوكرانيا غير الخطابات الإعلامية. بوتين يعرف ذلك تماماً.
إنّ هذا الهدوء في التفاعل والصمت المشين للغرب يؤدي بنا إلى عبارة وحيدة لسياسة أوروبا الغربية ألا وهي الضعف وعدم الحيلة. أوروبا الهزيلة وفاقدة الهوية، خاصة بعد افتراق بريطانيا عنها وعدم قدرتها على تقرير مسارها دون واشنطن.
بوتين يعرف حقيقة ذلك ويعتمد في خطواته ومواقفه على قراءة ذكية للوضع الحالي، كلاعب شطرنج محترف. بوتين وأمثاله يستفيدون من الشحن القومي والإنهاك السياسي والعسكري للدول القريبة من حدوده.

سوريا وتداعيات الأزمة عليها
إنّ التوتّرَ الحاصلَ بين روسيا وأمريكا والغرب عموماً، سوف تدفعُ سوريا بعضاً من ثمنه، على الأقلّ من جهة استحالة حلّ أزمتها في المدى المنظور.
حتماً ستشهد سوريا تبعيات هذه الحرب، على اعتبار أنّها مرتبطةٌ بعدّة أجندات، وعلى أرضها لاعبون دوليون كثر (أمريكا- روسيا- تركيا – وإيران ).
وأرى أنه من المستبعد أن تتبّعَ واشنطن سياسةَ الكيد عبرَ وضع شمال وشرق سوريا في مقابل انفصال الإقليمين عن أوكرانيا، لكن هذا في الوقت نفسه لا يمنعنا من التنبؤ أنّ سياسات أمريكا وروسيا ما بعد أوكرانيا لن تكون كما قبلها، فسوريا تلك البلد المتهالك باتت كرقعة شطرنجٍ يتنافس ويتعارك ويتصالح عليها جميعُ الفرقاء حالياً.
ما أظنّه أنّ هذه العملية العسكرية ستزيدُ من دعم قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وذلك في مقابل الروس ومشروعهم الداعم للديكتاتوريات، غير أنه لن يتعدّى أكثر من ذلك، بل يؤكّد لي أن لاحلّ للأزمة السورية في الأفقين القريب والبعيد، إذ لا بدّ من البحث عن حلولٍ ترضي جميعَ الأطراف داخلياً وخارجياً، ودون حروبٍ أخرى.

استدامةُ مظلومية الشعوب
أنا، كسوريٍّ تلظى بنار الحرب لسنوات، ليس لديّ سوى التعاطف مع ضحايا الحروب دوماً، أنا أعرفُ تماماً ما هو شعور الناس في أوكرانيا، أنا الذي شاهدتُ وحشية روسيا في حلبَ والغوطة الشرقية، وتركيا في عفرين، وعشتُ غضّ طرف العالم العاهر ومواقفة المخزية لقضايا الشعوب.
أنا لستُ متعاطفاً مع القيادة العسكرية والسياسية في أوكرانيا، بل مع شعبها، الذي أراه يشبهنا نحن الذين جرّبنا مرارة الخذلان وإحساس الغبن.
ربما تكون أوكرانيا بعيدةً عني، وقد لا يكون لي في حربهم ناقةٌ أو جمل، غير أني من العار أن أكون مصفقاً أهبل في مبارياتٍ سخيفة وحروبٍ عبثية، إذ لا فرقَ إنسانياً عندي بين دموع عجوزٍ أوكرانية ودموع أمّ شهيدٍ في قامشلي.
صورٌ مؤلمةٌ من أوكرانيا هذا الصباح، النساء تذهب للملاجئ في أماكن آمنة والرجال إلى القتال. الكلّ يتوادع بحزن ومرارة.
بوتين وأردوغان وترامب وبايدن.. يختبرون فينا توحّشهم وحيوانيتهم، وأنا أختبر فيهم إنسانيتي.

ذات صلة

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%b9%d9%82%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%b5%d8%b1-%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d9%84%d9%83%d8%b3%d9%86%d8%af%d8%b1-%d8%af%d9%88%d8%ba%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%ac%d9%84-%d8%a7.html

عقل القيصر..حكاية ألكسندر دوغين الرجل الذى يوسوس فى أذن بوتين

قديماً قال الأوروبيون أن من يوسوس في أذن الملك أخطر من الملك، وربما ينطبق هذا على عالم السياسة، خصوصاً على الفيلسوف الروسي الأشهر ألكسندر دوغين، الرجل الذي ملأ ذهن بوتين بالأفكار والرؤى منذ البدايات وحتى غزو أوكرانيا، وتالياً بات يصف النظام الروسي الحالي بأنه أفضل الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد، انطلاقاً من رؤيته التقليدية وتوجهاته المحافظة.
بنظارته الطبية ولحيته التي تجعله قريباً من رجالات الرهبنة الأرثوذكسية الروسية التقليدية، يطلّ دوغين على روسيا والعالم منذ نحو عقدين من الزمن بأفكاره التي تجعل منه شريكاً أيديولوجياً في حكم روسيا، ولو من وراء الستار.

مفكر واستراتيجي ومتصوف
بحسب اندبندنت عربية يصعب أن تجد تعريفاً واحداً لهذا الرجل، فهو مفكر سياسي، ومنظر استراتيجي، ومتصوف سلافي، وبالكاد يتم هذا العام العقود الستة من عمره، فهو من مواليد عام 1962، لوالد جنرال في دائرة الاستخبارات العسكرية في هيئة الأركان العامة بالاتحاد السوفياتي السابق.

بدأ ألكسندر، دراسة الطيران في معهد موسكو، وإن غيّر مسار حياته لاحقاً، فبحسب رواية سيرته للكاتب الروسي يفغيني دياكونوف، عدّل طريقه لينتقل إلى دراسة الفلسفة، وليحوز فيها درجة الدكتوراه، ومن ثم يعرّج على العلوم السياسية ليضاعف درجاته العلمية بدكتوراه أخرى.
مبكراً وفي أعوام تفكيك الاتحاد السوفياتي، نشط دوغين ضد ما رأى أنه توتاليتارية وسلطوية، ومن ثم شارك في الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى إسقاط يلتسين.
لم يترك دوغين لحظة سقوط الاتحاد السوفياتي تمر من غير تحليل رصين، خلُص منه إلى أن الخسارة الكبرى التي حلت ببلاده لم تكُن بسبب الحرب الباردة، بل لانتمائها إلى ما يسمّيه بـ”حضارة اليابسة” في مقابل حضارة البحر والأطلسي، تلك التي أبدع فيها الأميركيون والأوروبيون على حد سواء.

الخلاص من الغرب
أخيراً، قدّم دوغين إلى العالم كتابه الجديد، المعنون: “الخلاص من الغرب/ الأوراسية/ الحضارات الأرضية في مقابل الحضارات البحرية والأطلسية”، وفيه رؤية ناقدة أقرب ما تكون إلى الناقمة على الليبرالية المنفلتة إن جاز التعبير.
تبدو جذور دوغين الروسية الأرثوذكسية واضحة للعيان، الأمر الذي لا يبذل مجهوداً كبيراً في مواراته أو مداراته، عبر كتبه وتحليلاته المعمقة، وحتى يكاد المتابع له أن يظن أنه من أنصار “مدينة الله”، في مواجهة “مدينة العالم”، بحسب التقسيم الذي أرسى جذوره سان أوغستين في رائعته التاريخية “مدينة الله”.
ضخ دوغين دماء جديدة في عروق روسيا مع وصول بوتين إلى سدة الكرملين عام 2000، منتقلاً من صفوف المعارضة إلى معسكر المنافحين والمدافعين عن “روسيا الجديدة”، وقد رفع صوته تجاه استحقاقات الطرح الأوراسي، بنوع خاص… ماذا عن هذه الجزئية تحديداً؟
فكرة “أوراسيا” واستحقاقاتها
باختصار غير مخلّ، تبدو “أوراسيا”، في فكر دوغين، كياناً يمتد من أطراف المحيط الأطلسي غرباً، إلى جبال الأورال شرقاً في روسيا، والكيان عنده جغرافيا إنما يمثل مهد الثقافة والحضارة الإنسانية، ويرى أن القارة الأوروبية الآسيوية هي من أعطت ولادة لمختلف الأشكال الاجتماعية والروحية والسياسية، تلك التي تشكل الجوهر الرئيس في سيرة التاريخ البشري.
هل كان دوغين المعلم الرئيس لبوتين، رجل الاستخبارات، صاحب الصولات والجولات في عالم العسكرة والجاسوسية، بأكثر من قربه من عالم الفلسفة السياسية، وبمعنى آخر هل هو من دفع بوتين إلى طريق البحث عن هوية روسية مخالفة لما جرت به المقادير خلال المئة عام المنصرمة؟

قبل نحو شهرين، وفي أوج احتدام الجدل حول المعركة مع أوكرانيا، تحدث دوغين عن إشكالية الهوية الروسية، وعما جرى لها من تغيّرات جذرية وتبدلات جوهرية خلال المئة عام الماضية، بدءًا من كينونة روسيا الإمبراطورية بعقيدتها وتصورها، مروراً بالثورة البلشفية التي وصفها بأنها غيّرت من صورة الدولة تغييراً شديداً، وصولاً إلى عام 1991 الذي كان عاماً فاصلاً في مواجهة الروس لأنفسهم وهويتهم، بحيث مضت روسيا وراء الطروحات والشروحات الغربية، بعد التفكيك الذي أعقب تفخيخ الاتحاد السوفياتي السابق، وفي نهاية المطاف وصلت سفينة روسيا إلى بوتين، الذي اعتبره دوغين الحارس الأمين على الإرث الهوياتي الروسي، ولتعود معه الدولة إلى قوتها الخارجية، عبر قناعاتها الداخلية المرتكنة إلى قيمها المحافظة.
عارض دوغين من قبل ثلاث نظريات رئيسة ملأت الأجواء في القرن العشرين: النظرية الليبرالية، ثم النظرية الشيوعية، وصولأ إلى النظرية الفاشية، وإن لم يكتفِ بالمعارضة السلبية، إذ قدم رؤيته لما عُرف بـ”النظرية السياسية الرابعة”… هل كانت خطوطها دستور بوتين غير المعلن طوال العقدين المنصرمين؟
من خلال متابعة توجهات بوتين خلال عشرين عاماً وأربع فترات رئاسية، فقد اعتبر بوتين أن روسيا تصلح ممثلاً للسلام العالمي، من خلال اعتناق رؤية دوغين للنظرية السياسية الرابعة، تلك التي تقدّم نموذجاً جديداً خارجاً عن الشيوعية والليبرالية والفاشية، نظرية تقول بحق الجميع في الحياة والشراكة، لفرد كان أو طبقة، لأي صاحب عرق أو دين، هي نظرية تسعى إلى حماية الوجود من التصرفات المؤدلجة التي نعيشها في المجتمعات التي تشبه المسرحيات، والتي تتكشف من حولنا، بعدما فقدت مقدرتها على الخداع مجدداً.
تبدو النظرية السياسية الرابعة واضحة تمام الوضوح في كلمة الرئيس بوتين، تلك التي ألقاها عام 2007 في مؤتمر ميونيخ، حيث طالب بعالم أكثر عدالة ومساواة، وفيه فرص متكافئة لجميع البشر، ومن غير زيف ما يمكن أن يطلق عليه “القطب الواحد المتشدق بالنظام العالمي الوهمي الجديد”.
في نظريته، يدافع دوغين عن الصالح العام، ذلك الذي ينضوي تحت ثقافات الأمم والشعوب، من دون عزل أو إبعاد، ومن غير إقصاء أو فوقية إمبريالية.
يظهر أثر نظرية دوغين عن السياسة الرابعة، واضحاً في مطالبات بوتين بعالم متعدد الأقطاب، فيه الحضارات تتحاور وتتجاور، لا تتصارع كما حاول صموئيل هنتنغتون أن يقدم رؤية نبوية أبوكريفية منحولة.
فلسفة دوغين تعني أن كل عنصر من عناصر الفرقة الكونية، يمثل جزءًا من لوحة فسيفسائية تتسع للعالم برمّته، ويمكن لها أن تتطور وتتشكل بصورة مستقلة وبناءة، على أسس من القيم السياسية والاجتماعية الخلاقة، وانطلاقاً من نظام راسخ في الجغرافيا الفلسفية، من خلال تقييم المناطق بشكل مستقل، وعلى اتصال دائم، مع حتمية التوافق مع هذا الكيان الوجودي.
يكاد يضحى دوغين صوت بوتين الصارخ في الداخل الروسي، لا سيما في مواجهة الأوليغارشيات التابعة للغرب، ولهذا يحذر من أن النزعة الغربية لا تزال تجد لها عبّاداً في الأوساط الروسية بصورة أو بأخرى، وعلى قناعة تامة بأن هولاء يشكلون ما يشبه الطابور الخامس الساعي لمقاومة ما يصفها بالإصلاحات التي تجري على يد بوتين، ويتهم بعضاً من المثقفين الروس بالانخراط في نزعة غربية تعرقل التوجه الخاص لروسيا.

هل كان لدوغين تأثير ما في بوتين لجهة التدخل وبقوة “اليد المميتة” في سوريا؟

حكماً كان ذلك كذلك، وهو ما شرحه باستفاضة في مقال له نشره باللغة الألمانية قبل بضعة أعوام (يجيد دوغين ثماني لغات إجادة مطلقة).
اعتبر عقل بوتين أن ما جرى من تقديم دعم عسكري روسي إلى سوريا، هو فعل جيوسياسي لأوراسيا، ذلك أن تنظيم “داعش”، هو “منتج أميركي” بحسب تقديره، وهو خطر مباشر على روسيا، وأنه إذا لم تسارع روسيا في احتواء ما خلقته الولايات المتحدة ودعمته من إرهاب في سوريا، فإنها قريباً ستجده على حدودها، ومن ثم ضمن أراضيها”.

كان إيمان دوغين هو أن انهيار سوريا، سيولّد انهيارات متتابعة، ما يُطلق عليه “نظرية أحجار الدومينو” في الشرق الأوسط، وإتاحة الفرصة للفوضى غير الخلاقة لتعمّ وسط العالم، لينتقل إلى أوروبا مئات الآلاف أو بضعة ملايين من اللاجئين، هولاء بدورهم يشدون القارة العجوز سياسياً إلى الوارء، ما يبطل الطرح الأوراسي، ذلك الذي كادت مستشارة ألمانيا السابقة ميركل أن تؤمن به، بل وتسعى من أجله، عبر خط “نورد ستريم 2″، قبل أن تضع واشنطن العصا في دواليب روسيا وأوروبا.

دوغين
دوغين

لطالما كان دوغين يميل إلى الجغرافيا لتبرير السياسة الخارجية للرئيس بوتين، ووفقاً له، فإن الحرب ضد جورجيا، وضم شبه جزيرة القرم، والحملة العسكرية في سوريا حيث لروسيا قاعدة بحرية في طرطوس، كلها إجراءات تمليها الضرورة الجيوسياسية التي تتخطى كل الاعتبارات الأخرى… هل كان لدوغين أن يصمت عن الأزمة الأوكرانية؟
أخيراً، كتب دوغين عن رؤيته للصراع الذي أذكت نيرانه مفاعيل الطرف الثالث، وأعمال اليد الخفية الظاهرة، تلك التي سعت إلى الإيقاع بين شعبين سلافيين شرقيين شقيقين، أصلهما مشترك.

https://alshamsnews.com/2022/03/%d8%a8%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a-%d8%a5%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%b7-%d9%85%d8%a4%d8%a7%d9%85%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3.html

لا يوجه دوغين أصابع الاتهام للأميركيين، الذين حاولوا ونجحوا في وضع الشعبين الأخوين ضد بعضهما البعض، ومن خلال دعم أحد الطرفين، أي أوكرانيا، لتوجيه ضربة إلى روسيا، والتي يعتبرها دوغين تعيد إحياء تاريخها بفضل الإصلاحات الوطنية للرئيس بوتين، على حد تعبيره.
يرى دوغين أنه في ما يخص الأزمة الأوكرانية، لا يوجد سوى حل واحد لهذا الوضع: تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، مع الاعتراف بالسيادة لكل النصفين – الضفة اليمنى الغربية لأوكرانيا، ونوفوروسيا، مع وضع خاص لكييف… هل هذه قراءة استشرافية أم نبوءة ذاتية سوف يعلنها بوتين على الملأ عما قريب؟
وعلى الجانب الأميركي، يقطع دوغين بأنه توجد في البيت الأبيض اليوم، وبنوع خاص بعد إزاحة ترمب ووصول بايدن إلى الحكم، طغمة ممن يسمّيهم بـ”متطرفي العولمة والأطلسيين”، عطفاً على المحافظين الجدد، ومؤيدي إنقاذ النظام العالمي الأحادي القطبية بأي ثمن، وهم عينهم الذين حرّكوا الاحتجاجات في ميدان كييف عامي 2013 – 2014 ضد روسيا.
ما تقدّم غيض من فيض، في سيرة ومسيرة فيلسوف روسي معاصر، ذهب ذات مرة إلى أن: “العالم أقرب الآن إلى الحرب العالمية الثالثة من أي وقت مضى”… فهل تتحقق نبوءته إذا تصاعدت الأزمة الأوكرانية، من مواجهة في الزحام بين روسيا وأوكرانيا، إلى احتكاك في الظلام بين موسكو و”ناتو”؟

https://alshamsnews.com/2022/02/%d9%81%d9%89-%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%ac%d9%87%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%82%d9%88%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d9%88%d8%aa%d9%8a%d9%86-%d9%8a.html

Exit mobile version